الأناضول


أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2023، مقتل أحد ضباطه خلال المعارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية، جنوبي قطاع غزة، مشيراً إلى أن الضابط ينتمي إلى لواء المدرعات ضمن الكتيبة "8104"، وذلك بعد ساعات من إعلان الاحتلال مقتل 10 من عناصره خلال معارك شمالي القطاع.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن الجيش "سمح بنشر خبر مقتل الرائد في الاحتياط إليشا ليفينسترن (38 عاماً) خلال القتال جنوبي قطاع غزة".

كمين الشجاعية


اعترف الجيش الإسرائيلي في وقت سابق بمقتل 10 جنود وضباط إسرائيليين، من بينهم عقيد، وقائد فرقة في حي الشجاعية، بعد كمين مزدوج ومحكم أوقعتهم به كتائب القسام، ليوصف هذا الحادث بـ"الكارثي"، وإحدى أسوأ المعارك التي وقعت منذ بدء الحرب على غزة بُعيد انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بحسب موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، ففي الوقت الذي بدأ فيه فريق قتالي من الكتيبة 53 في لواء جولاني بالعمل في منطقة القصبة بحي الشجاعية، فقد تبيّن له أن غالبية البنايات التي دخلها كانت فارغة، إذ عثر جنود الاحتلال فيها على بنادق القناصة في مواقعها، وعبوات ناسفة جاهزة للاستخدام، وكاميرات موجهة صوب المداخل، ورشاشات آلية جاهزة لإطلاق النار.

بحسب الموقع فقد اعتقد قادة الاحتلال أن رجال المقاومة قد هجروا العديد من تلك المواقع، وهذا ما انطبق على البناية التي دخلها الفريق القتالي، حيث أظهر التمشيط الأوّلي أن المكان يبدو خاوياً.

ولكن فجأة فُتِحَت النيران على الموجودين داخل البناية، مع تفجير عبوة ناسفة، وإلقاء بعض القنابل اليدوية، فتعرّض الجنود الأربعة للإصابة، وحاولت القوات الموجودة في الخارج مداهمة البناية، لكنهم تعرضوا لإطلاق النار أيضاً.

استمر القتال لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، بحسب موقع "واللا"، وقد اندفع اثنان من ضباط وحدة الإنقاذ 669 عبر واحدة من فتحات البناية.

بحسب الموقع، فقد انضم مقاومون آخرون من أحياء الزيتون والتفاح إلى القتال، وكانوا مسلحين ببنادق إم-16 التي يستخدمها جنود جيش الاحتلال، وقد أسفر ذلك عن زيادة صعوبة المعركة نتيجة استحالة تحديد هوية من يطلق النار على من، ولم يعد واضحاً ما إذا كان الرصاص يصيب المقاومين أم الجنود.

من جانبه، قال محلل عسكري إسرائيلي إن العديد من الفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة في حي الشجاعية شمال قطاع غزة، ألحقت خسائر فادحة بصفوف الجيش الإسرائيلي، وكتب رون بن إيشاي، المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "في الحي المحاصَر المليء بالفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة، تسبب العديد منها في خسائر فادحة بصفوف القوات الإسرائيلية".

وأضاف في إشارة إلى مقاتلي "حماس": "قاموا بتفخيخ المباني التي كانوا يتحصنون فيها، على أمل إغراء أكبر عدد من جنود الجيش الإسرائيلي بالموت، وهو ما فعلوه".

ورداً على "اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنّت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلَّفت حتى الأربعاء 18 ألفاً و608 شهداء و50 ألفاً و594 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.