بيروت - بديع قرحاني

يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت الإثنين المقبل لتقديم التهاني بولادة الحكومة اللبنانية، ويلتقي الرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، فيما طالب الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان "إيران بأن تضغط على حليفها "حزب الله" اللبناني كي تسلم السلاح للجيش اللبناني والدولة".

وبحسب معلومات "المركزية"، فإن أبو الغيط سيسلم رئيس الجمهورية ميشال عون دعوةً لحضور القمة الأوروالمتوسطية المقررة في 24 و25 الجاري في مصر والتي يغيب عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لارتباطه بمسائل داخلية. كما سيتطرق اللقاء إلى القمة العربية الدورية المقررة في تونس نهاية مارس المقبل والاتصالات الجارية من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، علماً بأن أبو الغيط كرر في أكثر من مناسبة أن "عودتها تتم بقرار عربي جامع وهو ما ليس متوفراً إلى الآن". وتوضح المعلومات أن "لبنان لم يحسم بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ التي تبدأ أعمالها رسمياً في 25 الجاري بعد اكتمال وصول الوفود المشاركة في 24 منه، ولم يقرر بعد مستوى المشاركة فيها أما بوفد يرأسه رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية جبران باسيل".



وعلى وقع التصريحات عالية النبرة للامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله منذ يومين وإعلانه "بأن أي حرب على إيران سنكون جزءاً منها، وتقديم خدماته للجيش اللبناني برفده بالمساعدات العسكرية من الجمهورية الإسلامية انطلاقاً من صداقته معها"، يحط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بيروت الأحد في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، اضافةً الى وزير الخارجية جبران باسيل وأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله. هذه الزيارة لرئيس الدبلوماسية الإيرانية إلى بيروت بعد كلام نصر الله لا تخلو من توجيه رسائل سياسية في اتّجاهات عدة على الرغم من أن هدفها المعلن هو تقديم التهاني للبنان الرسمي بولادة الحكومة، ولكن حسب معظم المحللين في بيروت فان "ظريف يحمل في جعبته "عروضاً" إيرانية للبنان في مجالات عدة، أبرزها تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، بالرغم من أن هذا الأمر مستبعد كلياً في لبنان، ولأسباب عديدة أبرزها ارتباط المؤسسة العسكرية اللبنانية بالولايات المتحدة عبر تاريخها من تدريب وتسليح ومعدات، إضافة إلى العقوبات المفروضة على إيران، ويبقى الأهم ان أكثرية القوى السياسية ترفض هذا الموضوع كليا، لأنه بمجرد قبول أسلحة من إيران، هذا يعني أن لبنان قد انتقل كلياً إلى المحور الإيراني، وهذا بعيد المنال بحسب الواقع السياسي والطائفي في لبنان، وبالرغم من المهادنة مع "حزب الله" من أجل الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان، إلا أن الموقف الرسمي وعلى رأسهم رئيس الجمهورية والحكومة لا يمكن أن يوافقوا على الانزلاق بهذا الاتجاه، وما أعلنه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل منذ يومين من تأييده للمبادرة العربية للسلام، هذا الموقف الذي أزعج كثيراً حلفاء إيران في لبنان ما هو إلا تأكيد على هوية لبنان العربية والانسجام مع محيطه العربي.

وقد أوضح الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان في حديث مع وكالة "المركزية" أن "الهبة التي عرضت في أيام الوزير سمير مقبل عبارة عن لائحة مختصرة تشمل بعض الأسلحة والذخائر التي يملكها الجيش اللبناني أصلاً، وهذه الهبة لا تتجاوز قيمتها 7 ملايين دولار، وقد وجد الجيش أنها لزوم ما لا يلزم، خصوصاً أن مجلس الأمن كان أصدر قراراً حول الحصول على السلاح من إيران، علماً أنني لم أتدخل في هذه القضية لكوني خرجت من الرئاسة، لكن الجيش لم يرد أن يخالف الشرعية الدولية، ويعطل المساعدات التي ينالها سنوياً من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تبلغ قيمتها بين 80 و100 مليون دولار سنوياً، في وقت لم تكن السعودية قد سحبت هبة الثلاثة مليارات دولار التي وعدت بها لبنان أواخر عام 2013". ورداً على الكلام عن أن إيران عرضت على لبنان التسليح في عهده، أوضح سليمان أن "في خلال إحدى زياراتي إلى إيران، زرت معرض الدفاع، وقلت لوزير الدفاع الإيراني آنذاك مصطفى محمد النجار يهمنا أن نملك سلاحاً لنستطيع إطلاق النار على إسرائيل عندما تعتدي علينا، غير أننا لا نملك الاعتمادات الكافية لشراء الأسلحة، لكنه لم يقل شيئا. وفي ما بعد، أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله في أحد خطاباته أن "إيران مستعدة لتسليح الجيش اللبناني، علماً أن أحداً لن يقدم لي عرضاً جديا في هذا الشأن"، معتبراً أن "الأهم يكمن في أن إذا كانت إيران تريد تسليح الجيش، فحري بها أن تطلب من "حزب الله" إعطاء سلاحه إلى الجيش، فتحل بذلك المشكلة".