- لا أعرف المستحيل ولا توجد في قاموسي كلمة الفشل

- والدتي علمتني أولى خطوات الجرأة في حياتي

- وزيرة الشباب الإماراتية: ناصر بن حمد قدوة ومصدر إلهام للشباب



..

دبي - صبري محمود

أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أب للجميع، ولا أتحدث عنه فقط لقرابتي منه وأحصل منه على الرعاية، وإنما أذهب لمعلمي وملهمي الأول كأي مواطن بحريني وأطلعه على إنجازاتي".

وأضاف سموه "أنه لا يوجد شيئ مستحيل، ويجب على الإنسان أن يتحلى بالعزيمة والإصرار من أجل الوصول إلى أهدافه، مشدداً سموه بأنه لا يوجد شيء اسمه الفشل".

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن برنامج 100 موجه التي ينظمها مركز الشباب العربي الإماراتي بالتعاون مع وزارة شؤون الشباب والرياضة في البحرين.

وبدأت الجلسة الحوارية، بكلمة من وزيرة الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة نائب رئيس مركز الشباب العربي شما بنت سهيل المزروعي، قالت فيها إن اليوم هو يوم استثنائي نستضيف فيه شخصية استثنائية في وطن استثنائي، ومن يوم ولدنا وحب البحرين في جيناتنا، ويولد الإماراتي والإماراتية ويولد معه حب بلده الثاني البحرين، ونجتمع اليوم في جلسة توجيهية عن العزيمة والإصرار ضمن برنامج 100 موجه الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.

وأردفت قائلة: "وهنا تكمن أهمية برنامج "100 موجه"، ونرحب بسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، قدوتنا وملهمنا اليوم.

وهنأت المزروعي، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائلة: "نيابة عن كل الشباب الإماراتي والخليجي والعربي نبارك لسموكم الفوز ببطولة العالم للرجل الحديدي".

ناصر بن حمد وحوار شيق

وتحدث سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائلاً: "الحمد لله هذا الإنجاز أهديته لمملكة البحرين وللوطن العربي بلا شك، وأشكر أخي العزيز سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على هذا البرنامج العظيم الذي أتمنى أن يفيد كل شاب وشابة، وسموكم خير من يمثل هذا البرنامج، ويترجم رؤية والد الجميع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم".

وتساءلت الوزيرة شما المزروعي قائلة: "اليوم سموك حديثنا عن العزيمة والإصرار، وهي صفات أساسية لكل إنسان ناجح يكتسبها مع الوقت، ونحن نريد أن نعرف من أين اكتسبتم سموكم هذه الصفات؟

وقال سمو الشيخ ناصر بن حمد: "في الحقيقة العزيمة والإصرار قصة طويلة، وصحيح لها مبادئ وتجارب كثيرة، لكن تطبيقها هو الصعب، لأن العزيمة والإصرار تكسر البشر ولأن طبيعة البشر تقول على أنه يخلق الشيء كي يكون سهلاً بالنسبة له، فالاختراعات والسرعة في العالم هي وسيلة من ابتكرها الإنسان لتسهيل الحياة على نفسه، ومن العصر الحجري إلى الآن سارت الحياة أسهل".

وقال سموه "نحن نسمع دائماً من الأجيال السابقة أن حياتهم كانت أصعب، وكل جيل يقول ذلك لمن يليه، هذه طبيعة الإنسان، لكن ما يفرق بين الشخص والآخر هو العزيمة والإصرار وتحدي الصعوبات والتحديات، وتحدي قدرات الإنسان، حيث الإنسان لا يعرف قدراته".

وتابع سموه "ونحن سمعنا عن قصص كثيرة تؤكد العزيمة والإصرار، تلك الأم التي رفعت سيارة وحدها لتنقذ ولدها الذي كان تحت السيارة، وهي قصة واقعية، لأن الإنسان لا يمكنه أن يدرك قدارته، إذ إن نسبة الأدرينالين ارتفعت عند هذه الأم ما جعلها قادرة على رفع السيارة، وهو ما لم تكون تتوقعه هي بنفسها من أجل ابنها".

