المشير الركن خليفة بن أحمد الخليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين قال بالأمس لجريدة الأيام إن «إدارة أوباما متورطة في الأحداث التي حدثت في مملكة البحرين عام 2011م»

يا له من تصريح خطير وجريء ومن لها غير بو محمد الرجل الذي لم ولن يجامل على حساب البحرين، وربما هي المرة الأولى التي توجه البحرين على لسان منصب رفيع كالقائد العام اتهاماً بهذا الوضوح للسياسة الخارجية للإدارة الأمريكية.

فبالرغم من اعتراف هيلاري كلينتون بدعمها لوكلاء إيران في البحرين في مذكراتها بشكل غير مباشر إلا أن مملكة البحرين فضلت الصمت حين ذاك - ربما - حفاظاً على علاقة استراتيجية تاريخية تجمعها بالولايات المتحدة الأمريكية قد لا تفسدها الانحرافات المؤقتة التي جرت على يد تلك الإدارة الحمقاء.

وذلك ما أكده المشير أيضاً في لقائه حيث قال « نحن نؤكد على أهمية الأطر التي يشهدها التعاون والتنسيق المشترك بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية المتسقة مع عراقة هذه العلاقات والتي تتميز بحيويتها وتناسبها مع مختلف المتغيرات والظروف.

فهناك تقدم نوعي في هذه الأطر، ومنها الجهود لحفظ الأمن الإقليمي والتصدي للإرهاب والتطرف وتجفيف مصادر تمويله، ومجابهة المخاطر التي تحيط بمصالحنا المشتركة في المنطقة، نحن لدينا تعاون إيجابي وبناء مع الإدارة الأمريكية الحالية وإن صاحبتها بعض الأخطاء، بعكس ما كانت عليه الإدارة الأمريكية السابقة» انتهى.

للتذكير مملكة البحرين لها السبق في التصدي لانحراف الإدارة السابقة في المنطقة رغم صغر حجم هذه الدولة إلا أن حكمة مليكها وثباته وحزمه حفظت لنا أمننا وسلامة ووحدة وطننا.

هو من طرد مساعد وزير الخارجية الأمريكي في سابقة لم تتوقع الإدارة السابقة أن تواجهها، هو من أنفذ القانون على الإرهابيين رغم صراخ هيلاري كلينتون وجماعتها، هو من ساند القضاء ورجال الأمن في الحفاظ على أسس العدالة والقانون رغم صراخ أوباما في الأمم المتحدة، فأنجانا الله من مكر حاق بنا وبغيرنا.

بذلوا المستحيل من أجل أن تسقط البحرين كما سقطت العراق، ساندوا إيران بكل ما يملكون من قوة، وضعوا ثقلهم لمساعدة وكلاء إيران في البحرين، زاروهم في منازلهم، أصدروا البيانات المؤيدة لهم، جن جنونهم حين رفض شعب البحرين دعوة كبيرهم الذي علمهم السحر بتصفير الصناديق وخرج للانتخابات، كان سفيرهم يزور المقار الانتخابية وهو متوتر غير مصدق ما يحدث.

ثباتنا وتماسكنا مع قيام هذه الدولة وبقائها وحماية دستورها كانت حصننا في مواجهة دولة كالولايات المتحدة الأمريكية، ولنا الفخر، ومن خضع وخنع من قادة المنطقة لإملاءات تلك الإدارة بكى كالنساء ملكاً لم يحافظ عليه كالرجال.

حماقة الإدارة السابقة دمرت الشرق الأوسط ودمرت معها جسوراً للثقة بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية ويحتاج لجهد كبير من أجل إعادة بنائها من جديد، مع العلم أن تلك العلاقة الاستراتيجية هي طريق مزدوج يخدم مصالح الطرفين لا مصالحنا فقط.

والإدارة الحالية تتفق معنا 100% فيما يتعلق بحماقة الإدارة السابقة في سياستها الخارجية المدمرة في الشرق الأوسط فبومبيو قال في القاهرة يناير 2019 إن الولايات المتحدة كانت «غائبة» عن مصر خلال إدارة أوباما واتهم الرئيس الأمريكي السابق بوضع «سوء فهم جوهري» في خطابه في القاهرة عام 2009. وقال: «أخبركم أن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي يحتاجان إلى بداية جديدة. وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة قاتمة».

وحدد بومبيو لتصنيف سلسلة من «أخطاء» إدارة أوباما في السياسة الخارجية للشرق الأوسط، موضحاً: «لقد قللنا بشكل كبير من تماسك وخبث الحركة الإسلامية الراديكالية» و»لقد جعلنا ترددنا في ممارسة نفوذنا صامتين بينما نهض شعب إيران ضد الملالي في طهران في الثورة الخضراء».

وتابع: «قادنا ميلنا إلى التمني إلى النظر وعلى الجانب الآخر، فقد جمع حزب الله، وهو فرع مملوك بالكامل للنظام الإيراني، ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف بلغ عددها حوالي 130،000 صاروخاً».

و سبق لترامب أن وصف السياسة الخارجية للإدارة السابقة بالكارثية «ليبيا كارثة، العراق كارثة، سوريا كارثة، كل الشرق الأوسط. كل هذا انفجر بالكامل في عهد هيلاري كلينتون وباراك أوباما».