في معرض اختلافنا المستمر مع من يدعي أنه ينتمي للبلد، لكنه ينهج نفس منهج المعارضين الانقلابيين الساعين لتشويه صورتها والإساءة لرموزها، كنا نقول حينما نناقشهم، بأن هناك قواسم تجمعنا، تحديداً فيما يتعلق بالهموم المعيشية المشتركة، لكننا في السياسة «فرقاء» و«خصوم» أيضاً، لأننا لا نتفق إطلاقاً مع الإساءة لرموزنا الوطنية، أو التقليل من شأنها.

هناك ثوابت لابد وأن يدركها المنتمي لأرض البحرين، هي أسس راسخة، التركيبة البحرينية بنيت عليها، وهي التمثل بتوجيه المولى عز وجل، وهدى رسولنا الكريم، بما اختص بإطاعة ولي الأمر.

لذلك الاختلاف الرئيس والأول مع هؤلاء يرتبط بملكنا حفظه الله الملك حمد، طبعاً في الإساءة لذاته المصونة دستورياً وقانونياً، لا تجد مخلصاً ووطنياً يتفق مع أي مسيء ومتطاول. أنت تسيء لملكي، فأنت تسيء لبلادي ولي، بالتالي لا تظنن بأن هناك «كلمة جامعة» تجمعني معك، حتى لو كنت تتحدث عن «أصدق الهموم المعيشية»، لأن «أساسك باطل»، بالتالي «منتهاك باطل».

هذا ثاتب محسوم أمره، الانتماء والإخلاص لهذه الأرض، والولاء لملكها قائدنا الذي نعرفه حق المعرفة، ونعرف نزاهته، ونواياه السليمة، وحلمه وسعة صدره، وحبه لشعبه، وطيبته، وسجاياه الحميدة التي جعلته يسامح ويغفر في مرات عدة، حتى لمن أسأؤوا إليه، فلا مساومة لدينا على حمد.

ولأن التجارب أثبتت بأن هذه الأرض محفوظة، بقيادة قائدها، وبعزيمة شعبها، فإننا دائماً ما نؤكد على أننا نجتمع عند حمد بن عيسى، حينما تعصف بنا الشدائد، وحينما يحيق بالوطن التهديد، وتحوطه الملمات، فإن التفاتنا حول قائدنا، وإخلاصنا لقيادته ولتراب بلادنا، لا نساوم على ذلك، ولا ندلل على مواقفنا، ولا نرخص بأنفسها، ولا نبيع شبراً من البحرين.

البحريني المخلص لا يرضى على بلاده بكلمة إساءة أو انتقاص، لا يقبل بحق ملكه حرفاً يشوه فيه سيرته وإنجازاته وما قام به تجاه هذا الوطن من نقلات نوعية وخطوات لا يقدم عليها إلا شجاع وجريء ومؤمن بالتغيير.

الكلام الذي وجهه جلالة الملك لشعبه قبل أيام لخص للبحرينيين المخلصين ملامح الالتزام الواجب بخط البحرين تجاه قضاياها المحلية والخارجية، بين للناس كيف تكون أسس ممارسة المواطنة الصالحة، وهي أمور يذكر بها حمد بن عيسى دائماً أبناءه، حتى لا ينجرفوا في أي اتجاه، ولا يركبوا بحسن النوايا أية موجة خاطئة، ضررها أكبر من نفعها على البحرين ومجتمعها وعلى علاقاتها مع أشقائها وحلفائها.

ملكنا حدد لنا واجباته التي يقوم بها ويمضي فيها بقوة، حتى نطمئن، وحتى ندرك بأنه عند الشدائد والمواقف الصعبة، اجتماعنا حول «حمد» وتكاتفنا مع «حمد»، هو أساس قوة هذا البلد.

ملكنا وعدنا بضمان الأمور التالية من جانبه:

-الحفاط على أمن واستقرار الوطن.

-تعزيز الوحدة بين أبناء الوطن.

-مواجهة محاولات شق الصف بكل حزم.

-تعزيز التنمية والرخاء.

- إشاعة أجواء التفاؤل والطمأنينة والأمل.

نتحدث اليوم عن تحديات داخلية تتطلب من الجميع العمل والتكاتف للتفوق على معوقاتها، وتحقيق الأهداف المرجوة منها، وكذلك نتحدث عن تحديات إقليمية ودولية، تتعلق بمصيرنا وأمننا، وكل هذه الأمور باختلافها وتنوعها ودرجة خطورتها، تستوجب تعاملاً وطنياً موحداً، تتطلب تعاملاً مسؤولاً وإحساساً بالواجب لدى كل فرد تجاهها.

خارطة الطريق من يرسمها، ومن حوله يجب أن نتحلق؟! أكرر الإجابة هنا: «نجتمع عند حمد بن عيسى».