* إيران تقرر حجب "تلغرام" مع استمرار التظاهرات المناهضة للحكومة

الأحواز - نهال محمد، وكالات

تتصاعد الاحتجاجات في الأحواز ضد السياسات القمعية الطائفية التي يمارسها نظام الحكم في إيران. ولليوم الخامس على التوالي استمر عرب الأحواز في المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الإيراني، ورددوا شعارات مناهضة لنظام "ولاية الفقيه".



وشهدت مختلف المناطق في الأحواز بما في ذلك عبادان وماهشهر وحميديه وشيبان وكوت عبد الله، تظاهرات ضد حكومة طهران.

وتجمع آلاف الأحوازيين في ساحل الخالدية بالأحواز العاصمة، وهتفوا بشعارات "أم الشهيد تنادي أحواز عز بلادي"، و"بالروح بالدم نفديك يا أحواز"، وغيرها من الشعارات المنددة بسياسات الحكومة الإيرانية في الأحواز.

وتحركت الحشود الجماهيرية الثائرة على النظام الإيراني نحو احتفالات النيروز التي يقوم بها المستوطنون اللور والفرس.

وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة الواقعة جنوب غرب إيران.

وعلى مدار الأيام الماضية، استخدمت قوات الأمن الإيرانية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق التظاهرات، واعتقلت العشرات من المتظاهرين، الذين يطالبون بالحقوق القومية لعرب الأحواز ووقف حملات القمع الأمني والتعذيب.

ويطالب المتظاهرون بحقهم في تعليم أطفالهم اللغة العربية، والعمل في المؤسسات البترولية الضخمة في مدنهم، وحقوق أخرى كثيرة.

وهذه التظاهرات ليست الأولى، لكنها تشكل نقلة نوعية في حجم وأسلوب الاحتجاجات.

وتتصاعد هذه الأيام بقوة حركة الشارع ويستغل المتظاهرون الليل لتكثيف نشاطاتهم في محاولة لإخفاء وجوه المشاركين لتحاشي المزيد من الاعتقالات.

وتزامناً مع انتفاضة سكان مدينة الأحواز في ساحل الخالدية، انتفض أبناء مدينة معشور في مركز المدينة بزيهم العربي، وظلوا يهتفون بشعارات مناهضة ضد الحكومة الايرانية. ووفقا لنشطاء مدنيين من الأحواز، فقد استخدمت قوات الأمن الإيرانية النار لتفريق الآلاف من المتظاهرين العرب في الأحواز.

ولا توجد معلومات دقيقة حول المصابين والمعتقلين، إلا أن مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أن القوات الإيرانية تطلق النيران الحي بشكل مكثف في الهواء بهدف القمع وتخويف الناس.

وانتشرت الاحتجاجات في الأحواز خاصة في الأحواز العاصمة، ومعشور، والفلاحيه، والخلفية، والخفاجية، والحميدية، وعبادان، والتي انطلقت في منطقة الزوية في الأحواز العاصمة، ومدينة الفلاحية منذ الثلاثاء الماضي، بسبب إهانة التلفزيون الإيراني الحكومي للقومية العربية واستمرار سياسات التمييز والتهميش ضدهم.

وقال أحد الناشطين لـ"الوطن" إن "الحكومة الإيرانية تتعمد إذاعة مثل تلك البرامج من أجل إنكار وجود العرب في ارضهم التاريخية وهذه سياسة تمييزية ضد عرب الأحواز، والحكومة الإيرانية تواصل خطتها لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز لصالح المستوطنين".

وتداول ناشطون مقاطع عبر مواقع التواصل لحشود غفيرة من الجماهير العربية وهم يهتفون في مدينة شيبان بشعار "بالروح بالدم نفديك يا أحواز".

وفي عبادان جنوب الإقليم، خرج المئات في مسيرة تجوب شارع الأمير وسط المدينة وهم يهتفون ضد الأقلية المهاجرة التي تتحكم بمقدرات الإقليم بدعم الحكومة المركزية وحرمان العرب من أبسط الحقوق.

أما في معشور الواقعة على شمال الخليج العربي، فندد المتظاهرون باستمرار إهانة العرب في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية هتفوا "أنا عربي وأفتخر".

من جهتها، نددت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية باعتقال 12 شخصاً خلال الاحتجاجات، بينهم 3 نساء، واستنكرت قمع المظاهرات السلمية لعرب الأحواز وإطلاق النار على المتظاهرين وإلقاء القنابل المسيلة للدموع على مسيرة في حي كوت عبدالله جنوب غرب مدينة الأحواز.

وانتقدت المنظمة الإجراءات التعسفية من قبل السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين العرب، داعية في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين والسماح للمحتجين باستخدام حقهم في التجمع السلمي.

وتقول المنظمة إن "هذه المظاهرات تأتي تنديداً بالعنصرية ورفضاً لسياسات التهميش والإقصاء ومحاولات تغيير ديمغرافيا المنطقة لصالح المهاجرين في إطار مخطط حكومي لتحويل العرب من أغلبية إلى أقلية في موطنهم".