"أنا مررت بنفس الشيء، وصادفت قصصاً طويلة وعريضة أشارككم بها خلال هذه الجلسة، فعلاً أجتاز التحديات، أنا لم أكن شخصاً واثقاً من نفسه، ولم أكن الشخص الذي يعرف أنه قادر على أن يكون بهذه اللياقة أو أن أحقق بعض المنجزات التي حققتها، ولكن بدأت من صغرى، والحقيقة لقد اجتزت أول تحدٍ في حياتي ولم أذكر القصة فيه، حيث مررت بأول تحدٍ في حياتي وعمري عامين، إذ إن الوالدة الله يحفظها ربتني أنا وأخي على القوة والشدة والتحمل، وهذه ضريبة هي تتحملها اليوم مع المتابعة المستمرة الآن".

ويقول سموه "أتذكر أنها أرسلتني إلى "بركة سباحة"، وكان عندي كرة صغيرة من حديد لا تطفو على الماء، وسقطت في "بركة السباحة"، وهي اختارت أن تكون هذه وسيلة لكي أتعلم السباحة، فسألتني عن مكان الكرة فأشرت إلى الماء، وعندما توجهنا إلى حافة "البركة" دفعتني إلى الماء، ولم أكن أعرف كيفية السباحة، وهذه هي أول مرة أكون في حوض سباحة".

"وقالت لي إنها كانت تطالع عيني وأنا تحت المياه وأشارت لي بيدها كي أسبح، ورغم صدمتي تجاوبت معها ولم أخف وبدأت أحرك يدي حتى تمكنت من الطفو على السطح ثم نزلت مرة أخرى، وتكرر الأمر وبعدها انتشلتني".

ومن بعد هذا الحدث، كنت أمام أمرين إما أفقد الثقة تماماً في أمي مدى العمر، أو أن يكون هذا الشيء في جيناتي وأتعود عليه، حتى تقص علي هذه القصة وكيفية تجاوزي للخطر والموت بهذا العمر الصغير، وكيف أنني ركزت معها وتمكنت من إنجاز الأمر وحينها ستقدر تقوم بأي شيء.

وعلقت شما المزروعي قائلة: "إن هذه القصة تعلمنا أن الشخص عليه أن يجرب وأن يتجاوز الخوف".

سموك كيف ساهمت العزيمة والإصرار في نجاحك طوال هذه الأعوام؟

وقال سمو الشيخ ناصر بن حمد: "الحقيقة الحياة لم تكن كلها نجاح، وهناك صعوبات وتحديات كثيرة واجهتها في مسيرتي الدراسية أو العملية أو الإنجازات أو الرياضة أو الاجتماعية، وكلها تحديات، ولكن الفرق بين الشخص والآخر هو الإيمان والهدف، هدفي موجود وواضح، وحتى الآن لم أصل إلى هدفي".

وأضاف سموه "إذا اعتبرنا أنني فزت بأكبر شيء وهو بطولة العالم، قبل 12 يوماً إن لم أكن قد فزت بهذه البطولة فهل كنتم لن تستضيفوني، لكنكم جهزتم هذا البرنامج قبل 12 يوماً، هل كنت سأجلس معكم منكسراً أو مفتخراً، هذه بطولة عالم أخوضها مع ناس كلهم يبحثون عن الفوز بالمركز الأول، وقد وعدت هذا الوعد وأهديته لمملكة البحرين.

مضيفاً "جيبت هذا الفوز لوالدتي ووالدي وإخواني أولاً لأنني وعدتهم قبل الناس كلهم إنه على الأقل سيكون عندكم في هذ البيت بطل عالم".

وقال سموه "الهدف بعيد والدافع والإلهام أبعد من هذا الذي تحقق اليوم، وأنا لا أعتقد أنني وصلت إلى 10 أو 20% من الذي أتمناه حتى الآن، لأنني عندما أنظر إلى بعيد أجد هناك من يرفع الراية وأرى نفسي نسخة تختلف عن هذه النسخة، ولكن لم تكن سهلة بالنسبة لي أن كل ما أحصل يكون موجود".

