نشرت محطة "سي إن إن" الإعلامية الأمريكية على موقعها مؤخراً مقالاً يتوقع فيه الكاتب أن يفوز دونالد ترامب في انتخابات عام 2024. ويشير المقال إلى تعادل شعبية ترامب حالياً مع شعبية الرئيس بايدن بنسبة 45% لكل منهما بناء على نتائج "مقياس الشعبية" أعدته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وبما أن ترامب لم يتوقف منذ أن ترك الرئاسة - مرغماً - عام 2020 عن لقاء المنتمين للحزب الجمهوري في لقاءات جماهيرية كبيرة تحقق نجاحاً مستمراً، ولم يكف عن تحدي الديمقراطيين "الحزب الحاكم حالياً" وأنصارهم في كل مناسبة آخرها إعلانه الانتهاء من بناء منصة تواصل اجتماعي جديدة تدعى Truth أي "الحقيقة" سترى النور قريباً وستكون مطابقة في الشكل والمضمون والأهداف لتويتر التي حجبت تغريداته. وكذلك بما أنه يحمل وبوضوح الكثير من الألم النفسي الذي يعتبر وقوده في رد الاعتبار من منافسه بايدن وجماعته والذين يظن - أي ترامب - أنهم تلاعبوا في سير الانتخابات وزوروها فيصبح احتمال دخوله المعترك الانتخابي القادم أمراً شبه محسوم بل واحتمالية فوزه كبيرة.

والغريب، أن من يتنبأ بفوزه بل ويرفع له القبعة على نشاطه الحالي هي المحطة الأشد قسوة عليه خلال فترة رئاسته وهي نفسها المحطة التي اعتبرها ترامب من ضمن قائمة المحطات المروجة للأخبار المزيفة "Fake News" الا وهي سي إن إن. وهذا أمر يحتاج إلى عودة للتحليل والاستيعاب.

ولكن أذكر ترامب اليوم تحديداً بعد أن انتشر خبر مصدره صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يبين أن الرئيس بايدن حاول التواصل مع قيادات السعودية والإمارات مؤخراً في محاولة لكسب تأييدهم ضد بوتين وحربه على أوكرانيا ولكنه لم يجد رداً منهم مما يعطي مؤشراً واضحاً على إتساع الفجوة بين القيادات الخليجية والرئاسة الأمريكية هذه الفترة، خاصة بعد أن تعمد بايدن التعامل بجفاف غير مسبوق معها منذ أن استلم ولايته.

ومعروف أن أمريكا تبقى الحليف الأبرز والأكثر ثقلاً لدول الخليج، لكن دور الرئاسة الأمريكية وإسلوبها هوالفيصل في مستوى دفء العلاقات. فدول الخليج ملكيات عريقة ثابتة في توجهاتها وطريقة تعاملها مع الآخرين ويبقى الفارق هو طريقة تعامل الآخرين معها. ولعل ترامب مقارنة برؤساء آخرين كان الأكثر فهماً لها لذلك وجد تجاوباً وتعاوناً من قبلها كان في أفضل المستويات. ويبدو أنه على الرئيس بايدن الذي يفترض أن يكون أكثر حنكة وخبرة بحكم سنواته الطويلة جداً في العمل السياسي من منافسه ترامب في استيعاب الوضع الخليجي الخاص والتعامل معه بحذر أكبر بدلاً من الرعونة غير المعهودة إذا أراد أن يبقي حلفاءه الخليجيين بقربه وأيضاً إذا أراد أن يفوز مستقبلاً، لأن الـ "سي إن إن" - وهي حليفة حزبه وحليفته - أعلنت وعلى غير المتوقع أن ترامب سيفوز!