* الرئيس الأمريكي يقيم مأدبة إفطار لسفراء عدد من الدول الإسلامية

واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وللمرة الأولى سفراء عدد من الدول الإسلامية على مأدبة إفطار في البيت الأبيض.



وخلافا للتقاليد الرئاسية الأمريكية، لم يدع ترامب في السنة الأولي من ولايته 2017، إلى إفطار العام الماضي.

وحضر الإفطار الأربعاء أكثر من 50 مدعوا بينهم سفراء ودبلوماسيون عرب.

وقال ترامب "لكل منكم ولمسلمي العالم اجمع: رمضان مبارك". وتحدث عن "علاقات الصداقة والتعاون المتجددة مع شركائنا في الشرق الأوسط".

وتشهد العلاقات بين ترامب ومسلمي الولايات المتحدة توترا منذ أن اقترح الرئيس في بداية ولايته إغلاق حدود الولايات المتحدة موقتاً أمام المسلمين.

وساهمت حوادث أخرى في تزايد التوتر بينها اتهامات وجهها ترامب إلى رئيس بلدية لندن المسلم صديق خان بالتقليل من خطر الإرهاب.

وقالت منظمات عديدة للمسلمين في الولايات المتحدة أنها لا تنوي المشاركة في إفطار الأربعاء.

وخلال الإفطار، تظاهر عشرات الأشخاص أمام البيت الأبيض رافعين لافتات كتب عليها "لا لمنع دخول المسلمين"، في إشارة إلى قرار ترامب منع دخول مواطني عدد من الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة.

وقال بلال عسكريار أحد المتظاهرين "انه النفاق بعينه، إن يقوم ترامب بمنع المسلمين "من دخول الولايات المتحدة" من جهة ومن جهة أخرى يدعو دبلوماسيين إلى البيت الأبيض لتناول الإقفطار معهم". ودان "خطاب الكراهية" الذي يعتمده ترامب.

ونظم الناشطون احتجاجاً بعنوان "ليس إفطار ترامب" - في حديقة على الجانب الآخر من البيت الأبيض. وقال البعض إن سياسات الرئيس كانت تنفر المسلمين الأمريكيين لدرجة أن القليلين كانوا سيقبلون دعوته لتناول إفطار رمضان بالبيت الأبيض.

وقال ترامب متحدثاً "في تجمعنا هذا المساء نكرم التقليد المقدس لواحدة من أديان العالم العظيمة". وأضاف أن "رمضان هو احتفال برسالة سلام خالدة وواضحة ومحبة، هناك حب كبير، إنه شهر عظيم، هناك الكثير من الأصدقاء، والكثير من الأصدقاء العظماء".

وجرت العادة أن يستضيف الرؤساء الأمريكيون من كلا الحزبين بانتظام إفطارات رمضانية خاصة في تقليد يعود إلى إدارة بيل كلينتون. وقد تمت دعوة مسلمين أمريكيين بارزين وكذلك دبلوماسيين من دول ذات غالبية مسلمة.

لكن ترامب تخلى عن تقليد الإفطار في سنته الأولى في المنصب. ولم يكن القرار مفاجئاً تماماً نظراً لتصريحاته المعادية في كثير من الأحيان عن الإسلام.

وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة ، تحدث ترامب غالباً عن الدين الإسلامي في سياق الأعمال الإرهابية التي قام بها عدد قليل من أتباعه، وفي إحدى المرات في مقابلة مع "سي إن إن" قال ترامب "أعتقد أن الإسلام يكرهنا".

وزعم ترامب زوراً أن المسلمين الأمريكيين في نيوجيرسي احتفلوا بهجمات 11 سبتمبر 2001. كما اقترح منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة كطريقة لخفض الإرهاب.

وفي أثناء وجوده في منصبه، فرض ترامب حظر سفر يستهدف الأشخاص من البلدان، ذات الأغلبية المسلمة. ويعرف ان بعض مساعدي ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، لهم صلات بجماعات يعتبرها الكثير من المسلمين جماعات تكن كراهية للإسلام، وغاب الاثنان عن دعوة إفطار الأربعاء بالبيت الأبيض.

وقال ناشطون أمريكيون إنهم لم يكونوا على علم بأي شخص في مجتمعهم تمت دعوته إلى العشاء في البيت الأبيض. وقال البعض إنهم كانوا سيرفضون الدعوة بسبب الكيفية التي ظل يشكك بها ترامب في ولائهم للولايات المتحدة.

وقال بلال أسكاريار، الذي ساعد في تنظيم الإفطار المضاد "لا أحد في المجتمع المسلم يستطيع أن ينظر إلى أفعاله ويظن أنه صديق"، وأضاف "هذا رجل يعاملنا كما إننا لا ننتمي للمجتمع الأمريكي".

ولم يقم البيت الأبيض بإعلان قائمة الضيوف على الفور، لكن في بيان قبل العشاء، أشار إلى أن المدعوين كانوا إلى حد كبير مسؤولين أجانب.

وقال البيت الأبيض "الإفطار هو أحد الاحتفالات الدينية في رمضان، وغالبا ما يتم عمله كتقليد حميم، حيث يتجمع الناس لتناول الإفطار".

وشكر ترامب، في كلمته، العديد من كبار مساعديه على حضورهم، بما فيهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير النقل إيلين تشاو ووزير الخزانة ستيفن منوشين. وكان صهره ومستشاره جاريد كوشنر حاضراً أيضاً.

وكان الإمام المدعو للصلاة أثناء حدث البيت الأبيض هو داود عبد العزيز أغبر، وهو ضابط برتبة ملازم في الجيش الأمريكي.

في الوقت الذي ينظر فيه إلى ترامب بمستويات عالية من الشكوك على نحو غير معتاد من قبل المسلمين الأمريكيين ، فإن حفلات الإفطار التي كانت تعقد في البيت الأبيض كثيراً ما جلبت مشاعر مختلطة إلى المجتمع الديني.

فقد كان غزو الرئيس جورج دبليو بوش للعراق واستخدام الرئيس باراك أوباما للطائرات دون طيار من بين القضايا التي أزعجت الكثير من المسلمين الأمريكيين، وتعرض البعض لانتقادات بسبب حضوره احتفالات البيت الأبيض.

وبينما كان ترامب يتناول افطار رمضان مع ضيوفه الأربعاء ، تجمع العشرات من المسلمين بالإضافة إلى الحلفاء من غير المسلمين في احتجاجات على البيت الأبيض.

وكان المجتمعون يحملون لافتات ورددوا هتافات، "قلها بصوت عالٍ، قلها بوضوح: المسلمون مرحب بهم هنا!".