العربية

على الرغم من مرور أشهر طويلة على ظهور فيروس كورونا المستجد حاصداً ملايين الأرواح حول العالم، بقي السؤال الأهم كامناً في مصدر الوباء ومن أين أتى؟!.

فقد بقي هذا السؤال دون جواب، مترنحاً بين صد ورد حول تورط مختبر ووهان بخلق الفيروس، أم أن صدفة ما أ وجدته.

والجديد اليوم أن دعا كبير المستشارين الطبيين في أميركا، قائد المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية منذ عام 1984، الدكتور أنتوني فاوتشي الاثنين، إلى مزيد من التحقيق في أصول كورونا، متراجعاً بذلك عن رفضه لفرضية تسرب الفيروس من مختبر ووهان العام الماضي.

"لم أكن متأكداً"!

وقال البروفيسور المشهور، إنه لم يكن متأكداً عندما أجاب على سؤال صحافي عما إذا كان لا يزال واثقا من ظهور كوفيد19، بشكل طبيعي، فأجاب حينها قائلا: "لا ، في الواقع. ... لا ، لست مقتنعاً بذلك. أعتقد أنه يجب علينا مواصلة التحقيق في ما حدث في الصين حتى نكتشف بأفضل ما في وسعنا ما حدث بالضبط" .

وأضاف: "بالتأكيد ، يقول الأشخاص الذين حققوا في الأمر إنه من المحتمل أن يكون ظهر في الحيوانات ثم بعد ذلك أصاب الأفراد، ولكن ربما كان شيئًا آخر".

وقبل سنة من اليوم، سخر فاوتشي من احتمال أن يكون كورونا قد تسرب من المختبر، وجادل بأن تطور الفيروس في الخفافيش يميل بشدة جداً إلى أنه لم يكن من الممكن التلاعب به بشكل مصطنع أو متعمد، وبالطريقة التي تطورت بها الطفرات بشكل طبيعي.

كما أضاف أن عدداً من علماء الأحياء المؤهلين للغاية قالوا إن كل شيء يتعلق بالتطور التدريجي بمرور الوقت يشير بقوة إلى أن الفيروس تطور بشكل طبيعي.

جدل عالمي بشأن المصدر

يشار إلى أنه وفي ربيع العام الماضي 2020، بدأ بعض المسؤولين الأميركيين في رؤية وجمع أدلة على نظرية مختلفة، وربما أكثر إثارة للقلق - مفادها أن تفشي المرض كان له صلة بأحد المختبرات في ووهان المختصة في أبحاث حول فيروسات الخفافيش.

كما أشارت وزارة الخارجية حينها إلى أن الحكومة الصينية تسترت على مشاريع بحثية سرية قام بها معهد ووهان مع الجيش الصيني.

وكانت بكين أعلنت في بداية الأزمة أن الوباء انتشر من سوق المأكولات البحرية في ووهان، ليظهر ضعف الرواية خلال أواخر الشتاء الماضي، كما اعترفت المراكز الصينية لمكافحة الأمراض بأن ليس لديها أي فكرة عن كيفية بدء تفشي المرض، لتتحول الأزمة إلى قضية عالمية.

ومع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم، زاد الجدل الحكومي الداخلي في واشنطن حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة نشر المزيد من المعلومات حول ما تعرفه عن المختبر وعلاقته المحتملة بتفشي المرض.

فريق من الصحة العالمية ونتائج..

إلى أن طالب 26 عالماً من دول عدة، منظمة الصحة العالمية بإطلاق تحقيق حول فيروس كورونا بعد الإعلان عن تراجع في نشر التقرير حول نتائج التحقيق في أصل الوباء، ووصل الفريق المعني أوائل فبراير/شباط الجاري إلى منشأة للطب البيطري في مدينة ووهان في وسط الصين بحثا عن أدلة بشأن منشأ جائحة كوفيد-19، كما طلب "بيانات مفصلة" وخططا للحديث مع الأطباء الذين تعاملوا مع المرض وعدد من أوائل المرضى الذين تعافوا من كورونا.

فخلص بعدها التقرير إلى أن الفيروس التاجي ربما ظهر في الخفافيش قبل أن يصل إلى البشر من خلال حيوان وسيط، مؤكداً عدم وجود أدلة كافية لتحديد الأنواع أو لتحديد مكان انتشار الفيروس من الحيوانات لأول مرة.

وأشار إلى وجود تلوث واسع النطاق بسارس-كوف-2 في سوق هونان بووهان، لكنه لم يتمكن من تحديد مصدر هذا التلوث.