كلنا نتفق أننا الآن بتنا في زمنٍ بات كل شيء فيه يحدث على المكشوف، فكلٌّ منا يطمح أن يندرج اسمه تحت خانة المشاهير وإذا لا نريد الظلم من التعميم فإنما الأغلبية الساحقة في الألفية الثانية يعنيهم هذا الأمر بالتأكيد. ولو دققنا قليلاً في المشهد عن قرب فلم تعد الأضواء محصورة والكاميرات تلاحق فقط أبطال السينما والدراما والفن بأنواعه بل تعدت الشهرة هذا الأمر القديم وأصبح شكلها بطراز جديد.

فمنا من هو مشهور بعلمه ومنا من هو معروف بمهنته وآخرون موسومون بمواهبهم المتواجدة بأشكال وأنماط متعددة، وطبعاً لا ننسى أكثر الناس الآن تزاحماً على الشهرة من أطباء التجميل والذين تحسبهم للحظة عارضين أزياء من كثرة ما هي إعلاناتهم منتشرة تشعر بأن تسونامي إعلاني يغزو الديرة، ولا يمكننا أن نغفل عمن يتصدرون الصحف الورقية والإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي أخبارهم ألا وهم رجال السياسة.

كل هذا ألا يعتبر دافعاً قوياً لمن لا ينتمي إلى أحد التصنيفات المذكورة أعلاه ويطمح إلى القليل من الشهرة التي يمكن أن تحقق له النذر اليسير من السعادة على المستوى الشخصي أن يقرعَ باباً ديمقراطياً بحيث يصبح اسمه على كل لسان؟؟!! مغريات إعلامية وإعلانية متنوعة من مقابلات صحفية وتلفزيونية وإذاعية ومقاطع يوتيوبية وانستغرامية وبرامج تدريبية ومجالس انتخابية. وأصبح الكل يعرف الواجبات الاجتماعية ويقدسها ويمشي وينادي «مصلحة المواطن فوق أي كان» أي فوق الراتب الراهي وكل المخصصات وجميع الامتيازات! أعلم أنكم مستغربون مثلي في الحال ولكن هذا ما يقال على كل حال.

كثيرة هي الأمور التي تجعل هذا المرشح سواء كان ذكراً أم أنثى، في أن يصبح حديث الناس، فكيف لا وبرامج بعضهم هداهم الله لا تعرف لها بداية أو عنوان ويشيب لها الشعر عجباً واستهجانا، عدا عن عزوف البعض عن الترشح كما يزعمون إلا أنه تلبية لرغبة الأهل والجيران اضطر أن يلبي النداء، ولا ننسى الشائعات التي يروجها فلان ضد علان، واليوم تم تسقيط واحد وغداً عاد إلى مكانه كما كان. ليكون الجواب على من فكر وخاض معركة الانتخابات أنه إذا خسر بعض الجهد والمال إلا أنه اكتسب على المنقلب الآخر شهرة وأصبح حديث الناس لا محال.