هل يتذكر المواطن الخليجي آخر حالة قطع كلي للكهرباء في بلده؟؟ أكاد أجزم بأنه ومنذ بدء التشغيل الفعلي لهـيـئـة الــربــط الـكـهـربـائـي لـــدول مجلس الـتـعـاون لــدول الخـلـيـج الـعـربـيـة التي أُسِّست عام 2001 انعدمت الانقطاعات الكهربائية الكلية جذريا في جميع دول مجلس التعاون. حيث دعمت الهيئة أكثر من ألفي حالة دعم كهربائي أسهمت في عدم حدوث أية انقطاعات كلية في الكهرباء.

يتحدث العالم أجمع الآن عن الأمن في مجال الطاقة والأمن المائي والغذائي، ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن دول الخليج العربي قامت بجهود جبارة عبر هذا المشروع الخليجي المتكامل والذي قام بتوفير الدعم والمساندة في مجال أمن الطاقة، بل وحقق لدول الخليج العربي وفورات اقتصادية تجاوزت الـ3 مليارات دولار أمريكي منذ إنشائها، حيث ساهمت في توجيه تلك الوفورات الاقتصادية نحو خطط التطوير الاقتصادي في الدول الأعضاء.

خلال الندوة المشتركة التي قام بها مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» بعنوان «آفاق الربط الكهربائي والخليجي»، بمشاركة نخبة واسعة من الخبراء الخليجيين في مجال الطاقة وعلى رأسهم سعادة المهندس أحمد بن علي الإبراهيم الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليجي، تحدث الإبراهيم عن دور الهيئة في تحقيق رؤية قادة دول المجلس بما يحقق الرفاه والنمو الاقتصادي من خلال دعم أمن الطاقة الكهربائية في خليجنا العربي، كما تحدث عن دور الهيئة في إعداد الدراسات حول معدلات استهلاك الطاقة ووضع الخطط التطويرية الملائمة لاستيعاب النمو المتزايد على الكهرباء سنوياً. وكذلك أعلن الرئيس التنفيذي عن هدف الهيئة بأن تصبح أول منظمة تحقق الربط الكهربائي بين 3 قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا من خلال مشاريعها المستقبلية للربط الكهربائي مع كل من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية للوصول إلى الرابط الإفريقي الأوروبي.

رأيي المتواضع

ندوة آفاق الربط الكهربائي الخليجي التي عقدها مركز «دراسات» جعلتني أشعر بالفخر والاعتزاز، وأشعر بالاطمئنان والأمان، أولاً لأنني استشعرت ولامست أن الاستشراف والتخطيط للمستقبل في مجال الأمن الطاقي من الركائز الأساسية لدى قيادتنا الحكيمة في الخليج العربي، وثانياً، لأنني رأيت مشروعاً خليجياً يعتبر أحد وأهم أفضل الممارسات الخليجية والذي نتطلع إلى أن يتكرر في مجال الأمن المائي والغذائي، والشراء الموحد، وغيرها.

تحديات كثيرة تواجه دولنا منفردة، وتواجه كياننا الخليجي بشكل عام، وأصبح دور التنسيق بين دول المجلس من خلال الهيئات المشتركة كهيئة الــربــط الـكـهـربـائـي لـــدول مجلس الـتـعـاون لــدول الخـلـيـج الـعـربـيـة هاماً للغاية لبلوغ تلك الأهداف التي تحقق استدامة سواء في مجال موارد الطاقة والوصول إلى الطاقة الخضراء، أو غيرها.