وتابع سموه "أعتقد أن كثيراً من الناس الذين لا يجلسون معي بشكل يومي أو يعرفونني عن قرب يظنون أن كل شيء أطمح له موجود وكل شيء أريده يكون عندي، وهذا شيء خطأ، ولم يكن هذا يحدث، إذ إنني كنت اختار أصعب الأمور، واختار بعض التحديات التي أجتازها لأثبت لكثير من الناس أن الاسم أو المكانة أو القدرة ليست كل شيء، قد تساعد ولكنها ليست كل شيء، لأن الإنسان إلى متى يمدون له يد المساعدة والعون، وإلى متى يجد الإنسان أناساً من حوله، ومتى يواجه الإنسان الحقيقة إذا ما كان كل من حوله يجاملونه".

وأردف سموه "أول شرط لي قلته لأصدقائي المقربين، أن من أحس فيكم يجاملني أو من يقول لي هذا صح وأنا كنت في خطأ، هذا مو صديق ويفارقني في الحال، أصدقائي تعودوا على مصارحتي، تعودوا على أن ينبهونني إذا ما كنت في طريق مو صحيح".

وقال سموه "لدي أسلوب أتقبل النقد ووجهة نظر الشخص، وهذا أمر متبادل حتى الوصول إلى نقطة توافق، كل هذه المنجزات هذه لم تكن لي أنا شخصياً، كانت متكاملة مع فريق يطبق الرؤى ويترجم النية والرغبة والجهد إلى أمر واقع، ومن ثم بصفتي أكون مشرفاً مباشراً على كل تحدٍ".

وواصل سموه "كثير من الأمور التي أقوم بها والتي أضعها نصب عيني تكون شبه مستحيلة أو شبه مستبعدة التحقق، لكن ما أقوم به هو إنني لأ آخذ الأمر بشكل فردي لأنجزه ولكنني أخلق الفريق الذي يمكن أن يترجمها ثم أكون في الصف الأمامي لهذا الفريق، سواء كان هذا من مبادرات أو أعمال أو منجزات إدارية أو منافسة أو تحدٍ، كل هذه صارت بالنسبة لي أمور غير مستحيلة.

وقال سموه "أعطيكم مثالاً، كثير من الشباب الذين حولي الآن في القطاع الشبابي والرياضة، يعرفون أن طموحنا فوق السماء وإمكانياتنا تحت المعهود، بالإضافة إلى أننا لبينا نداء الوطن في مسألة الترشيد والتقليص في الميزانيات، وكنا من أكثر القطاعات التي تأثرت بالترشيد، لأن هناك قطاعات أخرى قد تكون لها الأولوية، ورغم هذا لم يكن ذلك حاجزاً أو عذراً يوقفنا عن العمل أو الإنجاز".

وزاد سموه "وفي السنة التي تم تقليص ميزانياتنا كانت نفس السنة التي أعلنا فيها عن عام الإنجازات والتحديات والوعود من دون تردد، وأعلنت ذلك أمام جلالة الملك المفدى".

وقال سموه "فمن الناحية الرياضية أعلنت عام الذهب من أجل إنجاز الذهب أكثر من السنوات الماضية، وبالفعل استطعنا أن ننجز أكثر الذهبيات وأكثر المبادرات الشبابية واستطعنا أن نحصد على إشادات دولية لها، وهو ما يعني أننا إدارياً بخير".

وأوضح سموه "وكذلك الوضع بالنسبة للمؤسسة الخيرية الملكية التي استلمتها في 2009، ومازالت بنفس الميزانية، ولكنها تحولت من لجنة صغيرة إلى أنها أصبحت مؤسسة عالمية تساعد في الداخل والخارج، وعندنا 10 آلاف يتيم وأرملة نهتم بهم بشكل يومي، فالمسألة هي مسألة إدارة ووضع حلول، الفرق هو فقط العزيمة ووضع الحلول للتغلب على التحديات".

