مخدرات تظهر في عينات شعر النساء بسبب بعض أنواع الصبغات

دراسة تفتح المجال لاستخدام الشعر في الكشف عن تحليل العينات أسوة بالدم والإدرار


كشفت دراسة حديثة قدمتها الطبيبة الشرعية بإدارة الأدلة المادية بالنيابة العامة الدكتورة فاطمة عبدالرحمن الفاضل، في أطروحة الماجستير عن قدرة عينات الشعر على إعطاء نتائج فعالة للكشف عن الأدوية في تحليل السموم بالعينات الجنائية، وأن لها فوائد تجعلها بديلاً لعينات الدم والإدرار التي تمثل خطراً في نقل الأمراض، وتجلى فعالية استخدام الشعر في حالات الوفيات التي يصعب الحصول على عينات دم وإدرار منها.



وتحت عنوان «مراجعة أنماط التعرض للعقاقير في مملكة البحرين باستخدام عينات الشعر التي تم فحصها بواسطة جهازLC-MS/MS، أجرت الدكتورة الفاضل الدراسة في أطروحة لنيل درجة الماجستير في علوم الطب الشرعي بجامعة كوين ماري بالمملكة المتحدة، حيث أوضحت أن الشعر يعتبر عينة بيولوجية فعالة للكشف عن الأدوية في تحليل السموم لما لها من فوائد عديدة، حيث يعتبر التعامل مع عينات الشعر أكثر نظافة، فضلاً عن أنه يتطلب مواد كيميائية أقل لعمليات الاستخلاص بالمقارنة مع عينات الإدرار والدم.

وأشارت الطبيبة الشرعية بإدارة الأدلة المادية إلى أنها أجرت الدراسة على 55 عينة شعر رأس «30 عينة من الرجال و25 عينة من السيدات»، جمعت عشوائياً من محلات الحلاقة وصالونات التجميل من مختلف مناطق البحرين في الفترة الممتدة ما بين فبراير 2021 إلى مارس 2021، وقد تم فحص هذه العينات بأكثر من طريقة للبحث عن أثر العقاقير المستخدمة بواسطة جهاز LC-MS/MS في مختبر إدارة الأدلة المادية التابع للنيابة العامة بمملكة البحرين. وأضافت: قمنا بفحص العينات بأكثر من طريقة وكمية الشعر المناسبة إلى أن توصلنا لأفضل نتيجة نحصل عليها من العقاقير، ومن خلال البحث تم الكشف عن عدة عقاقير تم تصنيفها إلى المجموعات الآتية:

1- المجموعة الأولى والسائدة هي: مكونات التبغ، حيث تم الكشف عن مادة النيكوتين بنسبة 23%.

2- المجموعة الثانية: المخدرات، منها ميثامفيتامين (methamphetamine) بنسبة 1% والحشيش (cannabis) 3%.

3- المجموعة الثالثة: عقاقير علاجية، تضمنت مضادات الاكتئاب بنسبة 10% مثل اولانازبين (olanzapine)، البرازولام (alprazolam)،اوكسيزبام (oxazepam)، ميرتازبين (mirtazapine)، زولبدم (zolpidem)، وكما تحتوي على مسكنات، مثل لاريكا (Lyrica)2% وترامدول (Tramadol)3% باراسيتامول (paracetamol)12% بالإضافة إلى عقاقير ارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس ومضادات الأورام.

4- المجموعة الرابعة: أخرى، منها مادة الكافيين بنسبة 15%.

ولفتت الدكتورة الفاضل إلى الصعوبات التي واجهتها من حيث جمع العينات نفسها حيث أجريت عمليات جمع العينات خلال فترة جائحة كورونا وكانت معظم صالونات الحلاقة النسائية والرجالية مغلقة، فيما أشارت إلى أن العينة التي تم الحصول عليها كانت في الغالب ليست مقطوعة من الجذور، وهذا يعني أن العقاقير التي تم الكشف عنها تم تعاطيها منذ فترة طويلة.

وقالت: بحسب ما يقدر أن الشعر يطول في الشهر بمقدار 1 سم، وكلما ابتعدت العينة 1 سم عن جذر الشعر فهذا يدل على أن العقار المتناول كان من فترة أبعد من شهر.

وللتأكد من فعالية الفحص وصحة النتائج، أجرت الفاضل تجارب على عينات شعر من متوفين متعاطين وكانت نتيجة الفحص متطابقة مع عينات الدم والإدرار للمتوفي، ولاحظت الباحثة بيانات غريبة في عينات شعر السيدات والتي ظهر فيها احتواؤها على الحشيش (false positive)، لذلك تم إعادة فحصها بأجهزة مختلفة فكانت النتيجة سلبية، وخرجت باستدلال مفاده أن علاجات وصبغات الشعر التي تجريها السيدات من الممكن أن تعطي نتائج إيجابية لوجود الحشيش في حين أن هؤلاء السيدات لا تتعاطين الحشيش، منوهة إلى خروج نتائج مماثلة في دراسات سابقة.

وتوصلت الباحثة من خلال الدراسة إلى أن عينات الشعر من المحتمل أن تكون غير فاعلة في حالات وفيات التعاطي بجرعات عالية بسبب سرعة ايض بعض الأدوية التي لا تكاد تظهر في عينة الشعر موضحة أن الأيض هو عبارة عن مجموعة تفاعلات كيميائية يتم خلالها تحويل مركب كيميائي لآخر عبر سلسلة خطوات، إلا أن فعالية استخدام الشعر تتجلى في حالات الوفيات التي تصعب الحصول على عينات دم وإدرار منها، كما أنها تعتبر أفضل في حالتي تعفن الجثة وعند الحاجة للوصول إلى التاريخ الإدماني لصاحب العينة، كما بينت سلبيات العينات المأخوذة من الإدرار والدم والتي تتطلب تعاملاً حذراً معها بسبب خطورة انتقال الأمراض إلى الطبيب أو المكلف بأخذ العينة، بينما لا تتطلب عينات الشعر الحذر الشديد لندرة إمكانية نقلها للأمراض.