كتاب صدر عن مركز دراسات وثق لعشرين عاماً أكد فيها أنه ليس من حكم وكل مقومات الاسترخاء جاهزة ووافرة لديه، كمن حكم والتحديات تتوالى تباعاً عليه، إن الأمور تقاس بنسبيتها، وعشرون عاماً مليئة بالتحديات وبحرها يموج عالمياً، عشرون عاماً مرت فيها محنٌ على عالمنا العربي صمد فيها من صمد، وسقط فيها من سقط، وثبت من امتدت جذوره في تربة الوطن، وملك الحكمة والصبر والأناة، جاء حمد بن عيسى قائداً للضوء ليحكم والعواصف من حوله.

حاكمٌ تولى الحكم في وقت تغيرت فيه الأحوال وتقلبت من حولنا، الحليف لم يعد حليفاً والجار يطعن في جاره، والتنافس بين الدول لا يراعي إلاًّ ولا ذمة، حاكم تولى الحكم والصراعات السياسية تقيد الانطلاقة التي رسمها في رؤاه فبدأ عهده بهذا الخطاب:

«أود أن أقول لكم بمنتهى الوضوح إنني ابن عيسى وحافظ عهده، سوف أحمل لواء نهجه الذي لا يميز بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف الأصول والمذاهب ولا ينظر إلا لصدق الانتماء الوطني وروح المواطنة الحقة التي تريد الخير للبحرين وأهلها كافة»

13 مارس 1999

مرت عشرون عاماً وهو ذاته الذي وجه في 2019 بإنفاذ العقوبات البديلة وهو ذاته الذي وجه بتثبيت الجنسية لمن صدر الحكم القضائي ضدهم بإسقاطها، ليؤكد بعد عشرين عاماً أنه الثابت غير المتحول، وأنه كان ومازال الأب لكل أبناء الوطن لا يميز بينهم، ينحو للعدالة والرأفة مثلما يملك القوة والحسم، واضعاً كلاً منهما حيثما يجب.

هو الذي أضاء لنا الدرب بميثاق وطني تحقق به الإجماع المنقطع النظير وثبت برؤيته الاستباقية الشرعية التاريخية لأسرته بتصويت أجمع عليه الشعب، هو الذي بدأ الإصلاحات واستبق بها الأحداث العالمية الجسيمة التي عصفت بالمنطقة، هو الذي قاد السفينة وسط عاصفة 2002 و نجح بالتفاف شعبه حوله في مواجهة دعاة المقاطعة، فعادوا للمشاركة في 2006.

هو الذي تصدى لعاصفة دمرت دول تفوق حجمنا وقدراتنا 2011 فصمدت البحرين ومرت من عنق الزجاجة بحكمته وحنكته وهو الذي حث أبناء وطنه على أن يترفعوا عن الخلافات والتنابز على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2019 وينشغلوا بما هو «خير للبحرين وأهلها كافة» كما قالها لهم عام 1999 م.

هو الذي علم طعن الجار وغدره وآثر الصمت والصبر من أجل الإجماع الخليجي ومن أجل الحفاظ على مصلحة الجماعة.

الثابت الذي لم يتغير ولم يتبدل تمر عليه العواصف وجذوره في الأرض وأفرعه شامخة في عنان السماء... إنه حمد بن عيسى وكفى.