كشف موقع "إيران إنترناشونال" المعارض عن تقرير حول تجسس نظام إيران على الهواتف والإنترنت.

وبحسب التقرير فإنه من الممكن أن تكون شركات "بورتاوان" في كندا، و"تلين سل" في بريطانيا، و"بروتي" في روسيا قد تعاونت مع النظام الإيراني في تنفيذ نظام "سيام" والتجسس على الهواتف المحمولة والإنترنت وتتبع هواتف المتظاهرين.



في غضون ذلك، وفقًا لما ذكره مجتبى بور محسن، مراسل "إيران إنترناشيونال"، على الرغم من الاحتجاجات الواسعة النطاق ضد الدور الذي لعبته شركتا الهاتف المحمول، "همراه أول" و"إيرانسل"، في قمع الانتفاضة الشعبية، فإن المعلومات الحصرية التي تم تلقيها تظهر أن مجموعة من مديري هاتين الشركتين ستحضر المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في برشلونة بأعداد كبيرة، لإظهار أن الأوضاع طبيعية في إيران بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

يذكر أن "همراه أول"، و"إيرانسل" في خدمة مؤسسة تنظيم الاتصالات الراديوية الإيرانية. هذه المؤسسة، التي قدمت مساعدة مكثفة للنظام الإيراني في التجسس على مستخدمي الهواتف المحمولة، وخضعت مؤخرا لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي.

وقبل شهرين، كشف موقع "إنترسبت" الإخباري أن مؤسسة تنظيم الاتصالات الراديوية الإيرانية تتعقب وتتحكم في الهواتف المحمولة للمتظاهرين والمعارضين بمساعدة أداة تسمى "سيام".

و"سيام" هو نظام يحتوي على 40 قدرة تجسس خاصة تعمل في طبقة من شبكات الهاتف المحمول الإيرانية. وباستخدام هذه الأداة، يمكن للنظام إبطاء أو قطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وكسر تشفير المكالمات الهاتفية، وتتبع تحركات الأفراد أو المجموعات.

ووفقًا للخبراء، يمتلك "سيام" أمرًا يسمى "Force2G Number" والذي، من خلال تنفيذه، يتباطأ إنترنت المستخدم من الجيل الثالث أو الجيل الرابع من شبكة الهاتف المحمول إلى مستوى شبكة الجيل الثاني ويصبح أكثر عرضة للتنصت.

في غضون ذلك، يبدو أن النظام الإيراني لم يكن يعمل وحده في تنفيذ "سيام". وقد نشر موقع "سيتيزن لب" بكندا، في تقرير، وثائق تظهر أن ثلاث شركات، "بوتاوان" في كندا، و"تلين سل" في المملكة المتحدة، و"بروتي" في روسيا، تساعد النظام الإيراني في هذا المجال.

كما أن "آرين تل"، وهي شركة في إيران توفر شرائح للهواتف المحمولة، تشير رسائل بريدها الإلكتروني المخترقة، إلى أنها دخلت في صفقة مع أطراف أجنبية، بما في ذلك "بروتي"، وهي شركة دولية مقرها في روسيا، لتوفير مرافق "سيام".

ويعتقد "سيتيزن لب" أن شركة "بروتي" ساعدت "آرين تل" في المصادقة على المستخدم وإدارة البيانات والفحص العميق للحزم وتسليم الرسائل القصيرة، وربما تعاونت شركتا "تلين سل" ومقرها المملكة المتحدة، و"بورتاوان" ومقرها كندا مع "آرين تل" في هذا الصدد.

أيضًا، البريد الإلكتروني الخاص بفاتورة الشراء التي تم إصدارها لـ "تلين سل"، التي يرأسها إيراني يدعى نيما إسكندري، يُظهر أن هذه الشركة ربما قامت بعملية شراء لصالح شركة "آرين تل".

وفي الوقت نفسه، تشير المراسلات بين "بروتي" ونيما إسكندري من شركة "تلين سل" فيما يتعلق بالتدريب بعد الانتهاء من اختبار قبول المستخدم لشركة "آرين تل"، إلى دائرة من التعاون المحتمل بين الطرفين لتنفيذ خطة "سيام".

وفي 13 يناير، نفت "تلين سل"، عبر وسيطها ردًا على "سيتيزن لب"، أي مزاعم بمساعدة التجسس الرقمي على المواطنين الإيرانيين. وقالت "تلين سل" إن مثل هذا الادعاء سيتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها للشركة وهددت برفع دعوى.

وفي بريد إلكتروني آخر، قالت "تلين سل" مرة أخرى عبر الوسيط إن رسائل البريد الإلكتروني التي تم اختراقها تظهر العلاقة بين "بورتاوان" و"آرين تل" قبل تورط هذه الشركة، وانتهت عملية رسائل البريد الإلكتروني بنفي مشاركة "تلين سل" بالمشروع في سبتمبر 2019.

ومع ذلك، وفقًا لـ "سيتيزن لب"، تشير سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني بين "تلين سل"، و"بروتي"، و"آرين تل" إلى استمرار التعاون اعتبارًا من عام 2023. ففي إحدى رسائل البريد الإلكتروني هذه، طلبت "أرين تل" من إسكندري ترتيب وصول فريق تدريب "بروتي" إلى إيران. كما سأل إسكندري شخصًا يُدعى فلاديمير في شركة "بروتي" عن السياسة الحالية للسفر إلى روسيا وإمكانية القيام بمثل هذه الرحلة.

واتصلت "إيران إنترناشيونال" بالشركات البريطانية والكندية والروسية الثلاث لتوضيح هذا التعاون، لكنها لم تتلق ردا منها.

