رويترز


دافعت الصين عن "دبلوماسية الذئب المحارب" التي تنتهجها، معتبرة أنها تشكل "دفاعاً مبرراً" ضد هجمات تتعرض لها من الغرب، في محاولة لاحتوائها.

ووصفت وكالة "رويترز"، تلك الدبلوماسية بأنها "موقف عدواني وخطر في أحيان كثيرة"، يعتمده الصينيون منذ عام 2020.

وأضافت أن الدبلوماسيين الصينيين يشنّون هجمات لفظية بما في ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي المحظورة في بلادهم، مثل تويتر وفيسبوك، على الولايات المتحدة ودول أخرى، معتبرين أنها تعمل ضد مصالح الصين. وهذه تكتيكات تُسمّى دبلوماسية "الذئب المحارب"، تيمّناً بأفلام وطنية صينية.


وقال السفير الصيني لدى فرنسا لو شاي: "في نظر الغربيين، دبلوماسيتنا هجومية وعدوانية، لكن الحقيقة هي أنهم ينتهجون موقفاً هجومياً وعدوانياً. ما نفعله هو مجرد دفاع مبرّر، لحماية حقوقنا ومصالحنا".

"إخف قوتك وانتظر وقتك"

وأضاف لو شاي في حديث لموقع Guancha.cn الموالي لبكين، أن الأسلوب الدبلوماسي السابق للصين، المتمثّل في "إخف قوتك وانتظر وقتك"، المنسوب إلى الزعيم السابق دينغ شياو بينغ، كان ضرورياً آنذاك، لأن البلاد لم تكن تحتاج لفعل عكس ذلك، أو لم تكن تملك القوة اللازمة لفعله.

واستدرك أن على بكين أن تحوّل أسلوبها الدبلوماسي، بحيث "تُحدث فرقاً"، بعدما أصبحت أكثر قوة، ومع "عزم الغرب على كبح نموّها".

وتابع: "لا يمكننا أن نعامل أنفسنا مثل طفل عمره 3 سنوات، بعدما كبرنا الآن لنصبح (شخصاً) طوله 1.8 متر. حتى عندما لا ترغب في أن تكون هدفاً لآخرين، فسيستهدفونك".

وذكرت "رويترز"، أن الحكومة الفرنسية استدعت لو شاي العام الماضي، بعد انتقاده أسلوب تعاملها مع فيروس كورونا المستجد.

ونقلت الوكالة عن وانغ ون، وهو أستاذ في جامعة رينمين ببكين، قوله إن تصريحات السفير تشير إلى أن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ أخيراً، قادة الحزب الشيوعي إلى جعل الصين "محبوبة أكثر"، لا تعني أنها ستتراجع عن دبلوماسيتها الحازمة.

دعم أميركي لتايوان

في غضون ذلك، أفادت "رويترز" بأن نواباً أميركيين، ديمقراطيين وجمهوريين، سيطرحون مشروع قانون هذا الأسبوع، يسعى إلى تعزيز دعم الولايات المتحدة لتايوان، في إطار جهد بالكونغرس لانتهاج موقف متشدد في التعامل مع الصين.

وسيقدم النائبان، آيمي بيرا وستيف شابوت، أبرز الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في اللجنة الفرعية لآسيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، "قانون السلام والاستقرار في تايوان"، وهو إجراء لـ"دعم الفضاء الدبلوماسي، والاقتصادي، والمادي" للجزيرة.

وقال بيرا: "نأمل بأن نتمكن من تمرير أمر بتوافق الحزبين في مجلس النواب. أعتقد بأن هذا مجال نأمل بأن نتحدث فيه بصوت واحد".

ورجّح تضمين جزء كبير من مشروع القانون بشأن تايوان، في "قانون النسر"، وهو مشروع قانون شامل بشأن التعامل مع الصين، قدّمه الشهر الماضي النائب غريغ ميكس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.

"الغموض الاستراتيجي"

وأعربت وزارة الخارجية التايوانية عن شكرها للدعم الذي تتلقاه تايبه في مجلس النواب، مشيرة إلى أنها ستولي اهتماماً شديداً للتقدّم الذي سيحقّقه مشروع القانون.

وأقرّ مجلس الشيوخ الأميركي في 8 الشهر الجاري، "قانون الابتكار والمنافسة في الولايات المتحدة"، وهو بقيمة نحو 250 مليار دولار، لتعزيز قدرة البلاد على التنافس مع الصين، بما في ذلك تأمين دعم ضخم لقطاع أشباه الموصلات، ومعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وفق "رويترز".

وأشارت الوكالة إلى أن مشروع القانون بشأن تايوان في مجلس النواب، لا يروّج لتبديل الموقف الأميركي القديم، القائم على "الغموض الاستراتيجي"، رغم دعوات من بعض أكثر أعضاء الكونغرس تشدداً، لالتزام واضح بالدفاع عن تايوان إذا تعرّضت لهجوم صيني. وتعارض إدارة الرئيس جو بايدن تبديل هذا الموقف.