قبل أيام تم تداول فيديو قصير لشاب أجنبي بدا أنه متحمس لبعض النشاطات السالبة التي يقوم بها البعض هنا وهو يقول إنه سأل رئيس منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن أكثر الناس شبهاً بنيلسون مانديلا فقال من دون تردد إنه نبيل رجب (...)، وقبل يومين استضافت فضائية «الميادين» ناشطاً حقوقياً ينتمي لنفس المجموعة وقدمته بصفة «كبير مستشاري» أحد المراكز الحقوقية التي انتشرت في الآونة الأخيرة (...)، ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت الغاية من هذا هي التميز والبروز اجتماعياً، فمن يعمل من أجل غاية وطنية لا يبحث عن مثل هذه الصفات خصوصاً وأنها بعيدة عن الواقع، فلا فعل وظروف رجب تشبه فعل وظروف مانديلا، ولا يمكن لأحد أن يصدق بأن هذا المركز المبتدئ في مجال حقوق الإنسان والذي يعد أعضاؤه على الأصابع لديه مجموعة من المستشارين ليكون بينهم كبيراً!

هذا يؤكد وقوف تلك المنظمة وتلك الفضائية مع ذلك البعض وتعاطفهما معه وسعيهما إلى مساندته في هذه الفترة التي يهتم فيها بتذكر ما يسعده تذكره من أحداث يعتبرها «بطولات يفاخر بها ومناسبة تستحق الاحتفال بها» رغم كل ما جرته على هذا الوطن من ويلات ورغم تضرر الجميع منها.

تلك المنظمة ومنظمات أخرى مستفيدة من مثل هذه الأفعال، وتلك الفضائية وفضائيات «سوسية» أخرى مستفيدة مثلها من ذلك البعض لن تكتفي بمثل هذه الأقوال والصفات تطلقها على من لا تنطبق عليه ولا يستحقها، فما تسعى إليه أكبر من هذا، وما شاركت في التخطيط له يتطلب الوقوف في وجهه بقوة.

ستمر المناسبة المقصودة هنا كما مرت في السنوات الماضية ولن يحقق من خلالها ذلك البعض أي مفيد، ولن يضيف إليها وإلى ذلك البعض تلك الصفات المجانية التي عمدت إلى إطلاقها تلك المنظمة وتلك الفضائية، والذي يبدو هو أن ذلك البعض ومن يؤازره لا يزالون دون القدرة على استيعاب التطورات التي حدثت ولا تزال تحدث في المنطقة والتي منها اهتراء النظام الإيراني من الداخل بسبب تورط رموزه في قضايا الفساد وانغماسهم فيه إلى الحد الذي جعل بسطاء الإيرانيين يخرجون إلى الشوارع غاضبين يطالبون النظام بإخراجهم من مرحلة التقاط الطعام من حاويات القمامة ومن السكن في المقابر.

كل هذا لا يفيد ولن يفيد، والأولى منه ومن التصريحات غير المسؤولة والمسيئة للوطن والتي يتم توزيعها هذه الأيام عبر مختلف وسائل الاتصال والتواصل بسخاء هو التفكر في طريقة للخروج من هذه الأزمة التي تسببوا بها على الوطن وتأذى منها الجميع، طريقة تقودهم إلى الطريق المعلوم الذي يسلكه العقلاء ووفر مثالاً عليه قبل قليل أهالي جدحفص والقرى المجاورة عندما طلبوا لقاء حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وأوصلوا إلى جلالته ما أرادوا توصيله من مطالب وهموم، ووفر المثال بعدهم أهالي المنامة عندما طلبوا لقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وأوصلوا إلى سموه ما أرادوا توصيله ، فحصلوا جميعاً على أكثر مما سعوا إليه وتمنوه، وحققوا بذلك السلوك ما لم يتمكن من تحقيقه ذلك البعض في سنين بسبب سلكهم الطريق الخاطئ واعتمادهم السلوك السالب.

من يدعي أنه يريد خدمة المواطنين والارتقاء بحياتهم لا «يركب رأسه» ولا يبحث عن صفات وألقاب لا تناسبه ولا تعبر عنه يسبغها عليه المستفيدون منه ومما صار فيه، فمن يريد هذا لا يحتاج إلى كل ذلك الذي فعله ولا يرتاد ذلك الطريق غير المفضي إلى مفيد، إلا إن كان يخطط لأمر كبير ولا يزال رغم كل شيء متعلقاً بأمل وصول «المدد» من الخارج.