في الوقت الذي نشهد تفوقاً ملموساً للفئات العمرية في كرة اليد والطائرة والسلة على مستوى التمثيل الوطني، نجد تراجعاً ملحوظاً في مخرجات الفئات العمرية لكرة القدم مع أنها اللعبة الأقدم والأكثر شعبية والأوسع انتشاراً على المستوى المحلي!

حقاً إنها معادلة معقدة، ولكن إذا ما عرف السبب بطل العجب، والأسباب تكاد تكون مكشوفة لكل من له صلة بكرة القدم البحرينية، ولعل أبرز هذه الأسباب هو الإهمال الكبير لفرق الفئات العمرية داخل أغلب الأندية التي باتت تركز على الفريق الأول وتسخر له جل إمكانياتها الإدارية والفنية والمادية وتترك الفتات للفئات العمرية، وهو أمر مؤسف جداً ينم عن غياب التخطيط السليم واللجوء إلى الحلول الترقيعية المؤقتة!

نحن دائماً نقول بأن البحرين ولادة، وسوف نتمسك بهذا القول لأننا على يقين من وجود المواهب الرياضية في مدن وقرى البحرين، وليس أدل على ذلك من منتخبات الشباب لكرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة الذين يحققون نتائج مشرفة على مستوى الخليج والوطن العربي والقارة الآسيوية بل وينجحون حتى في التأهل إلى العالمية، فلماذا كرة القدم وحدها التي تغرد خارج هذا السرب مع أنها كانت في الماضي القريب أول من تأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب والناشئين، وتكرر ذلك الأمر أكثر من مرة، بينما أصبحنا اليوم بعيدين حتى عن المنافسة القارية!


لا بد من أن تراجع الأندية أوراقها ولا بد من أن يكون لاتحاد كرة القدم قبضة حديدية على هذا الجانب برفع مستوى التحفيز لمسابقات الفئات العمرية، وإن كنت أرى أن اتحاد الكرة يولي اهتماماً جيداً بمنتخبات الفئات، ولكن تظل الأندية هي المصانع المسؤولة عن اكتشاف وصقل المواهب وتجهيزها للمنتخبات الوطنية.

صحيح أن هناك أندية مهتمة كثيراً بالفئات العمرية، وأغلبها أندية القرى، وهو ما جعل منها روافد أساسية لمختلف المنتخبات الوطنية، بل وتحولت إلى محط لأنظار أندية المدن المتقاعسة في إعداد فئاتها العمرية والباحثة عن اللاعب الجاهز تحت مظلة ما يسمى بالاحتراف!

في هذا الجانب أستذكر تصريح رئيس أحد أندية القرى الذي رفض الدخول في "مزاد" اللاعبين المجنسين مفضلاً أبناء النادي، وهذا دليل على ثقة هذا الرئيس بقدرات الشباب البحريني على حمل لواء التطوير، كما أنه دليل على اهتمام النادي بفئاته العمرية عملاً بالمثل الشعبي القائل "ما يحك جلدك إلا ظفرك"!!