أهداني الزميل الإعلامي الأخ بدر النيف الديحاني المدير الأسبق لجريدة الاقتصادية السعودية كتابه الأول «لهم البشرى»، والذي ركز فيه على سبر أغوار ما يمر به الإنسان من أزمات أو بشارات وخطرات، تسهم في أن تعيده إلى الطريق الذي اختاره له ربه، لكون الخالق سبحانه وتعالى هو المتكفِّل بتمحيص عباده وعلاجهم، مما يعتريهم من قصور وذنوب وانحرافات، وتتضح صورة الوعد الرباني فيما نسمعه من سردٍ قصصي للواقع المعاش، وما يشابهه من قصص واقعية لمن سبقنا، ما يجعل الإنسان يتفكر ويعيد برمجته الذهنية ليعمق ارتباطه بخالقه المسبب لكل شيء. ويسلط الكاتب الضوء على الكرامات والرؤى والتخاطر وتحقق الأمنيات والرسائل الربانية، التي يتلقاها الإنسان، وتكون في كثير من الأحيان دافعاً لتغيير نمط حياته وتفكيره وعلاقته بخالقه، وذلك بانكشاف بعض الغيبيات، لحكمة أرادها الله تعالى لعباده، ولتطمئن قلوب قوم مؤمنين، ولتكون تحقيقاً للغاية من الخلق، وبشارة لحياة هانئة طيبة، وآخرة ليس فيها تعب ولا نصب، وجنان فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر وهي منتهى ما يرجوه المخلوق من خالقه.

الكتاب يحتوي على تجارب وأحداث في حياتنا المعاصرة، مطعمة بقصص السابقين، ليبرهن الكاتب من خلالها على أن الإنسان كائناً من كان تحفُّه العناية الإلهية والحفظ، مع التأكيد بأن هذه التجارب تكون نبراساً للإنسان في مسيرته الحياتية.

يستهدف الكتاب في المقام الأول الإنسان المنشغل بأمور حياته، الراغب في ترقية علاقته بخالقه، كحال كثير ممّن يحملون بين جوانحهم قدراً لا بأس به من القيم الإنسانية والأخلاقية، ويُعين هذا الكتاب على فهم بعض الظواهر الغريبة والاستثنائية التي يمر بها البشر، والتي يعتقد أنها من لطائف الله ونفحاته الكريمة. وربما خوَّفت بعض هذه الظواهر البعض، ولكنها في المقابل تعمِّق الإيمان لدى الإنسان السوي، وتزيده سكينة وطمأنينة وسعادة، ويكتشف أنها بشرى له في مسيرة الحياة.

ويوضح المؤلف أن ما دفعه لتأليف هذا الكتاب حجم القصص الواقعية المعاصرة التي مرت به أو بأناس ثقات، ومن الأهمية بمكان الوقوف عند هذه اللطائف، ومحاولة فهمها وتفسيرها، وإطلاع هذه الأجيال والأجيال القادمة عليها، لأنها تجيب عن تساؤلاتهم الكثيرة، فضلاً عن أن الكثير من هذه القصص تعمّق الإيمان، وتوثق أواصر العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، وتريح القلب لكونهم في معية الرحمن عز وجل، الذي حرَّم الظلم على نفسه وجعله بين خلقه محرماً.

الكتاب مبوب في سبعة فصول لأنواع البشارات، وهي بشرى الهداية لمن طلبها بصدق، والبشارة بالحياة الطيبة والحفظ لمن آمن واستقام، والبشارة بالدفاع والنصر والتوفيق للمؤمنين، والبشارة الرابعة بالفرج بعد الشدة، والبشارة الخاصة بالأنبياء والصالحين والأولياء، والبشارة برد المكر السيئ لأهله، ويختم بالبشارة بالجنة والخاتمة الحسنة.

واختتم المؤلف الأستاذ بدر الديحاني كتابه بتمني أن يكون قد ساهم بكتابه في زوال الكثير من هموم وأحزان من يقرؤه، ويكون دافعاً وبشرى..

الكتاب الذي صدر في بداية العام الحالي 2019 يتصف بأسلوب السهل الممتنع لما للمؤلف من أسلوب سلس مشوق اكتسبه من عمله الصحافي الممتد من أكثر من عقدين، وما أحوجنا لقراءة مثل هذا النوع من الكتب في وقتنا المعاصر الذي طغت فيه الماديات والكثير من الخرافات.