رويترز


منذ إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استقالته، الخميس، إذعاناً لضغوط من الحكومة وأعضاء عن حزبه المحافظ، بدأ الحديث عن المرشحين لخلافته في منصبه.

وبينما أعلن البعض عن عزمه الترشح لدخول السباق إلى "داونينيج ستريت"، لا تزال هناك أسماء من المحتمل ترشحها لرئاسة الحكومة، لكنها لم تعلن عن ذلك حتى الآن.

وقال عضو في لجنة حزب المحافظين البريطاني المشرفة على سباق خلافة رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون إن الحزب سيتخذ إجراء تخفيض عدد المتنافسين على المنصب إلى اثنين بحلول يوم 20 يوليو.


وستحدد لجنة الحزب المسماة "لجنة 1922" في الأسبوع المقبل قواعد وجدول المنافسة الزمني، التي سيعقد أعضاء البرلمان من حزب المحافظين، بموجبها، سلسلة اقتراعات لخفض عدد المرشحين إلى اثنين يقترع عليهم أعضاء الحزب في نهاية المطاف لاختيار خليفة جونسون.

وتضم قائمة من أعلنوا عن عزمهم الترشح لتولي رئاسة الحكومة البريطانية كلاً من:

جيريمي هانت

وفقاً لصحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن وزير الخارجية البريطاني السابق جيريمي هانت (55 عاماً) الذي احتل المركز الثاني بعد جونسون في المنافسة على القيادة عام 2019، دخل إلى سباق خلافة جونسون.

ويمكن لهانت أن يقدم أسلوب قيادة أكثر جدية وأقل إثارة للجدل بعد الاضطرابات التي شهدتها فترة ولاية جونسون.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدم هانت خبرته كوزير سابق للصحة ليرأس لجنة الصحة بالبرلمان، ولم تتلطخ صورته بسبب خدمته في الحكومة الحالية.

وفي وقت سابق هذا العام، قال إن طموحه في أن يصبح رئيساً للوزراء "لم يختف تماماً"، لافتاً إلى أنه صوت للإطاحة بجونسون خلال اقتراع على الثقة، الشهر الماضي، فاز به جونسون بفارق ضئيل.

ودعم هانت البقاء في الاتحاد الأوروبي قبل تصويت 2016. ومن غير الواضح ما إذا كان سيشعر بالحاجة إلى الحفاظ على موقف صارم تجاه بروكسل لكسب دعم الناخبين المحافظين أو ما إذا كان بإمكانه إقامة علاقة أكثر واقعية لتحسين التجارة بعد خروج بريطانيا من التكتل.

ساجد جاويد

كما انضم ساجد جاويد إلأى السباق بحسب "تليجراف". ويعتبر جاويد أول وزير يُقدم استقالته احتجاجاً على اتهامات بأن جونسون ضلل الرأي العام بشأن ما يعرفه عن اتهامات بالتحرش الجنسي لعضو برلمان من حزب المحافظين.

وجاويد هو مصرفي سابق ومؤيد للسوق الحرة، وعمل في مناصب وزارية عدة أحدثها كان وزير الصحة، واستقال من منصب وزير المالية في حكومة جونسون عام 2020.

وهو ابن لمهاجرين باكستانيين مسلمين ومن المعجبين بمارجريت تاتشر، وجاء ترتيبه الرابع في التنافس على اختيار رئيس وزراء يحل محل تيريزا ماي عام 2019.

وأيد جاويد البقاء في الاتحاد الأوروبي "دون حماس" قائلاً إنه يخشى من أن تزيد تداعيات التصويت على الخروج من التكتل من الاضطرابات الاقتصادية.

ناظم الزهاوي

أعلن وزير الخزانة البريطاني، المُعيّن حديثاً، ناظم الزهاوي، السبت، ترشحه لزعامة حزب المحافظين ومنصب رئيس الوزراء.

واكتسب الزهاوي لقب وزير اللقاحات عندما كانت بريطانيا واحدة من أسرع دول العالم في إطلاق برامج التطعيم للوقاية من فيروس كورونا.

وتُعد قصته الشخصية كلاجئ سابق جاء من العراق إلى بريطانيا عندما كان طفلاً، جانباً يُميزه عن غيره من المنافسين المحافظين.

وشارك الزهاوي في تأسيس شركة "يوجوف" لاستطلاعات الرأي قبل أن يدخل البرلمان عام 2010.

وكان آخر منصب تولاه هو وزير التعليم، وقال الأسبوع الماضي إنه "في مرحلة ما سيكون شرفاً لي أن أكون رئيساً للوزراء.

كما يُعتبر من المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ريشي سوناك

أعلن وزير الخزانة البريطاني السابق ريشي سوناك، الجمعة، أنه سيخوض المنافسة على خلافة جونسون.

وفي مقطع مصور نُشر على "تويتر" للدعاية لترشحه، قال سوناك: "يتعين على شخص ما أن يقتنص هذه اللحظة ويتخذ القرار الصحيح. وهذا هو السبب في أنني أتقدم لأكون الزعيم المقبل لحزب المحافظين ورئيس وزرائكم".

ونال سوناك الإشادة بفضل حزمة إنقاذ للاقتصاد خلال جائحة كورونا، تضمنت برنامجاً لحفظ الوظائف منع البطالة الجماعية، لكنه واجه لاحقاً انتقادات لعدم تقديم دعم كاف للأسر في ما يتعلق بكلفة المعيشة، وكذلك بسبب الوضع الضريبي لزوجته الثرية والغرامة التي تلقاها مع جونسون لخرقه قواعد إغلاق كورونا، ما غيّر من كونه الأوفر حظاً.

