كم هو جميل أن تحقق المرأة البحرينية من التقدم ما يجعل تجربتها مثيرة لشعوب ودول أخرى للاطلاع عليها، وكم هو أجمل أن تبرز المرأة البحرينية بوضوح من خلال ما حققته من خلال بناء نفسها ومجتمعها وحضورها المحلي الرائد في كافة المجالات، فضلاً عن مشاركاتها الإقليمية والدولية البارزة التي وضعت البحرين في مصاف الدول التي تمنح للمرأة كامل حقوقها وتحترم مكانتها وتصونها وتقدرها حق قدرها، بينما ما زالت دول تفرض على المرأة واقعاً جاهلياً أشبه ما يكون بالعبودية أو بالإقصاء المبتذل.

وأذكر أني كتبت مقالاً عام 2012، تحدثت فيه عن استضعاف حضارات ومجتمعات للمرأة على مدى قرون طويلة من الزمان، إذ لم يكن للمرأة حقوق ولا أهلية عند اليونانيين، وقد عوملت كسلعة تباع وتشترى في الأسواق، فيما كان عقد الزواج من المرأة عند الرومان عقد رق، وقبل ذلك تكون في رق أبيها. أما الهنود والنصارى، اعتبروها باباً للشيطان ورمزاً للفتنة والإغراء، فلا شرف ولا فضيلة تعرفها. ولم يختلف الأمر عند الفرس كثيراً، إذ كان الرجل يدخل على الرجل في داره فيغلبه على منزله ونسائه وأمواله، حتى لم يعد الرجل يعرف مولوده ولا المولود يعرف أباه.

وعندما نعود لهذه التجارب الكارثية للمرأة في حضارات كانت الأبرز في التاريخ البشري نحمد الله ألفاً أننا ننتمي للديانة الإسلامية التي أعزت المرأة وأوصت بها خيراً، وأننا من مواطنات مملكة البحرين التي كفلت حقوق المرأة منذ قيام الدولة وقبل ذلك بكثير، وأننا ننتمي للجيل الذي شهد قفزة إصلاحية نوعية في المملكة، لم تشمل المرأة وحسب، بل غمرتها بكثير من المكاسب التي حققت من خلالها فرقاً واضحاً على كافة الأصعدة، كفلها بوضوح المجلس الأعلى للمرأة الذي شيدت بنيانه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، عام 2001.

دفعني إلى التطرق لإنجاز المرأة البحرينية في هذا الوقت بالذات، خبر زيارة وفد من جامعة جون هوبكنز الأمريكية بهدف الاطلاع على تجربة المملكة في مجال تقدم المرأة، وراقني أكثر تصريح رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد الجامعي للتعايش السلمي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، الذي قال فيه: «إن حقوق المرأة في البحرين مكفولة بما يفوق بمراحل جعلتها في ريادة الدول العربية والإسلامية، فمشاركة المرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي والاقتصادي والتعليمي كانت منذ بزوغ نهضة الدولة الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، فالمرأة بحق هي نصف المجتمع البحريني المتنوع إن لم تكن أكثر من ذلك والدلالات كثيرة وجلية على الصعيدين المحلي والدولي، وقد ازداد هذا الدور في عهد حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى الذي قدم للمرأة البحرينية فرصاً تاريخية سابقة لا مثيل لها في المنطقة».

* اختلاج النبض:

يحق لي الفخر بكوني «امرأة بحرينية».