من خلال جيل رائع من اللاعبين وعروض قوية، توج منتخب ألمانيا بلقبه الأول في كأس الأمم الأوروبية خلال يورو 1972، في ظهوره القاري الأولى.

ومهد المنتخب (الذي حمل اسم ألمانيا الغربية حينها) خلال هذه البطولة الطريق نحو الفوز بعد عامين بلقب كأس العالم، خلال النسخة التي أقيمت على أرضه في عام 1974 .



وجاء الفوز التاريخي للمنتخب الألماني على مضيفه الإنجليزي باستاد "ويمبلي" في التصفيات المؤهلة للبطولة، ليمهد الطريق نحو فوز أفضل أجيال كرة القدم الألمانية بكأس الأمم الأوروبية في نسختها الرابعة (يورو 1972) .

وضم المنتخب الألماني في ذلك الوقت مجموعة من اللاعبين يمثلون أفضل اللاعبين الألمان مهارة على مدار التاريخ، وكان من بينهم الأسطورة فرانز بيكنباور وجوينتر نيتشر وجيرد مولر والصاعدان بول برايتنر وأولي هونيس، واعتبر الكثيرون هذا الفريق أفضل من نظيره الذي فاز بعدها بعامين بلقب كأس العالم 1974.

وقال مدافع الفريق جورج شفارزنبيك في هذا الصدد: "كانت لدينا شخصيات رائعة في الفريق. قدمنا كرة قدم حديثة وهجومية للغاية بين عامي 1972 و1974".

وكان المنتخب الإيطالي حامل لقب البطولة الأوروبية ووصيف بطل العالم 1970 على رأس المنتخبات التي تأهلت لدور الثمانية في تصفيات تلك البطولة التي لم يتغير نظامها عن البطولات الثلاث الأولى، وتأهلت إلى جانبه منتخبات الاتحاد السوفييتي وإنجلترا والمجر وألمانيا الغربية وبلجيكا ورومانيا ويوغوسلافيا.

وقضى المنتخب البلجيكي مبكرا على أمل إيطاليا في الدفاع عن اللقب وبلوغ النهائيات حيث تغلب عليها 2-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بدور الثمانية، كما تغلب المنتخب المجري على نظيره الروماني في مواجهة فاصلة بينهما.

ولحق المنتخب السوفييتي بركب المتأهلين لنهائيات أمم أوروبا، بعدما تغلب على نظيره اليوغوسلافي وصيف النسخة الثالثة، لتكون المرة الرابعة على التوالي التي يتأهل فيها إلى النهائيات.

أما أقوى وأبرز مباريات دور الثمانية في التصفيات فكانت على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن، حيث سجل الألماني نيتشر ضربة جزاء في الدقيقة 84 وأضاف زميله هونيس هدفا آخر في الدقيقة 88 ليقودا الفريق الألماني إلى الفوز التاريخي 3-1 على مضيفه الإنجليزي.

وانتهت مباراة الإياب في ألمانيا بالتعادل السلبي، ليتأهل المنتخب الألماني للدور قبل النهائي على حساب الإنجليز.

ومنح حق تنظيم النهائيات إلى بلجيكا، لكن ثنائية من "المدفعجي" الألماني جيرد مولر أمام 60 ألف مشجع في أنتويرب أطاحت بأصحاب الأرض، حيث فاز الضيوف 2-1 وتأهلوا للمباراة النهائية.

وفي المباراة الثانية بالدور قبل النهائي، اقتصر الحضور الجماهيري على 1500 مشجع وشهد اللقاء فوز المنتخب السوفييتي على نظيره المجري 1-صفر.

وكان النهائي، الذي أقيم في بروكسل، هو الأقل إثارة في تاريخ البطولة الأوروبية، حيث تسيده المنتخب الألماني تماما.

وافتتح مولر التسجيل للماكينات في الدقيقة 28 بعد أن ارتدت تسديدة نيتشر من العارضة، ثم أضاف هيربرت فيمر الهدف الثاني في بداية الشوط الثاني، قبل أن يحسم مولر المباراة تماما بالهدف الثالث لينتهي اللقاء لصالح المنتخب الألماني 3-صفر، ليقول مولر بعدها تصريحه الشهير: "كل شيء كان على ما يرام".

وبعدها بعامين ، فاز المنتخب الألماني بكأس العالم على أرضه، ليصبح أول فريق يجمع بين لقبي العالم وأوروبا في نفس الوقت، وهو ما لم يحققه أي فريق حتى فاز المنتخب الفرنسي بكأس العالم 1998 ثم يورو 2000، ثم كرره المنتخب الإسباني بإحراز لقب يورو 2008 ثم كأس العالم 2010 ثم يورو 2012.