ووضعت سياسة سوناك الحكومية، المتعلقة بزيادة الضرائب أو تحصيلها بغرض زيادة الإنفاق العام، بريطانيا العام الماضي في طريقها لتحمل أكبر عبء ضريبي لها منذ الخمسينيات، الأمر الذي يقوض قوله إنه يفضل خفض الضرائب.

وصوت سوناك لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في 2016.

توم توجنهات

أحد السياسيين الذين أعلنوا ترشحهم لخلافة جونسون أيضاً هو توم توجنهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، والضابط السابق الذي خدم في العراق وأفغانستان.

وأشار توجنهات بالفعل إلى أنه سيخوض أي سباق للفوز بالمنصب، وكان دائم الانتقاد لجونسون وسيحقق لحزبه انفصالاً كاملاً عن الحكومات السابقة.

لكنه لم يُختبر نسبياً لأنه لم يتول أي منصب وزاري من قبل، وصوت لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي.

سويلا برافرمان

المدعية العامة البريطانية المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، سويلا برافرمان، قالت إنها تعتزم التنافس على المنصب.

وتعرضت برافرمان لانتقادات عنيفة من جانب محامين خلال فترة ولايتها بعدما سعت الحكومة لانتهاك القانون الدولي بشأن قواعد التجارة في أيرلندا الشمالية، في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وكانت قد شاركت في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي وعملت وزيرة دولة في عهد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، لكنها استقالت احتجاجاً على اتفاق الخروج الذي اقترحته ماي، قائلة إن الاتفاق لا يذهب بعيداً بما يكفي في قطع الصلة مع الاتحاد.

كيمي بادنوش

تم انتخاب كيمي بادنوش لعضوية البرلمان البريطاني لأول مرة عام 2017، وشغلت مناصب وزارية صغرى، بما في ذلك وزيرة دولة للمساواة الذي شغلته مؤخراً، لكنها لم تشغل مناصب في مجلس الوزراء.

وشغلت أيضاً منصب نائب رئيس حزب المحافظين. ودعمت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

وقالت بادنوش، السبت، إنها سترشح نفسها لمنصب رئيس الوزراء المقبل في بريطانيا لتحل محل جونسون.

جرانت شابس

قال وزير النقل البريطاني جرانت شابس لصحيفة "صنداي تايمز" إنه سيخوض السباق ليحل محل رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، السبت، أن شابس استبعد إجراء انتخابات عامة، لكنه قال إنه إذا نجح سيضع ميزانية طوارئ خلال أول 100 يوم له في المنصب لخفض الضرائب المفروضة على الفئات الأضعف وتقديم دعم حكومي للشركات ذات المستويات العالية من استهلاك الطاقة.

وسبق له أن تولى وزارة الإسكان والحكومة المحلية، واكتشف في العام 1999 إصابته بمرض سرطان الغدد الليمفاوية وخضع للعلاج الكيماوي والاشعاعي حتى اكتمل شفاؤه في العام التالي.

المرشحون المحتملون

وليس هناك مرشح أوفر حظاً إلى رئاسة الحكومة البريطانية حتى الآن، حيث سيتم الإعلان عن القواعد المنظمة للسباق نحو زعامة حزب المحافظين الأسبوع القادم، وفي ظل توقعات بأن يكون سباقاً محتدماً. وتبرز بعض أسماء المرشحين المحتملين، ومن ضمنهم:

ليز تروس

تتولى ليز تروس حالياً منصب وزيرة الخارجية البريطانية، وهي شخصية محبوبة لدى القاعدة الشعبية لحزب المحافظين، تصدرت بانتظام استطلاعات الرأي لأعضاء الحزب التي أجراها موقع "كونسيرفاتيف هوم" على الإنترنت.

ورسمت تروس صورتها العامة بعناية، والتُقطت صور لها في دبابة، العام الماضي، لتعيد للأذهان صورة شهيرة عام 1986 لمارجريت تاتشر، أول سيدة ترأس الحكومة، في مثل هذا الوضع.

وخاضت تروس، البالغة من العمر 46 عاماً، حملة مناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنها قالت بعد الاستفتاء إنها غيرت رأيها.

وقضت أول سنتين من رئاسة جونسون للوزراء وزيرة للتجارة الدولية، لتدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تُعين، العام الماضي، كبيرة مفاوضي بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.

وتتولى تروس الآن مسؤولية التعامل مع الاتحاد الأوروبي بشأن قواعد التجارة الخاصة بأيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، وتتخذ موقفاً متشدداً على نحو متزايد في المفاوضات.

وقالت تروس، الثلاثاء، إن جونسون يحظى "بتأييدها بنسبة 100%" وحثت الزملاء على دعمه. وبعد إعلان استقالته الخميس، قالت تروس إن جونسون اتخذ القرار الصائب.

بيني موردونت

عندما أصبح رئيساً للوزراء في يوليو 2019، أقال جونسون وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، وذلك بعد أن دعمت منافسه هانت خلال سباق الزعامة السابق.

وكانت موردونت من المؤيدين بقوة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، واشتهرت من خلال المشاركة في برنامج سابق للغطس بتلفزيون الواقع.

ووصفت موردونت الحفلات التي نُظمت بمقر الحكومة في انتهاك لقواعد الإغلاق الذي فُرض لمكافحة كورونا بأنها "مخزية". وسبق أن عبرت عن ولائها لجونسون.

وشاركت موردنت في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016.