نواصل في الجزء الثالث من المقال، حديثنا، عن تقاليد الزواج والشباب. في أوروبا، يقوم العروسان في ألمانيا بتنظيف كومة كبيرة من أطباق البورسلان التي يكسرها الضيوف للتخلص من الأرواح الشريرة، وكأول درس من دروس التدبير المنزلي.

وفي المجر، عند بدء حفل الزفاف يتم عرض العروسة للبيع، حيث يشتريها أي شخص يضع أكبر مبلغ من المال في وعاء ليحصل على فرصته للرقص معها حتى يأتي العريس ويسرقها منه.

وفي فرنسا، يقوم أصدقاء حديثو الزواج وبعد الانتهاء من مراسم الزفاف بملء مقعد مرحاض بشراب كحولي ودفع العرسان على شربه قبل السماح لهم بالمغادرة.

أما في أسبرطة فكان تقليداً أن تقوم النساء بحلاقة شعر رؤوسهن وارتداء ملابس رجالية قبل تعرضهن للخطف من قبل أزواجهن المستقبليين.

وفي الهند، يعتبر النقش على اليدين والقدمين بالحنة من أهم مراسم وتقاليد الزواج في الهند، فإن العروس وصديقاتها والإناث من عائلتها يقمن بتزيين أيديهن وأقدامهن بتفاصيل متقنة تدعى المنهدي، وتصنع هذه التصاميم من صبغة الحناء النباتية، وتستمر لمدة أسابيع قليلة، وهي تصميمات معقدة وتستغرق ساعات لتطبيقها.

وفي بعض المدن، مثل مدينة بوندا يورجاس، تقوم المرأة باختبار العريس، قتقوم بكويه في ظهره، فإن تألم رفضته، وفضحته في القبيلة، وإن تحمل الألم تقبل به زوجاً. وفي بعض المدن الأخرى، يشارك معازيم وأقارب العرسان بلعبة اسمها جوتا تشوباي أو سرقة الأحذية حيث يقوم العريس بخلع حذائه ويأخذه أهل العروس ويخبؤونه بعيداً لكي يقوم أهل العريس بالبحث عنه واستعادته.

يتضح من العرض السابق، مدى اختلاف عادات وتقاليد الزواج من مجتمع لآخر، وفي ذات المجتمع خلال فترات زمنية متباينة. ومع بروز العولمة، وزيادات تطلعات الشباب ستختلف أكثر وستتباين تقاليد الزواج.

* كاتب وأكاديمي مصري