وأضاف سموه رداً على سؤال وزيرة الدولة الإماراتية لشئون الشباب حول كلمة "لا يمكن"، وحول وعده بالعودة ببطولة العالم، قال: "أنتم في الإمارات تعرفون هذا الأمر من قادتكم ومن حكومتكم الرشيدة وهذا الوعد ليس الأول وأنا تعودت في ذلك، كي يجعلني أمام الضغط والتحدي، سأخبركم عن حكيم حين رأى اهتمام العرب بالمقناص ودقتهم فيه، وكيف يتم الاستعداد لموسم المقناص قبل الموسم وكيف يتم الإنجاز للموسم الذي يليه لذلك فهذا الشخص، قال لو أن العرب يأخذون هذا التركيز وهذا الهاجس اليومي في الاهتمام بالمقناص لوصلوا إلى القمر قبل الأجانب".

وتابع سموه: "هذا هو السر هو الاهتمام، حين يكون نضع التحدي أمامي ويكون هذا الأمر يجعلنا أمام التحدي والحافز والتوتر لتنفيذ هذا الوعد، وهذا الأمر جربته مع شخص يدخن وهذا ما أحاول أن أقوم به مع أصدقائي، لذلك قلت له أن يقطع التدخين وقلت له أن يعلن أمام الجميع أنه سينقطع عن التدخين لذلك اضطر أن يتلزم بوعده ويحاول أن لا يدخن أمام أي أحد من الذين وعدهم إلى أن استطاع ترك التدخين، وليس هناك مستحيل".

فريق يترجم الرؤية

وقال سموه في رده عن نظرته لفريق عمله، "إن الفريق الذي يترجم الرؤية هو السر في النجاح واليوم هناك أسلوب من أساليب القيادة، وهو عدم الدخول في تفاصيل العمل حيث لا أدخل فيها بشكل يومي إذ إن هذه التفاصيل من واجب شخص آخر، وأن لا أدخل في التفاصيل، وتداخل الواجبات تعيق العمل، فريق العمل هو الأساس وهذا الأمر معروف في علم الإدارة وأنا من أكثر الأشخاص الذين ليس لديهم تفاصيل".

وذكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أن فريق العمل هو الأساس ولكن في نهاية الأمر التطبيق مهم والإيمان بهذا الفريق، حيث أضع أمامهم سقفاً معيناً وأطلب منهم الوصول إليه، وهذا السقف إذا كان جداً عالياً نضع له حدود ومراحل يجب الوصول إليه، وإذا اتفقنا على هذه المراحل يجب أن نصل إليها، وأقوم بمحاسبتهم في حال عدم الوصول إلى الهدف.

وتابع قوله: "في الحياة العسكرية نضع الوصول إلى الهدف أو تنفيذ المهمة، ونحن العسكر لدينا قانون الثلث والثلثين وهو أن يكون الثلث لي والثلثين لفريق العمل، ففي الثلثين أعطيهم الوقت للتجهيز معنوياً ونفسياً وفي التجهيز للعتاد والتسليح، والثلث الذي لي أفكر فيه كيف أقود هؤلاء الناس كيف يمكن إنجاز المهمة وكيف أحقق نية القادم، ثم يتم رسم خط زمني ولا يكون من اليوم بل بالهدف من خلال عكس الخط الزمني من خلال تحديد الهدف والمهمة والوقت وحتى ما يوضح جميع الأرقام، وأنا تعودت أن أضع لي خطاً زمنياً وصولاً لليوم، إلى أن نصل إلى الهدف".

وعن نظرته لمواجهة التحديات ومواجهة الفشل، قال سموه: "أكون صريحاً لم أفشل ولا أي يوم لكن من الممكن واجهت كثيراً من الحلول التي عرفت أنها غير صحيحة، ويعتمد علينا كيف ننظر إلى الفشل، أنا اليوم إنسان إيجابي أرى الفشل من عدة نواحٍ حيث أرى أني قمت بالشيء الصحيح في الوقت غير المناسب أو قلت الشيء الصحيح في غير وقته، إذا كنت أثق في قدرتي الشخصية أو في فريق العمل معي، لا يمكن أن أتهرب من المسؤولية وأكون لست قدر المسؤولية التي أعطتنا إياها القيادة".

