* براندون لويس رئيساً لحزب المحافظين

* ماي تسعى إلى إتمام تعديلاتها الحكومية بعد انطلاقة مرتبكة

* استطلاع: نصف البريطانيين يعتبرون ماي غير قادرة على "مفاوضات بريكست"



لندن - كميل البوشوكة، وكالات

تنهي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تعديلاتها الحكومية مستهدفة حقائب دولة يتوقع أن تملأها بوزراء من خلفيات متنوعة من الشباب والنساء، بعد انطلاقة شابتها الفوضى، فيما تتعرض لضغوط للحفاظ على التوازن بين المعارضين والمؤيدي لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى "بريكست". ومن المتوقع ان تقرر الحكومة الجديدة دون تأخير موقفها من "بريكست" استعداداً لاستئناف المفاوضات مع بروكسل فى يناير حول الفترة الانتقالية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وبشأن العلاقات التجارية المستقبلية بين الجانبين، في مارس المقبل.

وبدأت رئيسة الوزراء البريطانية قبل يومين تعديلات وزارية واسعة سعياً الى إعطاء زخم جديد لحكومتها التي أضعفتها سلسلة فضائح، أثناء عام حيوي لمفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وبدأت رئيسة الوزراء تعديل فريقها الحكومي دون المس بالحقائب من الوزن الثقيل ولا تعديل التوازن بين أنصار الانفصال القاطع لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبي "بريكست" ومؤيدي صيغة ألطف.

وسعت ماي عبر التعديل إلى انطلاقة جديدة لكن خططها اصطدمت برفض وزيرين مغادرة منصبيهما في يوم اعتبرته الصحافة البريطانية "فوضوياً".

لم تبد الصحافة تعاطفا مع رئيسة الوزراء، فوصفت صحيفة "ذا صن" يومها الأول في جهود التعديل بالـ"فوضى" واعتبرته "الغارديان" "معمعة" فيما انتقدت "التايمز"، "تعديلاً فوضوياً". ورأت صحيفة ديلي تلغراف أن "آمال تيريزا ماي بتعزيز سلطتها من خلال هذا التعديل أحبطت".

ويعود ذلك إلى سجال مع وزيرين، أولهما جيريمي هانت الذي تمسك بحقيبة الصحة بعدما أرادت ماي تكليفه المؤسسات، ما اقنعها بإبقائه في منصبه. اما وزيرة التعليم جاستين غرينينغ فرفضت تعديل حقيبتها مفضلة الاستقالة من الحكومة. وأفاد مصدر في داوننغ ستريت بان "رئيسة الوزراء اصيبت بخيبة أمل لكنها تحترم قرارها غرينينغ بمغادرة الحكومة".

لكن اليوم برمته لم يبدأ على خير، مع تسرع الحزب المحافظ في تهنئة كريس غريلينغ على تعيينه رئيسا للحزب، قبل ان يمحو التغريدة بعد اختيار براندون لويس للمنصب. وسيتولى لويس كذلك منصب وزير دولة بلا حقيبة بدلاً من باتريك مكلافلين.

وشكل يوم الاثنين "يوماً مرهقاً" لرئيسة الوزراء البريطانية، وفق ما ذكرت صحيفة "ليكسبريس".

وفي النهاية بقي أبرز اعضاء الحكومة في مناصبهم، وهم وزراء الخارجية والداخلية والمال والدفاع والتجارة و"بريكست".

وحتى رئيسة مجلس العموم اندريا ليدسوم المكلفة العلاقات بين النواب والحكومة، بقيت في منصبها رغم النكسة التي ألحقها البرلمانيون بتيريزا ماي في 13 ديسمبر حين صوت 11 نائبا محافظا مع المعارضة ليفرضوا إجراء تصويت في البرلمان على بنود اتفاق بريكست النهائي.

وتوالت الانتقادات من معسكري المعارضة والمحافظين على حد سواء. وعلق الوزير المحافظ السابق غرانت شابس لشبكة "بي بي سي" "من الواضح ان هذا التعديل لم يعكس أداء متقن التنفيذ"، فيما اعتبر النائب المحافظ نيكولاس سومز في تغريدة "لا أريد أن أبدو قليل التهذيب أو قليل الوفاء لكن سيترتب إجراء تحسين كبير على التعديل غداً".

