الحديث عن تجربة المرأة البحرينية ودورها في تشكيل هوية مجتمع مدني متفتح يرسخ الشراكة المتكافئة بين طرفي معادلة البناء الوطني مع الرجل حديث يمتد إلى تاريخ هذه الأرض الطيبة.

منذ عقود وسنوات طويلة تبرز أمام العالم بأكمله إنجازات المرأة البحرينية وعطاء نسائها اللواتي يساهمن بدورهن في الارتقاء بتجربتنا الوطنية في كافة مجالات التنمية لتصل وبكل فخر لمصاف التجارب العالمية، غير ناسين أن هذا العطاء الخالص من القلب يأتي جنباً إلى جنب مع دورها وواجبها والعناية والاهتمام بأسرتها.

قبل 11 عاما، جاءت المبادرة الكريمة من قرينة عاهل البلاد المفدى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة للاحتفال بيوم المرأة البحرينية في ديسمبر من كل عام لتضيف مزيداً من بريق الذهب على نجاحات المرأة البحرينية بكافة مجالات العمل من خلال كفاءتها وإخلاصها لخدمة وطنها ومجتمعها.

في 2018، جاء تخصيص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة في المجال التشريعي والعمل البلدي ليحتفي بمسيرة المرأة الطويلة وانتصاراتها المشرفة منذ بداية مشاركتها الأولى بأول انتخابات بلدية منتصف العشرينيات من القرن الماضي، وبعد مرور نحو 20 عاماً على دخولها لمجلس الشورى، و15 عاماً على دخولها للمجالس التشريعية والبلدية، وصولاً إلى أبرز استحقاقاتها بحصولها على الحق الكامل في الانتخاب والترشح في المجلس النيابي والبلدي، فهي دائماً هكذا إلى مراتب المجد والشرف تسير بأبنائها ومجتمعها ووطنها.

من 8 مترشحات فقط في 2002 إلى 44 مترشحة في انتخابات 2018، هذا الفارق الضخم في عدد قليل من السنوات ليس دليل إنجاز فحسب، وليس برهان ولاء وانتماء بقدر ما هو تأكيد على حرص المرأة البحرينية ووعيها الوطني بأهمية المشاركة والمساهمة في صنع القرار والانخراط والعمل يداً بيد مع الرجل في مسؤولية البناء والتنمية والتطوير.

إن يوم المرأة البحرينية يوم تتجاوز أهميته تكريم إنجازات وانتصارات لا تحصى حققتها المرأة لمجتمعها ووطنها طيلة عقود من الزمن، هو يوم نقف فيه جميعاً احتراماً وتقديراً لكل أم وأخت وزوجة وابنة تحملت واجباتها الأسرية الكاملة وشاركت في بناء وطنها واستحقت مكانتها عن جدارة بمسيرة الازدهار والتنمية.

وكل عام والمرأة البحرينية بخير وسعادة.