وول ستريت جورنال:

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن فوز بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري قريباً تعني حملة انتخابات رئاسية هي الأطول في التاريخ الأمريكي.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الحملة الانتخابية بين المرشحين الأكبر سناً في تاريخ البلاد، جو بايدن (81 عاماً)، ودونالد ترامب (77 عاماً)، ستكون سباقاً ماراثونياً و"اختبار تحمل" يهدد بإثارة المتاعب لكلا المرشحين، وموظفي حملتيهما، وللناخبين الذين عبروا عن مخاوفهم من تكرار مواجهة عام 2020.



وسيظل كل من بايدن وترامب في دائرة الضوء لعدة أشهر، وستحتاج حملتاهما للتفكير في كيفية إدارة تحركاتهما خلال هذه الجولة الطويلة، بالإضافة إلى ضبط عمليات جمع وإنفاق الأموال.

كما ارتكب كلاهما، خلال الأيام الماضية، "أخطاء" لفتت الانتباه إلى عمريهما، فخلال حديث في البيت الأبيض، خلط بايدن بين اسمي وزيرين في حكومته، فأبدل بالخطأ اسم وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، ووزير الصحة والخدمات الإنسانية خافيير بيسيرا.

فيما خلط ترامب بين منافسته الجمهورية سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي خلال تجمع انتخابي في نيو هامبشير، اتهم فيه هيلي بعدم تأمين الكابيتول خلال أحداث السادس من يناير 2021، التي يواجه فيها اتهامات بـ"التحريض".

فوز ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولايتي نيو هامبشير وأيوا، جعل الاختيار بينه وبين هيلي يبدو وكأنه أمر لا مفر منه. ورغم اعتزام هيلي البقاء في السباق، لكن فرصها ضئيلة للغاية في هزيمة ترامب.

وبحسب الصحيفة، ستشكل المواجهة المطولة اختبارا بشأن قدرة المرشحين على التحمل، وستعيد توزيع إنفاق أموال الحملة الانتخابية، وستؤثر في المساحة المتاحة للصفقات في الكونغرس، حيث يتوقع توجيه مئات الملايين من الدولارات للإعلانات الانتخابية في 6 ولايات حاسمة، يرجح أن تحدد ملامح نتيجة الانتخابات.

ورغم سعي الجانبين بالفعل لجذب متبرعين لتمويل السباق الطويل، يزداد شعور بعض الناخبين بالإرهاق والضجر بالفعل.

وسيسعى فريق بايدن خلال الحملة الانتخابية إلى تذكير الناخبين بمساوئ إدارة ترامب الأولى، ويعتقد مسؤولو حملته أن تدني شعبية بايدن في استطلاعات الرأي ستتحسن بمجرد لفت انتباه الناخبين على الأحداث والفوضى التي أحاطت بترامب وقراره التشبث بالسلطة بعد انتخابات 2020.

في المقابل، يعتزم ترامب وفريقه مطالبة الناخبين بتذكر اقتصاد ما قبل الجائحة، عندما كانت تكلفة اقتراض الأموال منخفضة، وكان الغاز أقل تكلفة، فيما يصر الرئيس السابق أن العالم كان يشعر بمزيد من الاستقرار آنذاك، عندما كان الجيش الروسي "هادئاً"، والشرق الأوسط "أقل اضطراباً".

كما توقعت الصحيفة أن تكون الدورة الانتخابية الحالية هي الأغلى على الإطلاق، حيث توقع أن يصل الإنفاق على الإعلانات السياسية إلى 10.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 13 بالمائة مقارنة بالانتخابات الماضية.

ورغم تنامي هيمنة للإعلان الرقمي، لا يزال البث التلفزيوني هو الوسيلة المفضلة للمرشحين، ومن المتوقع أن يمثل نحو نصف جميع نفقات الإعلانات الانتخابية.

وخلصت الصحيفة إلى أن احتمال الاختيار بين مرشحين لا يحظيان بشعبية، يعد "أسوأ جزء" في الحملة الرئاسية لهذا العام.