وفي جميع الأحوال يبدو هامش المناورة لدى ماي محدوداً مع قرب استئناف مفاوضات بريكست مع الاتحاد الأوروبي، مع اضطرارها إلى مراعاة التوازن بين أنصار بريكست قاطع أو ناعم في التشكيلة الحكومية.

وسبق أن استبدلت رئيسة الوزراء البريطانية ثلاثة من وزرائها في غضون أسابيع في أواخر 2017، آخرهم نائب رئيس الوزراء داميان غرين إثر فضيحة جنسية.

وحل محله ديفيد ليدينغتن الذي كان مكلفا حقيبة العدل، وهو مؤيد لأوروبا سيتولى مهمة دعم رئيسة الوزراء والحكومة.

وعلى الرغم من الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي على المضي بمباحثات الانفصال البريطاني صوب مناقشة اتفاق انتقالي والتجارة في المستقبل، تعرضت ماي لانتقادات في الداخل بسبب توجهاتها بشأن الرعاية الصحية والإسكان والنقل ومغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

وانتقد حزب العمال البريطاني ماي لدورها غير الواضح تجاه وزارة الصحة، حيث يعتقد حزب العمال أنها لا تولي اهتماماً كافياً للملف الصحي في المملكة المتحدة. في حين كان حزب العمال خلال فترة حكم توني بلير وغوردون براون مهتماً بشكل كبير بالرعاية الصحية في بريطانيا.

من ناحية اخرى، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أو.آر.بي ونشرت نتائجه أن نصف الناخبين البريطانيين يعتقدون أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي غير قادرة على الخروج بالاتفاق الصحيح للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وهناك تقارير أيضاً عن أن حزب ماي قد يخسر أعضاء في الوقت الذي ينعم فيه حزب العمال، وهو حزب المعارضة الرئيس، بمستويات تأييد قياسية وهو ما يرجح للبعض أنه في طريقه للفوز في انتخابات جديدة من المقرر أن تجرى في عام 2022.

وفي مواجهة هذا، عينت ماي اثنين من حزب المحافظين يحظيان بشعبية ليشغلا منصب رئيس الحزب ونائبه وهما وزير الهجرة براندون لويس وعضو البرلمان جيمس كليفرلي.

وقال لويس "46 عاماً" وهو أحد من أيدوا زعامة ماي في عام 2016، في بيان "أتطلع إلى العمل مع جموع الأعضاء المتفانين والمتطوعين في أنحاء البلاد والفريق الممتاز في مقر حملة المحافظين مع تطلعنا للانتخابات هذا العام وما بعده".

ورحب بترقيته الكثيرون في الحزب ممن كانوا قد انتقدوا الرئيس السابق باتريك مكلولين بسبب فشله في توسيع دائرة شعبية الحزب والإعداد لانتخابات يونيو.

ورغم الانتقادات أبدى الرئيس الجديد للحزب المحافظ الايجابية متحدثاً عن "انضمام مواهب جديدة" و"هبوب نسمة جديدة" مع التعيينات المرتقبة الثلاثاء.

وتوسطت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجدد من وزراء حكومتها ونواب زعيم حزب المحافظين أمام المصورين ووسائل الإعلام خارج مقر الحكومة البريطانية في شارع داوننغ ستريت بلندن بعد التعديل الوزاري.

وكانت خسارة ماي الرهان في الانتخابات العامة قد أدت إلى فقدان حزب المحافظين لأغلبيته البرلمانية وإضعاف مركزها، ما دفعها إلى التفكير في تعديل وزاري تأمل من خلاله إعادة الحيوية لجدول أعمال الحكومة الذي تضرر جراء الانقسامات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقرار لم يتسم بالحكمة بإجراء انتخابات عامة العام الماضي.

وكان يتوقع أن تحتفظ ماي بالأسماء الثقيلة في فريقها الوزاري، مثل وزراء المالية والخارجية والداخلية والوزير المسؤول عن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنها قد تعزز مواقع النساء والسود والشباب في محاولة لإسكات منتقدين قالوا إن حزبها يهيمن عليه الذكور والبيض وكبار السن.