رغم إعلان إيران أولى حالات كورونا، في 19 فبراير/شباط 2020، فإن الفيروس كان أكثر فتكاً وأشد وطأة على الإيرانيين خلال 2021.

وجاء ذلك بعد تزايد أعداد الإصابات والوفيات وعدم قدرة المستشفيات في عموم البلاد على استقبال المزيد من المصابين بمضاعفات الفيروس.



وبدأت إيران تسجل أرقاما قياسية في أعداد الوفيات والإصابات، وصلت في بعض الأحيان إلى قرابة 800 حالة وفاة يوميا مع تسجيل أكثر من 50 ألف إصابة في الوقت ذاته.

تشكيك في الأرقام الرسمية

أرقام أربكت الكوادر الطبية والجهات الحكومية التي منعها المرشد "علي خامنئي" في البداية من استيراد اللقاحات الأجنبية خصوصاً من الولايات المتحدة وبريطانيا.

كما زاد تفشي متحور (دلتا) الخطير من الضغوط على الإيرانيين من الناحية الاقتصادية بسبب إجبار الحكومة على إغلاق المحال التجارية والشركات والمصانع والمدارس.

وخلال عام 2021 منعت السلطات الإيرانية السفر بين المحافظات وفرضت غرامات مالية على المخالفين، وفي أول يوم من يناير/ كانون الثاني 2021، سجلت إيران 114 حالة وفاة مع 6 آلاف و286 إصابة بالفيروس، ليرتفع العدد بعد ذلك يوماً بعد آخر.

وتبقى الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة الإيرانية محل تشكيك ورفض من قبل بعض المنظمات الطبية والكوادر الصحية التي تؤكد أن الأرقام الدقيقة ضعف هذا العدد وأكثر.

تفاقم الوضع الوبائي

وفي الأول من يناير/كانون الثاني 2021 كان العدد الكلي لوفيات الفيروس في إيران قد بلغ 55 ألفا و337 حالة، فيما بلغ عدد الإصابات مليونا و231 ألفا و429 مصاباً.

فيما بلغت الأرقام مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2021 أكثر من 6 ملايين و144 ألف حالة إصابة بينما بلغ عدد الوفيات الكلي 130 ألفا و446 شخصاً.

وخلال عام 2021، اضطر كيانوش جهانبور، المتحدث السابق باسم وزارة الصحة، إلى الاستقالة بعد قراءة "نكتة مريرة" حول الإحصائيات الصينية حول عدد الإصابات والوفيات بسبب كورونا، وذلك بعدما احتج السفير الصيني في طهران على تلك السخرية.

كما حصد فيروس كورونا خلال عام 2021 العديد من الشخصيات الإيرانية، من بينهم فنانون مثل: "علي رضا موسوي، ومصطفى حضرتي، وبيجن افشار، ومنصور نور بور، وعلي مراد خاني، وعلي سليماني وغيرهم".

وتعالت الأصوات في إيران ضد خامنئي بسبب منع استيراد اللقاحات الأجنبية وتمسكه بضرورة إنتاج لقاح إيراني الصنع واستخدامه، لكنه تراجع بعد عدة أشهر ليسمح لحكومة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي بالعمل على توفير اللقاحات اللازمة.

تدهور الاقتصاد

وتزامنت أزمة فيروس كورونا في إيران مع أوضاع اقتصادية سيئة للغاية نتيجة استمرار العقوبات وسوء الإدارة الداخلية وتأثيرات تفشي الفيروس، ما اضطر بعض الإيرانيين للخروج باحتجاجات شعبية تطالب برفع القيود من أجل توفير لقمة العيش.

ووفقًا لوزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الإيرانية، فقد ما يقرب من 13 ألف مرشد سياحي في إيران وظائفهم بسبب تفشي كورونا. وقال والي تيموري نائب وزير السياحة لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إنهم عاطلون عن العمل وليس لديهم تأمين".

في الوقت نفسه، لم توافق الحكومة الإيرانية على طلب وزارة التراث الثقافي والسياحة بتخصيص 3800 مليار تومان للتعويض عن الأضرار الناجمة عن تفشي كورونا والأضرار التي لحقت بالأعمال المتعلقة بصناعة السياحة.

المرأة الأكثر تضررا

أثر تفشي فيروس كورونا على جميع شرائح المجتمع الإيراني من زوايا مختلفة، لكن المجتمع النسائي، سواء ربات البيوت أو العاملات، وخاصة الأسر التي تعيلها سيدات، تعرضت لضغوط قاسية خلال هذه الفترة.

وتقول عالمة شكربيجي، عالمة الاجتماع وسكرتيرة مجموعة عمل الأسرة الصحية التابعة للحكومة الإيرانية، عن وضع المرأة ومشاكلها في حالة وباء كورونا: "لقد عانت النساء في ظروف كورونا معاناة مضاعفة فبالإضافة إلى المسؤوليات التي تتحملها في المنزل كزوجة وأم، هذه المرة قامت المؤسسة التعليمية أيضًا بنقل تعليم الأطفال إلى المنزل، مما تسبب في أن تكون المرأة معلمة أيضا، ما ضاعف واجباتها".

وأضافت شكربيجي "رغم أن الرجال يعاونون في بعض الأحيان، فإن النساء في أغلب الأحيان هن من يتكفلن بالبيت، وفي بعض الحالات تفقد المرأة مرونتها ليصبح المنزل مكانًا لإنتاج العنف تحت ذرائع مختلفة".

وتضيف عالمة الاجتماع الإيرانية: "نظرًا للوضع الحالي والمشاكل التي ظهرت بعد تفشي فيروس كورونا، يجب تحسين الإدارة الداخلية للمنزل من قبل الجميع، ويجب على كل فرد القيام بمهام محددة".

وتابعت: "لقد ازدادت الضغوط على النساء في فترة فيروس كورونا بشكل غير طبيعي وعلينا أن نمنع تصاعد مشاكل النساء في هذا الوقت بمزيد من الوعي".