في حياة الشعوب الكثير من الشخصيات الرياضية الذين ساهموا في تأسيس البنية التحتية، سواء على مستوى الرياضة المدرسية أو الأهلية، ولا يمكن أن تذهب إلى أي مكان في العالم وتسأل من هو صاحب الفضل فيما وصلتم إليه كشعب رياضي؟ وسوف تلقى الجواب أن هناك الكثير من الشخصيات وكل واحد فيهم ساهم بقدر ما أُتيح له من إمكانات مادية ومعنوية ووجد المؤازرة والتشجيع من كل القطاعات الأهلية والرسمية، رغم أن هناك شخصيات اعتمدت على الطاقة الذاتية والتفكير الشخصي والخبرة القيادية، فحققت لبلادها الكثير من التقدم الرياضي والإنجازات الكبيرة المشرفة.
إننا في بلادنا وعلى الرغم من صغر مساحتها الجغرافية وعدد سكانها القليلين لكننا نمتلك ذخيرة كبيرة من الرياضيين القياديين الذين أسسوا الأفكار الخلاقة وشيدوا الدعائم القوية لبناء نهضة رياضية تسير على الطريق الصحيح.
من ضمن هؤلاء الرجال المرحوم طيب الذكر الأستاذ سيف بن جبر المسلم الذي كان من رواد النهضة الرياضية المحلية على الصعيدين المدرسي والأهلي.
فعلى الجانب التربوي هو من أسس النشاط الرياضي المدرسي يوم كان مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية، واشتهر بكلمة لايزال بعض المدرسين الرياضيين يرددونها يوم قال لهم (اصنعوا من لا شيء شيئاً)، ولا تتعذروا بضعف الإمكانات المادية، بل حاولوا أن تصنعوا بما هو متوفر شيئاً نفتخر به ويكون رسالة إلى الأجيال القادمة.
وهو من قاد اتحاد كرة القدم وكان ضمن الوفد في الاجتماع الدولي للفيفا والذي عقد في المكسيك في التاسع من أكتوبر عام 1968 بحضور الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد والأستاذ جاسم أمين عضو مجلس الإدارة، وفيه نالت البحرين العضوية الرسمية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة في تاريخها.
ولم يتوقف المرحوم عند هذا الحد بل صار سفيراً للبلاد في الكويت، أي أنه جمع في خبرته الشيء الكثير سواء في المجال الرياضي والقيادي أو المجال الدبلوماسي.
وحين نتوقف لبرهة قليلة ونسأل: أين أبناء الجيل الحالي من تلك الأعمال الخالدة؟ وما السبب الذي يجعلنا ننقب عن الأسماء الرنانة التي أعطت بإخلاص نادر ولا يتكرر؟
إن السبب يعود إلى أن أولئك الرموز قدموا الرسائل لنا ليكونوا مثالاً نسير على خطاهم وبهم وبتاريخهم الرياضي، نقول رحم الله أيام زمان في هذا العصر الملبد بالضباب، فأين عصر الأساطير الرياضية؟