وتابع سموه: "لكن إذا أردت التحدث بشكل شخصي ومثل أي مواطن فأنا لا أؤمن بشيء اسمه الفشل، هناك حل ويجب أن نوجد الحلول من خلال المحاولة، مرة ومرتين وثلاث، وفوزي في بطولة العالم، في 4 مرات الناس تقول إني فشلت ولكن في كل مرة أحاول، ولم أصل، حيث تعرفون أني في مكان لا تضع اعتبارات لأي شيء، وهذه المرحلة تعتمد على الشخص فقط، حيث كنت أعتمد على نفسي فقط، وكنت أحاول من خلال التدريبات بشكل يومي وأعتمد على نفسي بنسبة 110% على نفسي ، فكنت أحاول خصوصاً مع التدريبات حتى في الإجازات، حيث كنت أنقطع عن الأصدقاء والناس القريبين، وأعتمد على العمل الذي أقوم به من خلال الساعات الطويلة في التدريبات وانقطعت بشكل كامل وكان لي أسلوب حياة، حيث كان لي حلم يتردد في بالي".

وأضاف: "أمس مدربي يسألني عن الجديد وماهي الخطوة القادمة، قلت له إن الذي أعرفه هو أني لن أترك الرياضة، ولكن أريد أن أرتاح، وأريد أن أخبركم شيئاً هو أني لا أحب الدراجات ولست من محبي السباحة أو الجري، وأحب الخيل، لكني دخلت في رياضة أريد أن أنصف نفسي عن الخيل وأن لا يكون الخيل هو سبب فوزي ونجاحي، وأن يكون ناصر بن حمد هو من حقق الذهب لوحده".

وتابع سموه: "كثير من أصدقائي يعرفون هذا الأمر، حيث يعرفون تفاصيل الدراجات، أنا فزت ببطولة العالم ولا أعرف هذه التفاصيل، ولكن الحالة التي مرت بي وكنت أردد أن أتعب في هذه الفترة ولكن سأكون بطل العالم في هذا العام والذي سأحمله طوال الحياة، وأستطيع أن أتكلم عن هذه البطولة إلى الأطفال حيث اليوم أرى أبنائي يتدربون من نفسهم ولذلك أطمئن أني يوماً من الأيام سأجلس في الخلف وأراهم أبطالاً وأنظر لهم مثلما ينظر لي الوالد والوالدة الله يحفظهما".

الإصرار.. أسلوب حياة

وفي رده على أن الإصرار هل يمكن أن يكون أسلوب حياة، قال "كلنا نعرف المبادئ والقيم وما تعني هذه الأمور ولكن التطبيق هو الصعب، سأتحدث عن وضعنا في حرب اليمن تذكرون حين ذهب من عندنا 78 شهيداً في ليلة واحدة، نحن كنا موجودين في تلك الليلة أنا وأخي خالد بن حمد في أرض الواقعة".

وتابع:"كثير ممن كانوا معنا ذهبوا في غمضة عين نسبة منهم ذهبت في غمضة عين، وكان الواجب أنه نتحرك اليوم الثاني، وكان عندنا إعادة تنظيم لنتوجه إلى مأرب لمواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران ونطردها من مأرب وكانت المهمة أمام عيننا سهلة وبسيطة، ونكسر حدود العدو".

وقال سموه: "سأعطيكم رقماً لن تصدقوه حيث كنا 600 فرد وضابط في قوات التحالف والحوثي قواته تصل إلى 10 آلاف حوثي وهذا كان أول تحدٍ وهو أن نتجاوز الحدود بـ 600 شخص نجتاز الحدود وذلك أيضاً بمساندة الجيش الوطني والقوات المحلية إلا أنه وبعد كل هذه الآمال ضربة صاروخ واحدة ذهب من خلالها هذا العدد من الجنود في لحظة واحدة".

وذكر سموه: "أول ما قمنا به بعد إخلاء الشهداء والجرحى وإعادة تنظيم القوات، قمت بالاتصال بسمو الشيخ محمد بن زايد وتحدثت معه وكان الدخان بعده لم يقف، حيث قلت له مبروك أن هذه الأرض التي أمامي الدم التي عليها ليس هو دم واحد هو دم بحريني وسعودي وإماراتي أو دم يمني والدم اختلط مع بعضه والتزمنا مع بعض، وقلت له إن الجنود سيأخذون بثأر الشهداء، وهذه الدماء تجعلنا مع بعض طوال العمر وهذه أكبر بشارة وسيكون هذا النصر القريب".

