أثارت صور زفاف عروسين مصريين على ارتفاع 2286 متراً فوق سطح البحر بمدينة سانت كاترين المصرية إعجاب الكثير من الشباب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مما طرح مجدداً مدى اختلاف تقاليد الزواج من مجتمع لآخر، وفي ذات المجتمع.

فمن الجدير بالذكر، أن عادات وتقاليد الزواج تتعدد وتختلف من مجتمع لآخر، ومن حضارة لأخرى، ومن فترة زمنية لأخرى. والاختلاف في العادات والتقاليد الموروثة بينهم، كالعادات الأسرية المختلفة، وكعادات الزواج، وعادات التعارف، وعادات الضيافة، وعادات الطعام والشراب، وغيرها من العادات المنتشرة والموروثة في مجتمعاتهم.

ويضيف البعض اختلاف الدين وتأثيره على هذه التقاليد، في حين يرجع البعض الآخر، اختلاف تقاليد الزواج إلى العادات والتقاليد السائدة في البلد الذي يعيشون فيه، ففي الدين الإسلامي لا يوجد الكثير من التكلفة أو البهرجة في الزواج، فيعتمد على القبول والرضا من الطرفين ودفع العريس المهر مهما كان مقداره، ووجود الشهود، ثم يتم توثيقه لإثبات الحقوق لكلا الطرفين.

في مصر توارث الشعب عادات وتقاليد الزفاف منذ زمن بعيد، ففي عهد القدماء المصريين «الفراعنة» كان يبدأ الزواج بخاتم الخطوبة الحلقي الذهبي، المسمى «حلقة البعث». وكان يوضع في اليد اليمنى، وعند الزواج يوضع باليد اليسرى، وهو رمز للإخلاص ودوام العشرة. كما إن المأذون كان يقوم بعقد القران، وهو مكلف من المعبد لعقد رباط الحياة الزوجية، وكتابة ثلاثة عقود لحفظ الحقوق.

ومع مرور الوقت، تغيرت هذه العادات، واختلفت من محافظة مصرية لأخرى، وداخل المحافظة أو المنطقة الواحدة. فعلى سبيل المثال، في محافظة سوهاج «محافظة مصرية في جنوب مصر»، على العريس شراء كميات كبيرة من الذهب، حسب ما هو مطلوب من أسرة العروس، ووفق رغبتها. وفي قرى أخميم بذات المحافظة، يقوم العريس بدفع مبلغ مالي لوالد العروس، عوضاً عن تربيتها، يسمى «حق الرباية». فضلاً عن شراء الأجهزة الكهربائية وكافة مفروشات منزل الزوجية. وفي مدينة شلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر «جنوب مصر» تتم الخطوبة منذ الولادة أو منذ الصغر، لابن عمها ولا يسمح لها بغير ذلك، وفي حالة رفضها تطرد هي وأهلها من القبيلة. وتكون المهور من الإبل والماشية، ويقوم شيخ القبيلة بتوثيق عقد الزواج، ويقام العرس لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وتقدم فيه الولائم، وتقام الاحتفالات بحضور جميع أفراد القبيلة والقبائل المجاورة. وفي محافظة الأقصر «أقصى جنوب مصر» تختلف «الشبكة» باختلاف الثراء المادي للعريس، ولا يطلب مقدم للعروس، ويتفق على المؤخر في العقد، على أن يقدم العريس في زيارته الأولى لأهل العروس خروفاً، ويتم رده لهم في اليوم الثالث من الزواج من قبل أهل العروسة. وللحديث بقية.

* كاتب وأكاديمي مصري