أ ف ب + تلفزيون الشرق


أفاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن جميع الخيارات واردة لوقف إجراءات المحتجين على التدابير الصحية لمكافحة كوفيد19، والذين يقطعون الطرق بشاحناتهم، بما فيها الطرق المؤدية إلى الولايات المتحدة، ولكنه استبعد تدخل الجيش في الفترة الحالية.

وقال رئيس الوزراء الكندي في مؤتمر صحافي، مساء الجمعة: "لا نريد أبداً أن ننشر الجيش ضد السكان، إنه شيء يجب تجنبه بأي ثمن. إنه حل أخير".

وأضاف:" قبل هذا الحل الأخير، هناك كثير من الخطوات التي يجب أن نقوم بها، ونحن نقوم بها فعلاً، لذلك لم نصل بعد إلى استخدام الجيش"، موضحاً أنه سيسعى إلى اتباع نهج "تقدمي" يقوم على التدخل بقوات معززة من الشرطة.


وخاطب رئيس الوزراء المحتجين قائلاً: "إذا انضممتم إلى التظاهرات لأنكم سئمتم كوفيد19، فعليكم أن تفهموا الآن أنكم تخالفون القوانين، وأن العواقب تزداد خطورة".

ضغوط أمريكية

وإزاء الضغوط الأميركية لفتح الطرق مع كندا، والانتقادات الشديدة الموجهة في الداخل من المعارضة، علّق ترودو بأن "كل شيء مطروح على الطاولة لأن هذا النشاط غير القانوني يجب أن يتوقف".

وأضاف: "الحدود لا يمكن أن تبقى مغلقة، ولن تبقى كذلك"، مشيراً إلى أنه أكد هذا الأمر لنظيره الأميركي جو بايدن خلال محادثة هاتفية.

وفي واشنطن قالت الرئاسة الأميركية إن بايدن أعرب خلال المكالمة مع ترودو" عن قلقه من تعرّض الشركات والعمال الأميركيين لتداعيات خطرة، ولاسيما من ناحية تباطؤ الإنتاج وتقليص ساعات العمل وإغلاق المصانع".

دعت الولايات المتحدة كندا، الخميس، إلى استخدام "السلطات الفيدرالية" لفتح الطرق على حدود البلدين، وخصوصاً جسر أمباسادور الذي يربط بينهما.

وقالت الرئاسة الأميركية إن عدداً من الوزراء وكبار المستشارين الأميركيين، في مجال الأمن الداخلي والنقل، على اتصال منتظم بنظرائهم الكنديين كي يتم "سريعاً وضع حد" لأزمة تعطل الصناعة الأميركية.

انتقادات داخلية لترودو

يواجه ترودو انتقادات داخلية بأنه يحجم عن التحرك في هذه القضية بسبب حسابات سياسية، خصوصاً أنه مرشح للانتخاب مجدداً في يونيو المقبل.

ووفق وكالة "فرانس برس"، يحاول ترودو أن يلقي على كاهل السلطات الفيدرالية مسؤولية حل هذه الأزمة، لكن المعارضة لا تشاطره الرأي، وتطالبه بسرعة التحرك لحل هذه الأزمة، أو على الأقل طرح مقترحات لحلها.

قالت كانديس بيرغن، الزعيمة الموقتة لحزب المحافظين، إنه ينبغي لترودو أن "يتحرّك حتى يتوقف هذا الأمر سلمياً وسريعاً".

حالة طوارئ

من جهته قال دوغ فورد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو، حيث يقع جسر أمباسادور، في مؤتمر صحافي: "سنتخذ كل التدابير الضرورية لضمان إعادة فتح الحدود، وأقول لسكان أوتاوا المحاصرين، سنحرص على أن تكونوا قادرين على استئناف حياة طبيعية في أسرع وقت".

وأضاف: "سنفعل كل ما هو ضروري لوضع حد لهذا الوضع"، مطالباً المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم.

وتابع: "سنصدر بشكل طارئ أوامر تنص بوضوح على أن منع انتقال السلع والأفراد والخدمات على امتداد البنى التحتية الأساسية، هو أمر غير قانوني".

وإضافة إلى جسر أمباسادور، يغلق المحتجون طريقين رئيسين آخرين، أولهما في أيميرسون، ويربط مانيتوبا بداكوتا الشمالية، وثانيهما في مقاطعة آلبرتا.

يطالب المتظاهرون، وسط العاصمة الفيدرالية أوتاوا، منذ أسبوعين بالتراجع عن مختلف الإجراءات الصحية لمكافحة كوفيد19، كما قطعوا بعض طرق التجارة الرئيسية للضغط على الحكومة.

منذ الاثنين، أغلق المحتجون جسر أمباسادور الذي يشكل شرياناً تجارياً حيوياً يربط أونتاريو بمدينة ديترويت الأميركية، ويختصر أكثر من 25% من تجارة السلع بين الولايات المتحدة وكندا.