وأضاف سموه "وأخبرته أن النصر قريب، في 48 ساعة تقدمنا 15 كيلواً إلى الأمام، وخلال 72 ساعة طهرنا أول حد، وهذا الحد الأول كسر العدو، ظنوا أنهم من خلال هذه الضربة أنها ستكسر من عزيمتنا وأن نتراجع إلى الخلف".

وقال سموه :"لم نرَ ذلك فشلاً بل زيادة عزيمة وإصرار وأن الدم اختلط مع بعضه دم الجنود التي جاءت من بلدان فيها الخير والرخاء وصل إلى أرض فيها الحرب وهذا الأمر زاد من قوة وإصرار الجنوب واليوم ترون النصر والفخر وهؤلاء الجنود هم أبطالنا الحقيقيون".

وأوضح سموه "عند عودتي من بطولة العالم للرجل الحديدي استقبلني الجنود في الحرس الملكي، استقبالاً كبيراً 3000 إلى 4000 جندي، قلت لهم تباركون لي على فوزي في رياضة سباحة في جزيرة جميلة أو تباركون لي انتصارات أخوانكم في نفس الوحدة والتي تحقق الإنجازات مع إخوانهم من الإمارات والمملكة العربية السعودية وأنا الذي أبارك لكم هذا الأمر، حيث ذهبتوا إلى اليمن ولا تعلمون هل ستعودون أم لا، وهناك خياران الانتصار أو الانتصار في أرض المعركة أو الاستشهاد وتشريف أهله ووطنه".

مساندة جلالة الملك

وبشأن مساندة جلالة الملك المفدى لسموه، قال سمو الشيخ ناصر بن حمد "جلالة الملك حفظه الله أب للجميع، ولا أتحدث عنه فقط لقرابتي منه وأحصل منه على الرعاية، وإنما أذهب لمعلمي وملهمي الأول كأي مواطن بحريني وأطلعه على إنجازاتي، وجلالته حفظه الله يحرجني كثيراً بحجم متابعته لي وسؤاله اليومي، وتقبله للتحديات التي نمر فيها، سواء فزنا أم خسرنا، وكثيراً ما خسرنا في سباقات وكانت ردة فعله إيجابية، فمن جلالته تعلمنا الإيجابية".

وأضاف سموه: "جلالة الملك حفظه الله علمنا درساً كبيراً، علمنا أنه لا يمكن لنا أن نبتدع شخصاً متصنعاً وغير واقعي، وغير صريح مع نفسه، فجلالته في الوقت الذي يكون فيه مطلعاً عن كثب على التفاصيل الدقيقة عنا، لم يكن يشعرنا بهذه المتابعة لنا، ولم نكن قادرين على معرفة ما إذا كان راضياً عن إنجازاتنا أم أنه يطلب منا المزيد".

"هذ الدرس يدعونا إلى عدم التوقف عند حد معين، وإنما يدفعنا إلى التخطيط المستمر بما يجب علينا فعله في المستقبل، وكيف نكون دائماً عند رضاه، ونستمر في الإنجاز وتحقيق المستحيل".

وتابع سموه: جلالة الملك دائم التجاوب معنا، وأحرجني مؤخراً عندما جاء لاستقبالي في المطار بعد فوزي بجائزة بطل العالم للرجل الحديدي، حيث أحسست بفترة توقف الطائرة وكأنها أطول ساعة في حياتي، وأنا أنظر إلى جلالته من نافذة الطائرة وهو حاضر لاستقبالي، فلم أكن أعرف حينها كيف سأقابل هذه الحفاوة".

وعقب سموه: "لقد تعلمت من جلالته الكثير من الدروس التي لا يسع المجال لذكرها في هذه الجلسة القصيرة، فكل الإنجازات التي أنجزتها لم تكن إلا جزءاً يسيراً من الدروس التي تعلمتها من جلالته".

