الأزمة القطرية نحو أن تكمل عامها الثاني، من دون أي يتحرك النظام القطري لحل الأزمة، بل عقد جميع المساعي الرامية لحلها وجعل الكيان الخليجي موحد بآرائه وتوجهاته بشأن القضايا الدولية وخاصة مساعي الاستقرار في الشرق الأوسط.

ومن الإنصاف أن نوجه الشكر لدولة الكويت متمثلة بأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي بادر منذ اللحظة الأولى بأن يكون الوسيط لحل الأزمة، وقد حاول مع النظام القطري منذ تلك اللحظة بأن يتم إرجاع العلاقات الدبلوماسية مع الدول المقاطعة، وقد شدد على ضرورة اللحمة الخليجية، على الرغم من تداخلات النظام القطري بالكويت إلا أن أمير الإنسانية أصر بأن تكون الكويت هي نقطة الالتقاء لحل الأزمة.

وفي واقع الأمر فان الأزمة القطرية قد طالت أكثر من اللازم، ولكن حصدت الدول المقاطعة الكثير من الاستحقاقات السياسية، وعلى رأسها الاستقرار الداخلي، والذي أسهم بشكل واضح في رفع معدلات التنمية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، كما أن النتائج على المستوى الدبلوماسي أظهرت مدى صحة قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وهو أن المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية أصبحت علاقاتها متحدة في جميع القرارات التي تتعلق في مسار العلاقات الدولية، وأصبح هذا التحالف والتنسيق متوج بمسمى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

ومن الإيجابيات التي كسبتها الدول المقاطعة في قرار قطع العلاقات كذلك، هي كشف المستور لشعوب دول الخليج العربي والنوايا الخفية لتنظيم الحمدين حيث أرادوا أن يعيثوا في الأرض فساداً بإزهاق الأرواح وتدمير الدول والأنظمة والشعوب، فقد أفاقت الدول المقاطعة بعد قرار المقاطعة في صباح اليوم الثاني بأمل جديد يتحقق وحياة خالية من أي تهديدات أمنية تؤثر على سير الحياة العامة لشعوبها، فقد صنفت جميع الكيانات الإرهابية، والأفراد الداعمين والعاملين فيها مما جعل الدول الكبرى في موقف محرج مع تلك الشخصيات والكيانات، وتم إحراج أكثر من مرة النظام القطري بالأدلة حول تورط الدوحة في دعمها وتمويلها للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وعلى ما أذكر أن وزير خارجيتها أعترف بأنه دولته متورطة في دعمها للإرهاب.

والموقف المحرج هنا أن أمير قطر تميم بن حمد لم يظهر لوسائل الإعلام المحلية والدولية ليطمئن الشعب القطري بل ظهر ليؤجج الشعب بطريقة غير مباشرة، فتارة يقول في خطابه بأن الأزمة لم تؤثر على قطر، وفي المقابل يؤكد أن الأزمة قد تسببت بحصار حسب تعبيره، ومن هنا يتضح أن النظام القطري مترهل في إدارة الأزمة في وضعها المحلي، كما أن النظام لم يتعامل بحرفية مع المنظمات الدولية بل قام بتقديم الرشاوى لتغير مواقفها وهذا ليس اتهاماً، بل جاء بحقائق سردها معارضي النظام القطري وتقارير دولية تحدثت عن رشاوى قدمت لمنظمات صهيونية ومتنفذين بالحكومة الأمريكية.

فالأزمة، بعد هذه الفترة، أصبحت دول الخليج معتادة لعدم وجود قطر، لأنها لا تؤثر على القرار الخليجي المشترك، فالقمة الخليجية التي عقدت مؤخراً كانت فرصة لإرجاع العلاقات إلى نصابها، وحل الأزمة، لكن عدم حضور الأمير تميم بن حمد أكد للعالم أن النظام مستمر في تعنته وكبريائه، فالأموال التي بحوزته قد لا تكفي حينما يكون هناك لاعبين أساسين في إنتاج الغاز الطبيعي وسيتم إغراق السوق وستهبط الأسعار إلى أدنى مستوى، وظهور منافسة شرسة في هذا السوق بين قطر والولايات المتحدة وروسيا.

خلاصة القول، ان الأزمة القطرية جاءت بنتائجها في خلق حياة جديدة خالية من الإرهاب في منطقة الخليج العربي ومصر وعدد من الدول العربية، وأصبح النظام القطري من الأنظمة غير مرغوب في حضورها في المحافل الدولية لارتباطه واحتضانه الإرهابيين والمتطرفين، فالأزمة القطرية قد طالت ولكن حصدنا ثمارها مبكراً، فنتائج قرار قطع العلاقات مع قطر مبشرة، ونتمنى نهاية الأزمة بأن تكون قطر خالية من الإرهابيين والمتطرفين ومن تنظيم الحمدين وحاشيته.