العربية. نت


تخرج بين الحين والآخر تصريحات لمسؤولين وإعلاميين إيرانيين تكشف اختراق اسرائيل لأجهزة الدولة تارة وتنفيذها عمليات اغتيال وسرقة وثائق حساسة تارة أخرى.

وفي آخر نموذج لمثل هذه التصريحات ما كشفه مقدم برامج تلفزيون للحرس الثوري على الإنترنت، الذي أثار جدلاً واسعا.

فقد ذكر مقدم البرامج، نقلا عن مصدر استخباراتي إيراني، أن "إسرائيل نفذت مؤخرا عملية اغتيال وسرقت وثائق من داخل الأراضي الإيرانية".

وأضاف مقدم البرامج الحوارية، وحيد خضاب، على قناة "عصر" على الإنترنت، التابعة لـ "مقر قرب" التابع الحرس الثوري نقلا عن مصدر أمني من دون الكشف عن هويته أنه "في الشهر الماضي، نفذت إسرائيل عملية داخل إيران، حيث اغتالت شهيدا، ونفذت عملية سرقة وثائق".

تسنيم تنفي

في المقابل، وعلى خلفية الجدل التي أثارته تصريحات هذا الإعلامي نفت وكالة أنباء تسنيم القريبة من الحرس الثوري الخبر.

فيما لم تكشف تسنيم هي الأخرى عن هوية هذه "المصادر الأمنية".

ووفقا لتسنيم، فقد أوضح مصدر "أمني مطلع" لها أن: "جميع المعلومات الواردة في هذا الخبر خاطئة، ومن غير الواضح من أين حصل على مثل هذه المعلومات غير الدقيقة".

واعترفت تسنيم بأن هذه التصريحات، خصوصا بعد سلسلة العمليات الإسرائيلية الأخيرة في "فلسطين ولبنان، لاقت ردود فعل واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي".

الانتقام الإيراني

ومنذ اغتيال إسماعيل هنية في طهران، تثار التكهنات حول الانتقام الإيراني، وجاء انفجار أجهزة النداء وأجهزة اللاسلكي التي استهدفت عناصر حزب الله، وأصابت السفير الإيراني في بيروت، في خضم هذه التكهنات.

ووصف بعض أنصار الحكومة هذه التصريحات بأنها "مزاعم كبيرة"، تتطلب تأكيدا أو نفيا من الجهات الرسمية، بينما اتهم آخرون خضاب بالسعي لجذب الانتباه من خلال قوله "أنا أعلم" من دون تقديم أدلة.

يشار إلى أن تلفزيون "عصر" على الإنترنت هو شبكة "خاصة" تحت إشراف "مقر قرب"، أحد مقرات الحرس الثوري، والذي أُسِّس بالتعاون مع "المنظمة الإعلامية الفنية أوج".

وفي فبراير 2018، نفذت عناصر تابعة للموساد عملية سرقة أرشيف إيران النووي في منطقة "تورقوز آباد" بالقرب من العاصمة طهران، واستولت على آلاف الوثائق والخرائط والأقراص المدمجة من خزائن في مستودع تابع للبرنامج النووي الإيراني.

واُغْتِيل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، وفي مقدمتهم أب البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده في ديسمبر 2020 في منطقة "آبسرد" شرق طهران، لكن المسؤولين الإسرائيليين لم يعترفوا بأي عملية اغتيال إلا عملية سرقة الوثائق.