قال سياسيون إن كرسي الملك للحوار بين الأديان، الذي تم تدشينه مؤخراً في جامعة لا سايبنزا بالعاصمة الإيطالية روما، تجسيد عملي لمقولة العاهل المفدى "الجهل عدو للسلام"، معتبرين تدشين الكرسي مشروعاً إنسانياً يسهم في نشر قيم السلام والتعايش.

ولفت السياسيون إلى أهمية المبادرة الملكية، مشيرين إلى أن تدشين كرسي أكاديمي يحمل اسم الملك في جامعة أوروبية عريقة تضم أكثر من 150 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات يعكس وجه البحرين الحضاري وما عرف عن المملكة من ريادة في هذا المجال.

وأكدت عضوة مجلس الشورى نانسي خضوري أن كرسي الملك للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يعد مشروعاً إنسانياً سيسهم في نشر قيم السلام والتعايش والحوار في كل دول العالم.



وأشادت خضوري بالمبادرة التي اتخذها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بإنشاء هذه الكرسي في واحدة من الجامعات العالمية المهمة، مؤكدة أن الشباب الذين سيدرسون التخصصات المحددة في الجامعة، سيكونون قادة للسلام والمحبة مستقبلاً.

وأشارت الى أن البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى الحكيمة، عرفت منذ عقود طويلة بتماسكها ووحدتها، وانفتاحها على مختلف الديانات والمذاهب، وجسدت أسمى معاني وقيم التآلف والمحبة والتعايش، مضيفة أن تدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يأتي استمراراً للنهج الذي عرفت به البحرين وقيادتها وشعبها الكريم.

ونوهت خضوري بدور مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، إلى جانب وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي، وجهودهم في إعلاء اسم المملكة في إحدى الجامعات العالمية الرائدة، معربة عن ثقتها في تحقيق الأهداف والرؤى الطموحة التي وضعت في تدشين كرسي الملك حمد، والمسؤولية التي سيتحملها الشباب في نشر السلام بين الشعوب والمجتمعات على مستوى العالم.

فيما قال الشوري بسام البنمحمد إن "جلالة الملك المفدى جسد بهذه المبادرة الكريمة الهوية البحرينية الأصيلة القائمة على التعددية والتسامح والانفتاح على الاخر فهي الأرض التي يضرب بها المثل لتجربة تعايش سلمي ناجحة على مر الأزمان. إنما الخطوة الرائدة التي قام بها جلالة الملك، وهو السباق دائماً لكل ما فيه الخير وكل ما يعزز السلام والنماء، هي في نقل هذه التجربة البحرينية الى آفاق أوسع يستفيد منها العالم أجمع بشكل أكاديمي وعلمي يعكس وجه البحرين الحضاري وما عرف عن البحرين من ريادة في هذا المجال".

وأضاف البنمحمد "لكل دول وشعوب العالم ما يميزها وخير هذه الأمم تلك التي تسعى لنشر ما تميزت به لتستفيد منه بقية الأمم وهذا ما سعى له جلالة الملك ليضرب لنا مثالاً رائعاً كيف يجب علينا أن نسعى بكل جهد وعزيمة لأن نبرز الجوانب الإيجابية التي تتميز بها البحرين وأن نطورها لكي تكون البحرين المصدرة لمبادئ وقيم السلام والتعايش السلمي عالمياً، فهي صاحبة التجربة التي قل نظيرها في هذا الجانب ويحق لنا أن نفخر بها وبمبادرات جلالة الملك المشرفة".

خارطة طريق للشباب

وأكدت الشورية هالة فايز أن "تدشين الكرسي في جامعة سايبنزا خطوة خلاقة اتخذها جلالة الملك المفدى، ومن شأنها إبراز دور البحرين، في نشر المعاني الإنسانية، والقيم الحضارية للتعايش السلمي والحوار بين الأديان، ودورهما في إحلال السلام والأمن في جميع دول العالم".

وأشارت فايز إلى أن "المطلع على تاريخ البحرين، يدرك أنها امتازت على كثير من دول العالم على مدى عقود طويلة، من خلال تجسيدها لكل قيم المحبة والسلام، والتعايش السلمي، واحترام مختلف الأديان والمذاهب، وهو ما جعلها واحة للسلام، ونموذجاً حضارياً للتآلف والتقارب والوحدة بين مختلف فئات الشعب والمجتمع".

وأضافت أن "جلالة الملك المفدى اتخذ خطوة إطلاق كرسي الملك حمد تجسيداً لعبارة جلالته "الجهل عدو للسلام" التي استهل بها وثيقة إعلان البحرين ولإيمانه بأن المجتمعات والدول لا يمكنها النهوض وتحقيق التنمية والتقدم دون أن تدرك القيم الإنسانية النبيلة، والانعكاسات الكبيرة للتعايش والسلام التي تعد من الركائز الأساسية لاستقرار المجتمعات والدول، وبالتالي تطورها ونموها".

وقالت إن "السجل المشرف الذي تمتلكه البحرين، وتاريخها العريق سيكون حاضراً في كرسي الملك حمد للتعايش السلمي والحوار بين الأديان، وسيكون إحدى الدعامات الرئيسة للشباب الذين سيدرسون التخصصات والبرامج المحددة في كرسي الملك حمد"، مؤكدة أن "الشباب بفكرهم النير وإدراكهم ووعيهم لهذه القيم، سيكونون قادرين على بناء أوطانهم، والإسهام بشكل كبير في تحقيق نهضة حضارية شاملة في كل المجالات".

