أحمد عطا

سقط ريال مدريد من جديد في براثن الهزيمة الثالثة على أرضه والرابعة هذا الموسم في الليغا بعدما هزمه فياريال بهدف نظيف لتوقع الغواصات على فوزها الأول في تاريخها في ملعب سنتياغو بيرنابيو وتضاعف من محنة النادي الملكي الذي فقد بوصلته تماماً على المستوى المحلي والذي شهد هذا الأسبوع أيضاً تعادله على أرضه في كأس ملك إسبانيا مع نومانثيا بهدفين في كل شبكة وهو التعادل الذي لم يمنعه من التأهل لربع نهائي المسابقة لكنه لم يمنع التساؤلات عن سر هذا التراجع المخيف للفريق والذي تحاول extra sport في هذا التقرير الإجابة عنه.

***



الجدلية الأولى

انتقد كثيرون فكرة الاستغناء عن عديد اللاعبين في الصيف الماضي وتفريغ الفريق من عمق التشكيلة بعد التخلي عن موراتا، ماريانو، خاميس وبيبي.

والحقيقة أن فكرة الاستغناء عن بعض اللاعبين أمر وارد فعلى سبيل المثال كان بيبي قد بدأ في التقدم في العمر، ورغم أنه مازال محافظاً على مستواه إلى حدٍ ما رفقة بشيكتاش لكن المشكلة الرئيسية لم تكن في التخلي عن اللاعبين قدر ما كانت إما في عدم جلب بديل كفء لهم أو في عدم الثقة فيمن تم جلبهم من لاعبين إسبان، وبالطبع زاد من الطين بلة وقوع الفريق بسرعة في براثن النتائج السيئة ما أدى لزيادة الضغط في إعطاء الفرصة للجدد لإثبات قدراتهم في مباريات لا تقبل أي تعثر.

***

غياب الفكرة المركزة

في العام الماضي كان من الواضح أن فكرة ريال مدريد واضحة بشكل كبير.. الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة، مداورتها في عمق الوسط لحين إجبار المنافس على الركض خلفها كثيرًا ثم إرسالها في وضعية مريحة للأطراف بعد وضع ظهيري الفريق من ذوي النزعة الهجومية في مناطق قريبة من المرمى لإرسال عرضيات مركزة ومؤثرة للاعبين جاهزين للانقضاض عليها.

لكن المشكلة في هذا الموسم أنك لا تشعر وأن ثمة فكرة واضحة في الفريق.. تم التماس العذر لزيدان في بعض الفترات على اعتبار غياب كارباخال ومارسيلو وبالتالي عدم القدرة على تنفيذ نفس الشكل على الأطراف لكن حتى بعد عودتهم بدا واضحًا وأن الفريق غير قادر على تنفيذ فكرة معينة، فتارة يحتفظ بالكرة لفترات طويلة وتارة يحاول اللعب المباشر بدون الخروج بالفريق ككتلة ووحدة واحدة، كما أن رونالدو وبنزيما لم يعودا منتظرين في منطقة الجزاء لالتقاط العرضيات بل تجدهم في بعض الأحيان يتحركون بشكل أكبر على الأطراف في دلالة إلى حدٍ ما على حيرة زيدان في الحل الأمثل للهجوم.

***

بطء استعادة الكرة

تذكر فرصة كريستيانو رونالدو الخطيرة أمام فياريال والتي تم تمرير الكرة لها فيها على الجانب الأيمن لمنطقة الجزاء ليلعبها برعونة من فوق الحارس.. إن عدت بضع ثوانٍ قبلها ستدرك أن تلك الفرصة كانت من قطع مبكر للكرة في منتصف ملعب فياريال.. هذا الأمر لم يعد موجوداً بكثرة في ريال مدريد، فالضغط ليس جماعياً أو منظماً كما يجب بل يعتمد بالأساس على متى استعداد اللاعب للضغط ومزاجيته وهذا يجرنا للنقطة التالية.

***

انعدام الحافز

لا أحب استخدام هذه الفكرة كثيراً لكن الواقع فرضها فرضاً في حالتنا هذه.. بالفعل تشعر وأن بعض اللاعبين فقدوا الحافز ما أدى لانهيار أكبر. مارسيلو خرج عقب التعادل أمام سيلتا فيغو ليقول إنهم يبذلون قصارى جهدهم لكن الواقع يقول إن مارسيلو نفسه كان أحد أسباب التعادل لاستهتاره ومحاولته مراوغة أحد لاعبي سيلتا لتنقطع الكرة وترتد إلى كرة الهدف الثاني، فهل ألمح مارسيلو بدون قصد إلى أن هذا هو منتهى ما يمكن أن يقدمه لاعبو الفريق في هذه الأيام؟ فكثيراً ما بتنا نرى المنافسين يتناقلون الكرة بسهولة ويسر في منتصف الملعب دون أن نرى هذا الضغط الذي كان ينفذه الفريق في الموسم الماضي وهو ما يعكس تكاسل وتراخي واضح للعيان من لاعبي الخط الأمامي وخط الوسط عن ممارسة ما يفترض عليهم فعله.

***

رعونة كبيرة وقلة توفيق

لكن لا يمكن إغفال كذلك أن الميرنجي عانى هذا الموسم من رعونة كبير على مستوى إنهاء الفرص، فرغم المعاناة إلا أن الفريق بقى قادراً على صناعة عدد لا بأس به أبداً من الفرص في أغلب المباريات بما فيها الكلاسيكو نفسه، لكن الرعونة وقلة التوفيق بقيا حائلًا دون تسجيل الكثير من الأهداف وهو ما دفع البعض للسخرية من أن ريال مدريد استهلك رصيد التوفيق لديه بشكل مضاعف في الموسم الماضي.

***

الإنكار وعدم التغيير

وربما يكون هذا هو السبب الأهم، فزيدان دأب على القول بأنه ليس قلقاً.. قد يبدو التصريح عادياً ودبلوماسياً لكن واقع الأمر من خلال أفعال زيدان وأن بعض الإنكار يلازمه فهو لا يقوم بتغييرات واضحة في صفوف الفريق ولا يدفع ببعض اللاعبين الذين أثبتوا وجودهم في بعض الفترات كأسينسيو وبورخا مايورال ومازال مصراً على شكل الفريق كما هو بدون تدخلات كبيرة تعكس إيمان الفرنسي بأن الفريق في مشكلة حقيقية وصلت به إلى أن يكون قلقاً على فقدانه المركز المؤهل لدوري الأبطال لصالح إشبيلية أو فياريال!