كشف تقرير حكومي أصدرته الشرطة الاتحادية المسؤولة عن أمن الحدود الأوروبية عن ارتفاع عدد المواطنين الأتراك الذين تم توقيفهم خلال محاولاتهم الحثيثة للدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يترك الكثير من علامات الاستفهام لاسيما أن تركيا كانت بوابة جذب للهجرة، حيث يمكن الوصول منها إلى الحدود الأوروبية بسهولة عبر البرّ أو البحر، وهو ما جعلها وجهة أساسية للمهاجرين القادمين من منطقة الشرق الأوسط، إلا أن هذه الهجرة لم تعد حكراً على العرب والأفارقة الذين يتّجهون نحو الدول الأوروبية عبر تركيا، بل باتت مطلباً للأتراك أيضاً الذين يحاولون الوصول إليها وطلب اللجوء فيها.

وأفاد تقرير الشرطة الاتحادية أن عدد الأتراك الذين تم احتجازهم أثناء محاولة دخول الأراضي الألمانية عبر الحدود دون تأشيرة سفر صالحة، في العام 2022، يصل إلى 9 آلاف و94 شخصاً، مقابل ألفين و77 شخصا تمّ احتجازهم في العام 2019، وهو ما يعني ارتفاعاً ملحوظاً في عددهم.

وفي هذا السياق، علق الأكاديمي نذير آك يشيلمان، الذي يعمل محاضرا في جامعة قونية التركية على هذا التقرير، مؤكداً أن "الأرقام الواردة صحيحة وتعكس الواقع على الحدود التركية، وفي الحقيقة هناك في داخل البلاد المزيد من الناس الذين يطمحون للوصول إلى أوروبا".



وتابع في حديث مع "العربية.نت" أن "أسباب هذه الهجرة كثيرة ومتعددة، فالناس يهاجرون من تركيا إلى أوروبا لأسباب مختلفة، وعلى سبيل المثال يهاجر الشباب للحصول على مستقبلٍ أفضل، على العكس من كبار السن الذين قد يهاجرون لأسبابٍ سياسية".

كما شدّد على أن "الأسباب الرئيسية للهجرة من تركيا تتعلق بالدرجة الأولى بفرص العمل والوضع الاقتصادي ولتحسين مستوى المعيشة، لكن في المقابل هناك من يرغب في تطوير ذاته والهروب من التحدّيات التي تشهدها البلاد كالاضطرابات السياسية أو انعدام الحرية السياسية، أو قضايا حقوق الإنسان".

وكانت الشرطة الاتحادية المسؤولة عن أمن الحدود في أوروبا قد ذكرت أيضاً في تقريرها الذي تحوّل لمحلِ نقاش في بعض وسائل الإعلام التركية أمس، أنه من المتوقع أن يكون عدد المواطنين أكثر من 12 ألفاً و321 تركياً حاولوا الدخول إلى الأراضي الألمانية بطريقة غير شرعية منذ بداية عام 2023.

ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ويتخطى الـ 20 ألفا حتى نهاية العام الحالي، بحسب التقرير الصادر عن الشرطة الاتحادية.

ويحاول الأتراك دخول الأراضي الأوروبية بطرقٍ متعددة، منها البقاء في دولةٍ أوروبية بشكلٍ غير شرعي بعد انتهاء مدّة التأشيرات التي حصلوا عليها سابقاً، أو عبر البحر من اليونان أو براً عبر بلغاريا.

ووفق المعلومات التي قدمتها الشرطة الاتحادية، تلعب دول البلقان دوراً مهماً في الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا من تركيا، وتتمثل قدرة المواطنين الأتراك في السفر إلى صربيا دون تأشيرة، كعامل يزيد من الهجرة غير الشرعية من بلادهم.

وبحسب المعلومات التي أوردتها الشرطة الفيدرالية، فإن عدد الرجال بين المواطنين الأتراك الذين تم القبض عليهم على حدود ألمانيا يبلغ أربعة أضعاف عدد النساء، وتتراوح أعمار نصفهم بين 18 و32 عاماً.