الأحواز - نهال محمد، وكالات

شيّع أهالي مدينة كازرون التابعة لمحافظة فارس جنوب إيران، الأربعاء، 3 أشخاص قتلوا بنيران قوات الأمن الإيرانية خلال المظاهرات التي خرجت الأربعاء الماضي، وقمعها رجال الأمن، فيما أصيب نحو 6 أشخاص، واعتقلت السلطات الإيرانية نحو 100 محتج.

وقالت وكالة فارس للأنباء "تجمع عدد من الناس للاحتجاج على قرار اتخذه مسؤولون محليون لتقسيم بعض أحياء كازرون ودمجهم في مدينة جديدة"، فيما ذكر تقرير لجماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة أن "الاحتجاج كان سلميًا، لكن قوات الأمن والشرطة أطلقت النار على المتظاهرين".



وقالت وسائل إعلام معارضة إن "مراسم التشييع تحولت إلى احتجاجات مناهضة للحكومة رفع خلالها المشيعون شعارات تصف السلطات بالقمع".

وأضافت أن "الآلاف من أهالي مدينة كازرون شيعوا ثلاثة من الشبان الذين لقوا مصرعهم خلال مشاركتهم بالاحتجاجات المناهضة لقرار الحكومة بتقسيم المدينة إلى قسمين وضم بعضها إلى محافظة فارس وقسم منها إلى بوشهر".

وذكرت وكالة أنباء الطلبة "إيسنا"، أن "الضحايا الشبان هم علي محمديان آزاد، وهادي جهان تاب، وأمير رضا يوسفيان، تم دفنهم في مقبرة الشهداء".

في سياق متصل، قالت قناة "صوت الشعب" الداعمة للاحتجاجات في إيران، إن المشيعين رفعوا شعارات مناهضة للحكومة، مطالبين القضاء بالقصاص من رجال الأمن الذين وصفوهم بالمجرمين.

وقال ناشط في تنظيم احتجاجات كازرون للقناة، رفض الكشف عن هويته خوفاً من الملاحقة "لن نتراجع وسوف نبقى على طريق إخواننا الشهداء الذين رفضوا الذل والهوان أمام بطش السلطة".

يذكر ان احتجاجات كازرون هي الثالثة منذ نهاية ديسمبر الماضي، بينما احتج الناس في أكثر من 80 مدينة في إيران على سياسة النظام الإيراني، وكان الحدث الثاني في الأحواز في مارس 2018، حيث انتفضت عدة مدن احوازية ضد سياسة نظام الملالي.

وقالت وزارة الداخلية الايرانية "إن المظاهرة في كازرون هي مؤامرة من جانب المعارضة وأعداء إيران لزعزعة استقرار النظام". وأضاف تقرير وزارة الداخلية أن "أولئك الذين يريدون إثارة الفوضى وإلحاق الضرر بالأمن القومي سيتم مواجهتهم بشكل قاطع".

وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان إن "العديد من المتظاهرين تجمعوا خارج مركز للشرطة في مدينة كازرون السبت الماضي، وورد أن "المتظاهرين تعهدوا بعدم المغادرة حتى يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين".

وأشار تقرير اللجنة الوطنية للديمقراطية الإيرانية إلى أن "القوات الإيرانية أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص ضد المتظاهرين السلميين، لكن المتظاهرين استمروا في الاحتجاج في مدينة كازرون مطالبين بالإفراج عن المعتقلين ووقف فوري لسياسة السلطات المحلية لتقسيم المدينة".

وأضاف تقرير اللجنة الوطنية الديمقراطية "امتدت الاشتباكات في معظم أنحاء المدينة، بما في ذلك شوارع الثورة، حميدي وفلسطين".

وتقع مدينة كازرون منتصف الطريق الرابط بين محافظتي شيراز وبوشهر جنوب البلاد، وتشهد احتجاجات منذ عدة أشهر ضد قرار حكومي بتقسيم المدينة.

وتبعد محافظة كازرون عن شيراز نحو مركز إقليم فارس حوالي 145 كم، ويبلغ عدد سكانها نحو 227 ألفاً في إحصائيات رسمية إيرانية نشرت العام الماضي.

وتعاني المدينة من الفقر والبطالة، حيث ارتفعت نسبة البطالة في المدينة من 19 % إلى 30 %.

ويعتمد اقتصاد كازرون على الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة، وأهم المنتجات هي، القمح والحمضيات والقطن والكراث والمنتجات الحيوانية.