السعادة تأتينا في عدة صور وأشكال وقد تأتينا في هيئة بشر، وتعرف السعادة بأنها كل ما يدخل ويزرع الفرح والسرور على النفس البشرية. وهناك في الحياة أناس يحترفون صناعة السعادة للغير، بقصد أو بدون قصد، والذي بدون قصد إنسان صافي القلب ومحب لعمل الخير بفطرته قد يقوم بتصرف أو عمل يدخل الفرح والسعادة للذي أمامه دون أن ينتبه أو يقصد، أما الصنف الثاني من يقصد إسعاد الناس هم فئة تقدم جزءاً وقتها وعملها وما يملكون بقصد إسعاد الناس ورسم البهجة والسرور على محياهم.

ومن أمثال هؤلاء، الأستاذ والفنان عبدالجليل عبدالقادر صاحب مؤسسة تصميم، فهذا الإنسان لا أعرفه بشكل شخصي ومباشر، فقط صادفته على إحدى منصات التواصل الاجتماعي «الإنستغرام»، وما لفت انتباهي في حسابه الشخصي أنه يقوم بإهداء نقش أسماء الناس بخط يده ووضعها في حسابه حتى يستفيد الجميع. بالنسبة لمصمم وصاحب مؤسسة، الوقت له حسابه وقيمته، إلا أن دقائق معدودة يقضيها في إسعاد الناس بعمل بسيط بالتأكيد فإن مردوده كبير في قلوب الكثير.

وأمثال هؤلاء كثر في بلادنا فهناك فئة من البشر تشعر بالسعادة حين تسعد من حولها، وإسعاد الناس أحياناً ليس بالضرورة أن تقوم بعمل مادي لتحقق السعادة لمن حولك. من يعطيك إشارة بأنه خارج من موقف سيارته حتى تأتي مكانه، ومن يسمح لك بالجلوس مكانه في مقعد الطائرة، ومن يسمح للسيدة بالتقدم في طابور، ومن يقف في منتصف الطريق ليسمح للأطفال بالعبور، كل هؤلاء وغيرهم يصنعون شيئاً للناس، وتكفيك أحياناً كلمة طيبة أو ابتسامة مشرقة.

تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة، المرتبة الأولى عربياً في مؤشر السعادة العالمي 2018، والمرتبة الـ 20 على مستوى العالم كأسعد الشعوب، الأمر لم يكن محض صدفة فالإمارات ابتكرت وأطلقت البرنامج الوطني للسعادة والذي يهدف لتحقيق السعادة والرخاء والرفاهية في المجتمع للشعب الإماراتي والمقيمين. ولتعزيز ذلك، قامت الإمارات بتعيين وزير دولة للسعادة، كما اعتمدت برنامج يضم مجموعة من السياسات والخدمات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، والأمر ليس له علاقة مباشرة بمستوى الدخل أو الرفاهية، بل بالاهتمام الذي تظهره الدولة بسكانها وزوارها وسياحها ومعرفة رضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة إليهم. حيث إن كل دائرة أو مقر حكومي مرتبط بشبكة مركزية تقوم برصد وإرسال تقارير يومية لأصحاب القرار لرصد المناطق الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات المقدمة.

مجرد أفكار بسيطة ورغبة صادقة قد تأتي من جهات مسؤولة أو أي شخص عادي، فقط تحتاج إلى من يقدرها ويشجعها، فأمثال الفنان عبدالجليل عبدالقادر يستحقون أكثر من كلمة شكر لما يقومون به من دور إيجابي في المجتمع. وإن زادت نسبة صناع السعادة في مجتمعنا الأكيد بأنه سينعكس على السلوك العام للمجتمع بأسره في عدة مجالات. أتمنى من الأخوة والأخوات في بلادنا البحرين أن نعبر عن شكرنا لكل من يصنع السعادة في مجتمعنا ولو بالشيء البسيط عبر وسم «هاشتاق»، #شكراً_لصناع_السعادة.