ووفقًا لسجلات شركتي "همراه أول" و"إيرانسل" في تطوير أنظمة التجسس أثناء قمع الانتفاضة الشعبية، يبدو أن هاتين الشركتين تخططان للمشاركة في المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة، للتعرف على أحدث التقنيات في هذا المجال، وربما يتم استخدامهما لتنفيذ مطالب علي خامنئي.

وبينما أكدت الهيئة المنظمة للمؤتمر العالمي للهاتف المحمول، ردًا على البريد الإلكتروني الخاص بـ "إيران إنترناشيونال" أنه لم تتم دعوة أي وفد من إيران لحضور هذا المؤتمر، فإن المعلومات الحصرية التي تلقتها هذه القناة تُظهر أن أربعة مديرين رفيعي المستوى لشركة "همراه أول" سيشاركون في هذا المؤتمر.

كما قال مصدر مطلع لـ "إيران إنترناشيونال" إن هذه المجموعة مرت بخطوات أخذ البصمات وتسليم المستندات لطلب التأشيرة عبر فرنسا وحجزت تذكرة للسفر إلى باريس لحضور مؤتمر برشلونة بشكل مستقل.

وقد بدأ المؤتمر العالمي للجوال، باعتباره الحدث الأكبر في مجال الهاتف المحمول والاتصالات، في 27 فبراير ويستمر حتى 2 مارس في برشلونة بإسبانيا.

جدير بالذكر أن الأشخاص الأربعة الذين سيذهبون إلى إسبانيا نيابة عن شركة "همراه أول" هم أقارب مهدي أخوان بهابادي، الرئيس التنفيذي لشركة "همراه أول"، وهو مقرب من خامنئي وتربطه علاقة وثيقة بأحد أبنائه.

وفي عام 2011، عين علي خامنئي أخوان بهابادي عضوًا في المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، وبعد ذلك بعام، عينه أحمدي نجاد أمينًا لهذا المجلس، الذي تتمثل مهمته الرئيسية في حجب الإنترنت وفرض الرقابة عليها.

وكان أحد المشاريع التي اتبعها بهابادي في هذا المجلس هو توزيع برامج حكومية لرفع الحجب.

وعلى الرغم من أن حكومة حسن روحاني أقالت بهابادي بعد ذلك بعامين، إلا أن علاقاته الوثيقة مع بيت خامنئي تسببت في تعيينه بمنصب مساعد محمد سرافراز، رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون آنذاك.

وقد كشف سرافراز لاحقًا في مذكراته أن أخوان، بصفته المنفذ لتطبيق المراسلة الإيراني "سروش"، أسس شركة أخرى تسمى "سروش للتطوير التكنولوجي"، يمتلك ثلاثة أشخاص حصة 49% من أسهمها. وشركة "سروش للتطوير التكنولوجي" تقدم الأموال لشركة أخرى كان رئيسها التنفيذي هو أخوان نفسه.

وكان محمد رضا علي أصغري أحد المساهمين في شركة "سروش للتطوير التكنولوجي"، والذي أصبح فيما بعد رئيسًا للإذاعة والتلفزيون.

وخلال انتفاضة الشعب الإيراني، بالإضافة إلى المشاركة في قطع الإنترنت وتقييدها، تعاونت شركتا الهاتف المحمول، "همراه أول"، و"إيرانسل" بشكل وثيق مع المؤسسات الأمنية في مجال توفير معلومات المستخدمين من أجل مراقبتهم والقبض عليهم.

وتوضح التقارير المتاحة أن هذه المعلومات تتضمن الموقع الجغرافي للأشخاص، والعنوان، والرمز الوطني، وسجلات المكالمات، وحتى السجلات المتعلقة بأنشطة الأشخاص على الإنترنت.

وبالإضافة إلى مساهمتهما في تطوير البنية التحتية لإنشاء "شبكة معلومات وطنية" وقطع اتصال المواطنين في إيران بالعالم الخارجي، لعبت هاتان الشركتان دائمًا دور الداعم المالي واللوجستي للمؤسسات القمعية للنظام.

وفي هذا الصدد، تسعى شركة "همراه أول"، من خلال الاستثمار بكثافة في تطبيقات مثل "روبيكا" و"ذره بين" و"شاد"، إلى إنشاء بديل محلي للبرامج الأجنبية الشهيرة مثل إنستغرام، وواتس آب، وغوغل، حتى تكون قادرة على مواكبة السياسات التقييدية للنظام الإيراني فيما يتعلق بحرية وصول المواطنين إلى الإنترنت، وخلق إيرادات جديدة لها.

وتلعب شركة "همراه أول" أيضًا دورًا بارزًا في تطوير أدوات الحجب والتجسس على المستخدمين من خلال الاستثمار والمساهمة في شركة "يافتار" كواحدة من الشركتين الرئيسيتين اللتين تقومان بتطوير أدوات الحجب في إيران.

إن ما يسمى بالشركتين الخاصتين، "إيرانسل"، و"همراه أول"، هما في الواقع ، تنتميان إلى كيانات اقتصادية تابعة لعلي خامنئي. 51 % من أسهم شركة "إيرانسل" مملوكة لشركة التطوير الإلكتروني، وهي إحدى الشركات التابعة لمؤسسة المستضعفين ووزارة الدفاع.

يذكر أن المساهم الرئيسي في شركة "همراه أول" هي شركة الاتصالات الإيرانية، ولكن تم شراء 51 % من أسهم شركة الاتصالات من قبل "كونسرتيوم إعتماد مبين" في عام 2009. ويتكون "كونسورتيوم إعتماد مبين" من شركتين تابعتين لمؤسسة تعاون الحرس الثوري الإيراني وشركة واحدة تابعة لـ "المقر التنفيذي لأمر الإمام".