حظي العلم بتشجيع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حيث كان حريصاً كل الحرص على تكريم المتفوقين في مختلف المراحل التعليمية في كل عام، فكان سموه يرعى حفل تكريم المتفوقين من خريجي المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى حفل عيد العلم وذلك استمراراً لعادة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين طيب الله ثراه، حيث كان رحمه الله يحرص على حضور احتفالات تكريم المتفوقين كاملة ويحرص على تكريم جميع المتفوقين دون استثناء.

وكان تكريم سموه للمتفوقين في عيد العلم هو الغاية والدافع لكثيرين نحو التميز والتفوق، ومن بينهم أنا، إذ كنت أترقب حفل عيد العلم سنوياً وأنتظره بفارغ الصبر. وحيث إنه لا يُكَرّم من خريجي المراحل الدراسية إلا الأوائل، فكان أن جعلت لي هدفاً أن أحظى بتكريم سموه، وكان لي ذلك عندما حللت بالمرتبة الأولى على مستوى مدارس مملكة البحرين. ولا يخفى على أحد شعور المتفوق عندما يتوج جده واجتهاده بتكريم رفيع المستوى.

وكما قلتُ في إحدى المرات: «من يذق حلاوة التفوق مرة، تأبى نفسه إلا التفوق في كل مرة». والحمد لله أن كان لي ما أردت، فقد حظيت بشرف تكريم سموه مرة ثانية وثالثة في عيد العلم ومرة رابعة وخامسة في مناسبات أخرى لتكريم المتفوقين. وفي كل مرة كنت أسعد وأفخر بمقابلة سموه، ولا أنسى أبداً بشاشة وجهه -رحمه الله- وكلمات التهنئة ومباركته للتفوق وتشجيعه، وبكل صراحة أقول كان تكريم سموه للمتفوقين هو الدافع والحافز لي شخصياً نحو تحقيق أعلى المراتب العلمية، إذ كان لقاء سموه هو منتهى الحلم وغاية الأمل بالنسبة إلي.

رحمك الله يا صاحب السمو وجزاك عنا خير الجزاء، وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة، وتقبل منك الحث على طلب العلم والسعي نحو التفوق، وهو الذي حث على طلب العلم سبحانه، وهو سبحانه الكريم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

* نائب عميد كلية الدراسات العليا للدراسات التقنية - جامعة الخليج العربي