وتابع سموه: "أنا دائم التواصل والحديث مع مختلف شرائح المجتمع ومطلع على أدق تفاصيل الصعاب والتحديات التي تواجههم، فكثير من الناس للأسف لا يعلمون بقدرات بعض الشباب ولا يستوعبونها، فالإنسان من أفضل المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وأراد لنا أن نكون ناجحين، ونتعاون مع بعضنا البعض ونبتكر ونحقق الإنجازات.

وقال سمو الشيخ ناصر بن حمد إن برنامج 100 موجه، يعد فكرة رائعة تساهم في إخراج الناس المستسلمين من الصندوق الذي وضعوا أنفسهم فيه، إذ لا يوجد هنالك إنسان فاشل، فالجميع قادر على الوصول لما يريده سواء عاجلاً أم آجلاً، فالفارق بين إنسان وآخر هو الدافع.

مواكبة المتغيرات العالمية

ودعا سموه إلى تطوير طرق التدريس وأن تخرج من طابعها التقليدي، وتواكب المتغيرات العالمية.

وأكد أنه لا يوجد حد للعزيمة والإصرار، فالإنسان إذا أراد أن يحقق هدفاً ما فإنه قادر على تحقيقه إما عاجلاً أو آجلاً، فالخسارة ينبغي أن لا تدفع الإنسان إلى الاستسلام، فإذا استمر الإنسان فإنه سيصل إلى الهدف، وكما يقول المثل الشعبي إن "كثر الدق يفج اللحام"، ولذلك نحن نؤمن بأن سقف الإنجاز مفتوح، وأن الصبر ينبغي أن يكون موجوداً، وأن الروح هي التي تختلف بين شخص وآخر.

وتابع سموه: "أنا في بطولة العالم للرجل الحديدي كنت في مواجهة 3 آلاف مشارك جميعهم متأهلون لبطولة العالم، ولكنني قلت لمن كان يقف بجانبي إن الفارق بيني وبين هؤلاء الذين يقضي بعضهم حياتهم كلها في الرياضة هو الشجاعة، حيث إنني كنت مستعداً إلى أن أسقط في السباق على أن أستسلم.

رسالة إلى الشباب

وقال سمو الشيخ ناصر بن حمد في رسالته للشباب البحريني "إن الشباب العربي والشباب البحريني وشباب العالم هم شباب واحد".

وأضاف سموه: "من المؤسف أنه كلما عملنا على ألا يزداد الوضع سوأً يحدث العكس، سواء فيما يتعلق بالحروب والنزاعات وتحديات الطبيعة، ومخاطر التنمية المستدامة على سبيل المثال، فهذه جميعها تمثل لنا اليوم تحديات واقعية، إلا أننا في المقابل انشغلنا ببعضنا البعض، ولعل ذلك يعود إلى طبيعة الإنسان.

وتابع سموه أنه: "مع ذلك ينبغي أن نكون واقعيين، ولا ندعي أننا قادرون على تجاوز جميع هذه المشاكل والتحديات، إلا أنني مؤمن بأن كل شخص قادر على أن يساهم بشكل وآخر، فلا تستصغروا أنفسكم".

وقال سمو الشيخ ناصر بن حمد إنه ينبغي علينا ألا نقصر التفكير على أنفسنا فقط، وإنما ينبغي لنا أن نفكر بالتحديات والمخاطر التي ستواجه أبناءنا في المستقبل، وأن نعمل على أن يعيشوا في أمن واستقرار وازدهار.

وختم سموه حديثه بأن القيادة في مملكة البحرين وضعت المملكة في مصاف العالم المتقدم، وعليه ينبغي لنا العمل على ألا نسمح لبلداننا أن تعود إلى العالم الثالث، وأن نتشارك مع القيادة الرشيدة في توجهاتها وندعم خططها والحلول التي وضعتها لتجاوز التحديات التي تواجه بلداننا وتضمن للأجيال القادمة العيش في رخاء وسلام وتقدم.

هدية تذكارية

وقد تم تقديم هدية تذكارية إلى سموه من وزير شؤون الشباب والرياضة هشام الجودر.