ليعذرني الجميع على ما سأتناوله في مقالي حول بطولة كأس الخليج التي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة «خليجي 23»، فأنا لست من عشاق كرة القدم ولا أشاهد المباريات العالمية التي حازت على جمهور عربي متعصب للدوريات المختلفة في كرة القدم، إلا أنني كمواطنة بحرينية أشجع بالتأكيد منتخب البحرين وأحرص على مشاهدة المباريات التي يلعبها المنتخب مع أشقائه خصوصاً بطولة كأس الخليج، وبصراحة ومن غير مقدمات خاب ظني في المنتخب هذه المرة أيضاً، كل مرة أستبشر بالخير لفوز المنتخب في البطولة ولكن كل مرة نجر خيبات الأمل وراءنا ويمتلكنا القهر والحزن لنلملم حزننا في الخسارة للمرات القادمة ونتفاءل بالفوز في البطولة التي تليها، من يصدق بأن الفوز بكأس الخليج أشبه ما يكون بـ «حلم الطفولة» نعم حلم الطفولة وليتخيل موقف الطفل الذي يحلم بقطعة شوكولاتة وعندما يقترب منها يخطفها آخر ويلوذ بها ويستمتع بهذه القطعة، وبالنسبة لي هذه البطولة مثل الشوكولاتة ولكنني لست صغيرة فقد كبرت ومازال الحلم يراودني بكاس الخليج ليقر عين الجمهور البحريني بفرحة الفوز والنصر، هذا الحلم يشاطره معي كثيرون من مشجعي المنتخب الوطني لكرة القدم، منهم من هم في نفس عمري أو أكبر مني وحتى أصغر مني، هي كرة « مدورة» نعم هي كذلك، وهي ليست الجنة نعم هي ليست بذلك، لكنها شأن عظيم بالنسبة للرياضة لما تمثله كرة القدم من شعبية واسعة في كل مكان.

التفاف الجمهور البحريني حوال المنتخب كالعادة يثلج الصدر، وثقة القيادة بالمنتخب واللاعبين كانت أمراً واضحاً، ولاحظنا حرص سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية بأن يقود الفريق إلى أعلى المستويات، لامسنا شغفه ومبادراته وعطاءه للفريق، ولا يمكن نكرانه، إلا أن الفريق للأسف الشديد خيب آمالنا وخيب أملي فلن أطبطب على أي لاعب اليوم وأقول « كفيت ووفيت»، لا لم تؤدِ ما ينبغي عليك من أداء في الملعب، ذلك لأنك مسؤول عن أن يصل الفريق الى البطولة لو كانت هناك همة وعزم أكثر في التدريب المستمر وحتى أثناء اللعب لكنا وصلنا اليوم وفرحنا فرحة عمر ولكن يبدو بأن الهمة كانت أقل مما كنا نتوقعه من الفريق.

نبارك لسلطنة عمان على بطولة كأس الخليج فهو «يستاهل» بالفعل لأن مجهوده ولعبه في الملعب كان واضحاً وعالي الهمة، أذكر بأننا كمشجعين لفريق كرة القدم كنا نفرح في السابق عندما يلعب منتخبنا مع منتخب عمان لإيماننا بأننا سنفوز عليهم وليس الفوز فقط ما يفرحنا بل عدد الأهداف التي كانت تدخل في مرماهم في صالحنا، ولكن هو اليوم محل تقدير لأنه لا يرضى بأن يكون «التوش» ووصل بعزيمة وإرادة وأخذ ما يستحق، ويا خوفي بأن يأخذ اليمن في المرة القادمة الكأس، ونبقى نحن نطبطب فقط.

أجمل شيء في بطولة هذا العام هو التفاف كل بحريني وبحرينية حول المنتخب، الشركات الكبرى، طيران الخليج، وأصحاب المؤسسات الخاصة جميعهم ساهموا بالتفاتة وطنية حول الفريق، الجمهور البحريني كان فوق الخيال كان يهتف للبحرين، وهذا أسعدنا كثيراً، ونتمنى بأن تواصل الشركات دعم منتخب البحرين الوطني لكرة القدم، أما الجمهور فلن يكون إلا يده اليمين في كل مبارياته، ومازلنا على أمل أن يتحقق الحلم، مبروك مرة أخرى لسلطنة عمان.