الجزائر - جمال كريمي

دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، إلى "مراجعة برنامج العلوم الإسلامية في المرحلة الثانوية، وقال إنه أصبح يخرّج مختصّين في التكفير"، على حدّ تعبيره، فيما أغضب تصريح الوزير قطاع كبير في المجتمع الجزائري، خاصة الأسرة التربية.

وقال عيسى في خلال إشرافه على اجتماع للمجالس العلمية بدار الإمام في العاصمة الجزائر، إن "برنامج العلوم الإسلامية في الثانوي أصبح يخرّج لنا مختصّين في التكفير والتمييز والإقصاء بدون أن يكونوا متدينين"، داعياً وزارة التربية إلى "إجراء مراجعة للبرنامج التعليمي المتعلّق بالمادة في المرحلة الثانوية".



وتابع الوزير "بسبب برنامج العلوم الإسلامية أصبحنا نجد أشخاصاً غير متديّنين ولا يرتادون المساجد لكنهم يسبّون دينك لأنك لا تتخذ موقفاً ما"، وكشف المتحدث أنه فتح ورشة واسعة مع وزارة التربية، لتعديل مناهج العلوم الإسلامية في المرحلة الثانوية، بعدما تم الانتهاء من تصحيح المناهج في الطورين الابتدائي والمتوسط".

وخلفت تصريحات الوزير موجة استياء وغضب كبيرين في الوسط التربوي ووسط رجال الدين، ودعا نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التهامي ماجوري، وزير الشؤون الدينية إلى "تبيان الموضوعات والدروس التي تنتج التكفيريين في المدارس الجزائرية"، مؤكدا "خلو برنامج التعليم الثانوي مما قاله الوزير، فهي تتعلق بالعقيدة والتوحيد، وإذا كان المقصود به درس واحد في السنة الأولى ثانوي حول التوحيد، فهو ليس تكفيريا، بل دعوة لتوحيد المولى عز وجل، وجميع الدروس تدعو لإعمال العقل والتوحيد وحقوق الإنسان".

وطالب ماجوري وزير الشؤون الدينية "بتحمل مسؤولية تصريحاته كاملة"، معتبرا أن "تعليم العلوم الشرعية جزء من حياتنا نرفض تهميشه، وكان ينبغي على الوزير الدفاع على المادة لا التهجم عليها"، على حدّ قوله.

أما رئيس تنسيقية أساتذة التربية الإسلامية، بوجمعة شيهوب، فقال منتقدا "قول محمد عيسى وزير الصلاة الذي لا يدافع عليها بأن برنامج العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي يخرج التكفيريين والذين يقولون الكلام الفاحش تجني وافتراء وزور وبهتان وهو مساعدة هابطة لبن غبريط لاستهداف البرنامج وتغييره للأسوأ"، وبحسب المعني فإن تصريحات الوزير "تعد صارخ وطعن واضح في أساتذة العلوم الإسلامية لا لشيء إلا لأنهم وقفوا ضد مشروع بن غبريط لضرب العلوم الإسلامية وحذفها من المقررات الدراسية استجابة لنادي الروتاري وغيره".