في الوقت الذي توقِّع فيه البحرين مذكرات تفاهم بينها وبين سريلانكا الشقيقة على المستوى التجاري وغيره من التفاهمات الأخرى، سمعنا وفي ذات اللحظة أيضاً بأن وَقَعَتْ أكثر من 7 انفجارات دموية إرهابية هزَّت أركان هذه الدولة الآمنة البسيطة مما أدى إلى وقوع أكثر من 207 من الشهداء وأكثر من 450 من الجرحى والمصابين. فنادق وكنائس هي الأماكن المستهدفة من طرف الإرهابيين هذه المرة.

مشاهد دموية قاسية هي محصلة هذه الإنفجارات، والنتيجة مئات الشهداء والجرحى ولا فائدة مرجوة من هذه العمليات الإرهابية سوى العبث بأمن واستقرار الدول والشعوب. فدولة مثل سريلانكا والتي لا تعتبر من الدول التي تخوض معارك ضد أحد، حالها حال نيوزلندا التي تعرضت مؤخراً لعملية إرهابية شنيعة في أحد مساجدها، تتعرض هذه المرة لسلسة من العمليات الإرهابية المفتوحة على حين غفلة، وهذا يدل على أن الإرهاب لا يستثني أي دولة في العالم، فهو يستهدف الإنسان والأديان وكل شيء يدب على وجه هذه الحياة.

لا نريد أن نستبق التحقيقات حول هذه العملية الإرهابية التي أدانتها مملكة البحرين بعد أقل من دقائق على وقوعها كما أدانها العالم كله، لكن وعلى ما يبدو فإن مثل هذه العمليات الإرهابية المنظمة والمُتقَنة في الوقت والمضمون والموضوع لا يمكن أن تكون هكذا عبثاً، أو أن تكون من تخطيط أفراد عاديين، بل هي عمليات عابرة للحدود والقارات، وربما تقف خلفها دول ومنظمات عالمية هدفها النيل من سيادة الدول وأمنها واستقرارها.

فما جرى في سريلانكا اليوم هو نتيجة لمخططات دولية بكل تأكيد، فلا يستطيع أفراد عاديون يعيشون في دولة بسيطة مثل سريلانكا أن يقوموا بمثل هذه العمليات المتقنة دون مساعدة دول وجهات لها باع طويل في الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وستكشف لنا الأيام بأن من يقف خلف مثل هذه التفجيرات الدموية دول وليس أفراداً أو جماعات محلية.

ما يساعدنا على هذا الفهم لسير مثل هذه الأحداث هو التطابق الكبير في كل هذه العمليات من حيث التوقيت والمضمون مع بقية العمليات الإرهابية التي طالت بعض عواصم العالم، وهذا يتطلب من الجميع وقفة حاسمة لمواجهة الإرهاب ومحاربته، وأن لا دولة مستثناة من الإرهاب التي تقوده دول أو حتى جماعات إرهابية على قدرة عالية من التنظيم الكبير والمحكم. فنحن اليوم كبشر -من حقنا الحياة- أن نخوض حرباً عنوانها «نكون أو لا نكون».