وأشادت فايز بالجهود التي بُذلت في تدشين كرسي الملك حمد في واحدة من الجامعات العالمية العريقة، وخاصة من مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، ووزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي، مؤكدةً أنه إنجاز جديد يُضاف لسجل المملكة في نشر السلام والمحبة بين مختلف الشعوب والدول.

وقال الشوري خالد المسقطي إن "جلالة العاهل المفدى سباق لمبادرات السلام و التعايش وهذا نهج رسخه جلالته منذ انطلاق المشروع الأصلاحي. وأعتقد بأن تدشين كرسي تعليمي باسم جلالة الملك حمد للحوار بين الاديان والتعايش السلمي في جامعة عريقة مثل جامعة سابيانزا في روما دليل على تقدير العالم لمبادرات جلالة الملك المفدى، وحرصه على إفشاء السلام والتعايش الديني ليس في المملكة فحسب بل وفي كل مكان، فالمبادئ الإنسانية الخيرة لا تتغير بالمكان والزمان، ونحن نجد في هذا الإنجاز مناسبة للفخر والاعتزاز بإنجازات العاهل المفدى في هذا المجال، كما نجد فيه دافعاً أكبر للعمل على إبراز نموذج البحرين الحضاري في التعايش والعيش المشترك والانتماء الوطني دون تفريق حسب الجنس أو اللون أو العرق أو الدين، وهذا من أهم البنود التي تضمنها ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة".

وأضاف المسقطي "قدم جلالة الملك المفدى بهذه المبادرة الرائدة خارطة طريق للشباب ليكونوا دعاة للسلام والتعايش والحوار بين الأديان، ويجعلوا هذه القيم النبيلة والمبادئ الإنسانية قاعدة أساسية ينطلقون منها نحو تحقيق التقدم والنماء في مجتمعاتهم. نحن نقف وندعم ونساند جلالة الملك قلباً وقالباً، فمبادرات جلالته ستبقى نبراساً يضيئ دربنا نحو مزيد من الإنجازات الحضارية".



انعكاس للتجربة البحرينية

وأكد النائب عادل العسومي أن "خطوات جلالة الملك الأخيرة في مجال التعايش والتسامح بين الأديان تحديداً تعد خطوات نوعية ليس فقط من حيث التأثير بل كذلك من حيث التوقيت المدروس لتلك الإنجازات وتنوعها".

وأضاف العسومي أن "تدشين كرسي أكاديمي يحمل اسم ملك البحرين في جامعة أوروبية عريقة وهي جامعة سابيانزا في روما التي تضم أكثر من 150 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات دليل بارز على ما يحمله جلالته من فكر وضاء بالاستثمار في التعليم لمستقبل الأجيال القادمة بل والتركيز على العلوم الانسانية تحديدا حين اختار التسامح والحوار بين الأديان مرتكزا أساسيا لتلك العلوم ، فما شهدته الساحة العربية والعالمية في السنوات الماضية جعل من هذه القيم النبيلة حاجة لا شك في أهمية غرسها لدى الشباب للنأي بهم عن آفة التطرف والتعصب والكراهية والجهل التي تكلف الدول والشعوب ثمناً باهظاً. فعظيم الشكر والتقدير لجلالة الملك المفدى على هذه المبادرة الرائدة والشكر موصول للقائمين على مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في تحقيق تلك الرؤية السامية".

في حين قالت رئيسة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ماريا خوري " أعيش وعائلتي، التي قدمت إلى البحرين بحثاً عن الأمن والسلام ونعمة الوطن منذ أكثر من 100 عام، في نعمة الوطن بصرف النظر عن اللون والعرق والمذهب والدين. نعيش في دولة كافلة وضامنة لمنظومة حقوق الانسان والحريات الفردية. ويجسد هذا الواقع العريق والتاريخ الأصيل أحد ‬أقوال صاحب الجلالة الملك حمد في التعايش ونشر ثقافة التسامح و الاحترام إذ قال "أسلافنا النبلاء بدؤوا هذا التقليد البحريني عبر بناء الكنائس والمعابد التي بنيت بجوار مساجدنا والتعايش السلمي في البحرين يستند إلى مبادئ أصيلة، قوامها روح الاحترام المتبادل والمحبة، وأن الجهل عدو للسلام"".

وأضافت خوري "هذه المبادرة المميزة في تدشين كرسي لدعم ثقافة الحوار بين الأديان تأتي عمقاً وانعكاساً للتجربة البحرينية الأصيلة التي تتمثل في الحياة اليومية المستمرة وأسلوب حياتنا في البحرين منذ القدم في نشر قيم التعددية والتسامح والتصالح واحترام ثقافة حقوق الانسان واستمرار البناء والإصلاح. هذا الكرسي فخر للبحرين ملكاً وشعباً فهو أجمل تجربة واقعية تنقلها البحرين إلى العالم وهو تجسيد للمبادئ الإنسانية المعروفة لدى جلالة الملك. وسيكون بمثابة نموذج في لغة التسامح التي تقرب الشعوب من بعضها بعض وتسعى إلى ثقافة السلام بين الجميع".