الطبقة المتوسطة والمنتمون إليها يوجهون هذه الرسائل:

إلى الإخوة المجتمعين في لجان «إعادة هيكلة الدعم وتوجيهه لمستحقيه»: نحن المنتمون للطبقة المتوسطة نطلب منكم أن تنتبهوا إلى المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقكم تجاه هذه الطبقة التي نسيت وأهملت وسط الصراخ والضوضاء.

إن كنتم نواباً للشعب في هذه الاجتماعات فعليكم ألا تنظروا لقواعدكم الانتخابية التي ينتمي غالبيتها لذوي الدخل المحدود فقط بل تنتبهوا أشد الانتباه أيضاً إلى الطبقة المتوسطة التي كنتم من أفرادها حتى وقت قريب وقبل أن تساعدكم رواتبكم العالية ومخصصاتكم الكبيرة للخروج منها والصعود إلى شريحة قريبة من طبقة الأثرياء.

انتبهوا لها وإلى مستقبلها وأنتم تخططون لما يسمى بإعادة توجيه الدعم لمستحقيه فهي تستحقه كذلك. الطبقة المتوسطة كما تعلمون جيداً المحرك الرئيس لاقتصاد البلد وأكثر طبقة يعتمد عليها قطاع العقار والتعليم الخاص والطب الخاص والسياحة وغيرها، فهي التي تستهلك خدمات هذه القطاعات. فإن تأثرت الطبقة المتوسطة في مدخولها جراء رفع الأسعار والرسوم وقريباً ضريبة القيمة المضافة فذلك سينعكس سلباً عليها جميعها.

ولأن الكثير منكم أيها النواب أسس أو يسعى إلى أن يؤسس له مشاريع تجارية أو عقارية فأنتم أيضاً ستعانون من شح الطلب على تجارتكم وعقاراتكم إذا ضعفت قدرة هذه الطبقة على الشراء. أي ستفقدون شريحة قد تكون هي الأهم من شرائح زبائنكم المخلصين.

وإن كنتم من ممثلي الحكومة في الاجتماعات، فانتبهوا للطبقة المتوسطة كثيراً وضعوا استقرارها أولوية قصوى فهي كما تعلمون تشمل المهندسين والأطباء والمحامين وأساتذة الجامعات وموظفي البنوك وشركات الاتصال والإداريين ومن في حكمهم في القطاعين الخاص والعام. وهؤلاء هم العمود الفقري للبلد وهم المطلوب منهم القيادة والتطوير والتحسين. فإن شعر هؤلاء أن رواتبهم في المستقبل القريب لا تسمح لهم أن يعيشوا في حالة الرفاهية المحدودة التي توفرها لهم مناصبهم ومواقعهم الحالية فانضمامهم إلى قائمة المتذمرين والمتشائمين أمر غير مستبعد. وهذا أمر لا يرغب أحد أن نصل إليه.

إلى الأخ النائب «التاجر» من إحدى دوائر المحرق: نستغرب مقترحكم تحديد مخصصات دعم للفئات التي تتراوح رواتبها من 300 إلى 1000 دينار ولا تشمل الآخرين ممن تتجاوز رواتبهم ذلك. كيف قمتم بهذه الحسابات؟ ألا يكفي أن اشتراطات الإسكان استبعدت من تكون مداخيلهم أكثر من 1200 دينار من أبرز وأهم الخدمات؟ ألا تعلمون أن الكثير من الذين تتراوح مداخيلهم بين 1200 دينار وما فوق الـ2000 دينار يذهب جزء كبير منها للرهن العقاري بعد أن خسروا فرصة الحصول على قرض ميسر من بنك الإسكان أو وحدة سكنية «شبه مجانية» من ضمن مشاريع الإسكان؟ لماذا لا تطالبون سعادتكم بمخصصات تشمل الجميع وبذلك تكونون أكثر إنصافاً وعدلاً؟

إلى الصحافة والإعلام: أسرفتم في تسليط الضوء على مطالبات واحتياجات طبقة الدخل المحدود وتناسيتم الطبقة المتوسطة وأهمية إيصال صوتها للجميع. هذه الطبقة التي ينتمي جزء لا بأس به من العاملين في الصحافة والإعلام إليها، تركتموها تبحث عن قلم أو صوت وسطكم يوضح مخاوفها وقلقها دون جدوى وصرتم مثل عذاري «تسقي البعيد وتخلي القريب». لماذا لا تتكلمون عن طبقة إذا بدأت تتآكل سينعكس ذلك على الاقتصاد بأكمله وفي مرحلة متقدمة على الاستقرار لا سمح الله؟ لماذا لا يتم ذكرنا في تحليلاتكم وأعمدتكم بوضوح وبدون تعميم؟ لماذا يتم إهمالنا والتغاضي عن دورنا المحوري في حاضر ومستقبل هذا البلاد؟

إليكم جميعاً، نحن هنا، انتبهوا لنا.