محمد رشاد

تصوير سهيل وزير


اعتبر أهالي فريج «البن خاطر» في محافظة المحرق، أن سكن العمالة الوافدة للمنازل القديمة التاريخية، وضيق الشوارع، والبنية التحتية المتهالكة، والبيوت الآيلة للسقوط، وأزمة مواقف سيارات، من أهم المشكلات التي يعانون منها على مدار سنوات، فضلاً عن الروائح الكريهة، والقوارض، والحشرات التي انتشرت بسبب السلوكيات الخاطئة للوافدين الجدد بالمنطقة بما يتسبب في إيذاء الأهالي والزوار.

وأشاروا لـ«الوطن»، إلى أنهم يعانون من سوء الخدمات الأساسية، وعدم تجديد مرافق البنية التحتية، فضلاً عن رمي المخلفات والأكواب الورقية وأكياس الأطعمة والفضلات بالشارع.


وأكدوا أنهم يعيشون مأساة مريرة مع اختلاط الثقافات والعادات وسوء السلوك من قبل البعض بما يضطرهم لغلق أبواب منازلهم وتركيب كاميرات المراقبة بشكل مستمر مع التشديد على أبنائهم بعدم الخروج للشارع إلا في أضيق الحدود خوفاً عليهم من التجمعات التي ملأت الفريج في مشهد يومي متكرر من بعد صلاة المغرب.

ونادى الأهالي بخطة شاملة لإعادة إحياء الفريج، لاسيما وأنه من المناطق التراثية في البحرين، وإيجاد حلول ناجعة وسريعة للمشاكل المطروحة ومعالجة مشكلة الصرف الصحي، كما طالبوا الجهات المعنية بتحسين الصورة الجمالية للفريج ومعالجة ملف المنازل المهجورة لما تسببه للأهالي من مضايقات عديدة واستخدامها من قبل بعض الأشخاص في ممارسات غير قانونية دون رقيب أو حسيب.

أكد المواطن علي العثمان، أن «الفريج أصبح غريباً، وفقدت المنازل خصوصيتها، كما فقد قاطنو الفريج حريتهم وأمانهم من القوارض التي تطل علينا من حين لآخر نظر للأوساخ المتناثرة فوق أسطح المنازل والأماكن المهجورة التي تركها أصحابها وذهبوا ليسكنوا أماكن أخرى في البحرين ناهيك عن البنى تحتية المهدمة أو المهملة».

وقال: «إن أكثر ما يؤذينا هو ظاهرتا البصق والتبول في شوارع الفريج بشكل تشمئز له النفوس ولا يليق بمنطقة من أقدم المناطق في مملكة البحرين ويقصدها الزوار من كل مكان».

وأوضح، أن هناك أساليب تمارس بالفريج من قبل العمالة الأجنبية والتي لها أخطار صحية على صحة الأهالي وتتطلب تدخلات عاجلها لوقفها ومعالجة أوجه القصور، آملاً في إحياء تلك المنطقة وعودتها لسابق عهدها، داعياً الجهات المعنية بالتفتيش الدوري ومراقبة المماراسات الخاطئة والوقوف على أساب تلك الظاهرة من أجل سلامة وصحة المواطنين من ناحية والحفاظ على هوية وخصوصية الفريج من ناحية أخرى.

وصف المواطن رائد القوتي حالة الفريج بالمتردية سواء من ناحية المرافق أو من ناحية قاطنيه الغرباء، مشيراً إلى أن الأهالي عانوا الأمرين طيلة السنوات الماضية ولا من مجيب. وقال: «أصبح الفريج لا يمكن العيش فيه من كثرة ما نراه يومياً من تصرفات وسلوكيات دفعتنا إلى تركيب كاميرات على مختلف مداخل ومخارج المنازل والشوارع، وبات أطفالنا وأسرنا غير آمنين للنزول للعب في شوارع الفريج».

وشكا من كثرة المنازل المهجورة بالفريج مبدياً تخوفه من أن تستخدم في أعمال غير قانونية وممارسات خاطئة من قبل الغرباء، لافتاً إلى أن البنية التحتية تحتاج إلى تحديث وتطوير لما وصلت إليه من حالة متردية نظراً لعدم الاعتناء بها وصيانتها منذ فترات طويلة.

وأشار إلى أن القوارض والحشرات حاصرت المنازل من كل اتجاه بسبب إلقاء السكراب والأخشاب القديمة وغيرها أعلى المنازل، فضلاً عن عدم تمكن حافلات المدارس من الدخول في شوارع الفريج لتوصيل أبنائهم للمدارس أسوة بزملائهم بما يضر الآباء والأمهات في توصيلهم والاطمئنان عليهم ثم الذهاب لجلبهم بعد انتهاء الدوام الرسمي.

فيما قال بويعقوب: «يعاني الفريج من تدني البنى التحتية إلى جانب ضيق الشوارع على سكانه، وعدم وجود مواقف للسيارات فضلاً عن المعاناة التي يواجهها الأهالي في حال تساقط الأمطار بكثافة، كما أن وضعية الطرق تجعل وصول طواقم الإسعاف والإطفاء صعباً للغاية».

وأشار إلى أن العمالة الآسيوية انتشرت بشكل مخيف داخل الفريج وأصبحت هي الأكثر بما غير الكثير من ملامح هذا الفريج العريق بتاريخه، كما أن تصرفاتهم وسلوكياتهم تؤذي الأهالي وتضايقهم في معظم الأوقات.

وتابع قائلاً: «لا أستطيع الجلوس أمام متجري لما يؤذني من تصرفات أقل ما توصف به أنها غير آدمية ولا تليق بمكان يسكنه الأهالي وفي محافظة كبرى مثل المحرق»، منادياً بضرورة وضع حد لتلك الظواهر التي انتشرت في الفرجان.

رأى المواطن عبدالله إبراهيم، أن الحفاظ على الفرجان التاريخية، أمر في غاية الأهمية وذلك لارتباطها المباشر بمستهدفات التطوير الحضاري التنموي ولما له من أهمية حضارية وتاريخية وثقافية، مبيناً أن معالجة المشكلات العالقة بالفريج وغيره من الفرجان الأخرى بمختلف محافظات المملكة تحتاج إلى أفكار ورؤى غير تقليدية لتطويرها والارتقاء بها عمرانياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً وبيئياً.

ولفت إلى أن «هناك مساعي لحل المشكلات التي تؤرق المواطنين من قبل الجهات المعنية إلا أننا نشد على أيديهم بالتعجيل والإسراع من أجل المواطنين القاطنين في تلك المنطقة، كما نريد أن تكون هذه الفرجان مكملة للمظهر الحضاري والتنموي الذي تشهده الكثير من مناطق البحرين بفضل الرؤية المستنيرة للمعنيين في الارتقاء بكل مجالات التنمية والتطور في البلاد تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ومواكبة التطور والتقدم على كافة الأصعدة ومختلف المجالات».