* النظام الإيراني يمارس تمييزاً عنصرياً ممنهجاً ضد عرب الأحواز

* 7 عرب من أصل 4 آلاف بشركة تنقيب نفط في الأحواز بنسبة 0.00175 %

* حكومة طهران تنفذ مشروعات نفطية تضر بالبيئة والصحة في الإقليم العربي



الأحواز - نهال محمد

كشفت مصادر أحوازية أن "النظام الإيراني يخطط لإقامة مشروعات نفطية جديدة تؤثر بشكل مباشر على البيئة والصحة في إقليم الأحواز العربي، الأمر الذي يؤدي إلى تنفيذ عملية تهجير قسري تطال عشرات الآلاف من العرب في الإقليم"، مشيرة إلى أن "النظام الإيراني يمارس تمييزا عنصريا ممنهجا ضد عرب الأحواز"، مستشهدة "بتوظيف 7 عرب فقط من أصل نحو 4 آلاف في إحدى شركات التنقيب عن النفط في الإقليم العربي بنسبة تبلغ نحو 0.00175 %".

ووفقا لمصادر موثوقة بمدينة الفلاحية، جنوب غرب الأحواز، بدأ النظام الإيراني العمل على تدشين مشروعات نفطية جديدة تؤثر على البيئة والصحة في قرية المنصورة في مدينة الفلاحية في الأحواز. وقال مصدر من مدينة الفلاحية إن هذه المشاريع ستؤدي إلى مصادرة الأراضي الزراعية للعرب في المنطقة، وستدمر البيئة لاسيما مياه الأنهار وهور الفلاحية في منطقة الدورق.

وأضاف المصدر الأحوازي أن "هذا النوع من النفط "النفط الأخضر" تم اكتشافه في قرية المنصورة في مدينة الفلاحية منذ عامين"، مضيفا أن "النظام الإيراني يريد مصادرة الأراضي الزراعية دون دفع تعويضات لمالكي الأراضي، الأمر الذي يفاقم مشكلات البطالة والتهميش والعزلة والفقر بين المواطنين الأحوازيين في الفلاحية".

ووفقاً لمصادر محلية، فإن المواطنين في الأحواز - الإقليم الذي يعد أحد أغنى الأراضي في الشرق الأوسط وإيران لاسيما في موارد النفط والغاز الطبيعي - يحتجون دائما على سياسة النظام التي تسببت في تلوث كبير في الإقليم وفشل السلطة الإيرانية في حل الأزمة.

وبدأ النظام الإيراني حاليا، بدلاً من حل الأزمات السابقة في الأحواز، مشروعًا جديدًا سيدمر البيئة مثل هور الفلاحية وسيسبب زيادة في الأمراض في مدينة الفلاحية في الأحواز.

وتقع الأحواز العربية بين جبال زاغروس والحدود العراقية، وهي جوهرة في منطقة الخليج العربي القاحلة. ويدعم عدد من الأهوار والأنهار الكبيرة مجموعة متنوعة من الأسماك والثدييات والطيور المهاجرة، بما في ذلك العديد من الأنواع المهددة بالانقراض.

وتشير تقارير إلى أن النظم الإيكولوجية للأراضي الرطبة مهمة للبشر، فهي توفر الغذاء والمياه العذبة والمستخلصات الطبية والمواد الوراثية. ويعتمد المواطنون الأحوازيين على المياه والسهول الخصبة في معيشتهم. لذلك، فإن السياسة الإيرانية الجديدة في الفلاحية سوف تتسبب في تدمير جميع المكونات الاجتماعية من خلال نشر الفقر والتلوث والعزلة والهجرة والتغيير الديمغرافي في المنطقة.

ويسعى النظام الإيراني إلى تدمير الإقليم العربي فيما يسجل نسبة كبيرة من التلوث سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي بفعل سياسات حكومة طهران. وتعد مدينة الأحواز، الأكثر تلوثاً في العالم مع زيادة كبيرة في الأمراض السرطانية المرتبطة بتلوث الهواء والماء. ويخشى المواطنون الأحوازيون في مدينة الفلاحية من سياسة النظام الإيراني بتنفيذ مشروع النفط الجديد في المدينة.

وعلى الرغم من أن الأحواز غنية بالموارد الطبيعية، فإن المواطنين العرب يعانون من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي الشديد، ويسجل الإقليم العربي أعلى معدلات الفقر في إيران، كما أن به مستويات عالية من تلوث المياه والهواء. وتحيط المنشآت النفطية المدن الأحوازية وتخنقها بإطلاق مواد سامة وملوثات في الهواء. ووفقا لمصادر محلية من الأحواز، فإن نسبة البطالة بين الأحوازيين العرب زادت إلى نحو 40٪، فيما يتعرض العرب للتمييز بشكل منهجي عندما يتعلق الأمر بالتوظيف. وعلى سبيل المثال، يعمل نحو 7 أفراد فقط في إحدى شركات تنقيب النفط التي تعمل في الأحواز، من بين نحو 4 آلاف موظف يعملون في المؤسسة النفطية، 0.00175 %، وفقا لمصادر أحوازية.

من جانبه، قال أحد سكان مدينة الفلاحية في تصريحات لـ "الوطن" أن "الحكومة الإيرانية تحتاج فقط إلى نفطنا، فهي تضخ النفط في أسرع وقت ممكن وتحول مدينتنا إلى مصنع متسخ لا يهتم بحياة الأطفال والرجال والنساء". وأضاف المصدر الأحوازي أنه "بعد تخفيف العقوبات في عام 2015، زاد النظام الإيراني صادراته النفطية مع العديد من الدول". وتجدر الإشارة إلى أن 90 % من إجمالي صادرات النفط الإيرانية مصدرها إقليم الأحواز.

وأشار المصدر الأحوازي إلى أن "مشروع النظام الإيراني الجديد في قرية المنصورة في مدينة الفلاحية سيؤدي إلى تهجير أكثر من 30 ألفا من سكان الريف في الفلاحية من قراهم بسبب الفقر ومصادرة الأراضي والتلوث، الأمر الذي يؤدي إلى عملية تهجير قسري في الإقليم العربي".