لويحات متشابكة تسبب موت خلايا الدماغ

أكد الخبير واستشاري التربية الخاصة أسامة مدبولي، أن ما يصل إلى 80% من الأشخاص من ذوي متلازمة داون قد يصابون بمرض ألزهايمر عندما يتقدمون في العمر.

وأشار، إلى أن بعضاً من ذوي متلازمة داون، يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة أكثر من عامة الناس، لافتاً إلى أن ذلك يحدث إذا لم تُقدّم لهم برامج تنشّط الذاكرة وتنمّي قدراتهم بطرق مختلفة طبقاً لعمرهم وقدراتهم وحالاتهم المزاجية واحتياجاتهم التدريبية.

وأضاف مدبولي، أن العلماء يعتقدون أن زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بين الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون، ناتجة عن الجينات الإضافية الموجودة بالإضافة إلى المشكلات الصحية الأخرى مثل عيوب القلب الخلقية.

وحول سبب زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون، أوضح أن السبب في ذلك غير مفهوم تماماً، ومع ذلك، فإن وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 يُعتقد أنه يلعب دوراً، حيث تحتوي هذه النسخة الإضافية على جين ينتج بروتيناً يسمى بيتا أميلويد، حيث يشارك بروتين أميلويد في التغيرات في الدماغ المرتبطة بمرض ألزهايمر، حيث يؤدي تراكم «الأميلويد» في الدماغ إلى تعطيل الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ مع بعضها البعض.

ولفت، إلى تشكل لويحات متشابكة والتي يُعتقد أنها تلعب دوراً في موت خلايا الدماغ وتلفها فيُلاحظ تراكم الأميلويد عند جميع البالغين تقريباً الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً والذين لديهم متلازمة داون.

وأكد، أنه على الرغم من هذه التغيرات الدماغية لا تظهر أعراض مرض ألزهايمر على كل من لديه متلازمة داون، فبحلول سن الأربعين، يعاني معظم الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون من هذه اللويحات، إلى جانب رواسب بروتينية أخرى، تسمى tau tangles، والتي تسبب مشاكل في كيفية عمل خلايا الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بأعراض ألزهايمر.

ورجّح مدبولي، أن يعاني الأشخاص من ذوي متلازمة داون من مشاكل خطيرة تتعلق بقلبهم، ما يعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالخرف المبكر، خصوصاً وأن 50% من الذين لديهم متلازمة داون يعانون عيباً خلقياً في القلب وهي حالة نادراً ما تظهر في عموم الناس.

ووفقاً لجمعية متلازمة داون الوطنية، فإن حوالي 30% من الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون في الخمسينات من العمر مصابون بمرض ألزهايمر، في حين يُصاب 50% ممن لديهم متلازمة داون في الستينات من العمر بألزهايمر.

وأضاف مدبولي، أن إهمال الأشخاص من ذوي متلازمة داون في المراحل العمرية المختلفة من خلال عدم تقديم برامج تنمي قدراتهم -كلٌّ على حسب احتياجاته- قد يسبب ظهور ألزهايمر، ولا ينتقل هذا النوع من مرض ألزهايمر لدى الأشخاص الذين لديهم متلازمة داون وراثياً من الأب إلى الطفل.

وشدّد، على أن معظم البالغين الذين لديهم متلازمة داون لا يعبّرون عن مخاوفهم المتعلقة بالذاكرة، مبيناً أن تشخيص مرض ألزهايمر لدى الشخص المصاب بمتلازمة داون قد يكون أمراً صعباً بسبب التحديات التي ينطوي عليها تقييم التغيرات في مهارات التفكير لدى الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية.

وأكد، أنه لهذا السبب يمكن أن تكون المعلومات الواردة من مقدّم الرعاية أو أحد أفراد الأسرة المقرّبين مفيدة بشكل خاص لمقدّم الرعاية الصحية أثناء عملية التشخيص.

وفيما يخص أعراض مرض الزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون، أوضح أنها يمكن أن تكون مشابهة لأعراض عامة الناس، ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الاختلافات أيضاً، ضارباً المثل بأنه قد يكون الأشخاص من ذوي متلازمة داون أكثر عرضة للتغيّرات في السلوك والشخصية والقدرات والاحتياجات والحالة المزاجية.

أما بشأن كيفية تشخيص مرض ألزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون، ذكر مدبولي، أنه يمكن تشخيص مرض ألزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون باستخدام نفس الأساليب المستخدمة لتشخيص عامة الناس، وذلك يشمل: التقييمات المعرفية والفحوصات التصويرية واختبارات الدم.

وحول علاج «الزهايمر» لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون، بيّن مدبولي أنه لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، لكن يمكن علاج الأعراض، والتي قد تشمل الأدوية من أجل المساعدة في تحسين الذاكرة والتفكير والسلوك
كما تشمل أيضاً، العلاجات غير الدوائية مثل العلاج بالكلام والعلاج المهني لمساعدة الأشخاص على التعامل مع أعراض المرض والحفاظ على وظائفهم، إلى جانب الرعاية والدعم.

وتطرّق إلى بعض الجوانب التي يمكن أيضاً أن تساهم في العلاج، ومنها التدريب المعرفي وألعاب الدماغ والتعلّم المستمر وتقنيات الذاكرة، لجانب التدريب النفسي والذي يتضمّن العلاج المعرفي السلوكي ومجموعات الدعم والعلاج بالقرآن الكريم وبالفن والموسيقى، ناهيك عن التدريب البدني.

وأوضح، أن النشاط البدني يُعدّ مهماً لصحة الجميع، بما في ذلك الأشخاص من ذوي متلازمة داون ومرض ألزهايمر، حيث تشمل بعض الأنشطة البدنية الجيدة المشي والسباحة والتدريب الاجتماعي.

ولفت، إلى أن التفاعل الاجتماعي يُعدّ مهماً لصحة العقل، حيث يمكن أن يساعد التدريب الاجتماعي الأشخاص من ذوي متلازمة داون الذين لديهم مرض ألزهايمر على الحفاظ على مهاراتهم الاجتماعية وتكوين صداقات جديدة، حيث تشمل بعض الأنشطة الاجتماعية الجيدة الانضمام إلى النوادي والجمعيات والتطوّع، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.