إيران تقول نحن لا نريد حرباً مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونريد أن نتعاون مع جيراننا، وقبل أن تنهي تصريحها ترسل الصواريخ التي تستهدف مكة المكرمة أو نجران أو جدة موجهة من الحوثي الذي لا يعد أكثر من كونه الفرع اليمني للحرس الثوري الإيراني، وتستهدف السفن وخطوط الإمدادات النفطية بضربات خفيفة صغيرة ومتتالية وفي أكثر من موقع.

يبدو أن إيران تتقدم كل يوم خطوة للأمام باتجاه حافة الهاوية، تشعرك أنها مستعدة للحرب وتصرح أنها لا تريد حرباً، تتحرك على الأرض عكس ما تصرح به، إنها تستجدي وتستعجل حدوث احتكاك محدود معها، تقول إن ترامب يريد التفاوض معها وهي التي لا تريد وتقبل وساطات عمان وسويسرا.

تصريحات قيادات الحرس الثوري الإيراني تستفزنا، تحاول أن تجرنا إلى مربع هي تختاره في توقيت يناسبها.

إيران تعلم أنه عاجلاً أم آجلاً ستجلس على طاولة المفاوضات ولكن من مصلحة إيران أن تبدأ مفاوضاتها بعد حشد تأييد دولي معها وهي في هذه المرحلة خالية من هذا التأييد بعد أن تخلت عنها روسيا، وقبل أن تنهكها العقوبات.

لذلك هي تسعى وتطلب ضربة واحدة موجهة لها للداخل، هذه الضربة تأمل من خلالها توحيد صفوفها محلياً وإسكات أي صوت معارض بحجة خطورة المرحلة واستنفار حلفائها دولياً من جديد، وإجبار خصومها على الجلوس معها للتفاوض بعد ذلك نتيجة ضغوط دولية تناشد الجميع بضبط النفس!!

إيران حسبتها أنه أياً كانت خسائرها من هذه الضربة فلن تكون كخسائرها من تركها تموت موتاً بطيئاً بالعقوبات، إنها تنزف الآن نزفاً لم يسبق أن حصل لها منذ أربعين عاماً، ولا تريد أن تنتظر أن تأتيها الضربة وهي منهكة من تلك العقوبات كما حدث مع النظام العراقي، هي تريد أن تجلس على طاولة المفاوضات الآن ومعها حلفاء دوليون تسترجعهم بلعبها دور الضحية.

المملكة العربية السعودية مع سياسة خنق النظام الإيراني لا مع الحرب، وستحقق أهدافها دون رصاصة واحدة، فإن خنقت الرأس مات الذيل، وذيولها تعتاش على الفضلات الإيرانية في المنطقة، لذلك تركز السعودية على سياسة خنق الرأس، أولاً أكدت أنها ستعوض أي نقص وإمدادات نفطية حتى تحكم قبضة العقوبات ومنع التصدير للنفط الإيراني، ثانياً تمارس أقصى درجات ضبط النفس تجاه استفزازاتها المتعمدة، حتى لا تستدرجها إيران لوضع لم تختره وفي مرحلة تفاوضية تناسب خصمها، وفي نفس الوقت تحشد التأييد والرأي العام في العالم العربي والإسلامي فدعت لقمتي مكة المكرمة.

الغلبة الآن للنفس الطويل وللقدرة على الصمود ولضبط النفس واستمرار الوضع على ما هو عليه، فخصمك ينزف وأنت ولله الحمد تتفرج.

لله الحمد دولنا لا تتعرض لضغوط اقتصادية ولا تتعرض لمقاطعة دولية وحياتنا مستمرة بوتيرتها الطبيعية وهذه أحد مصادر قوتنا أننا نملك الوقت ونملك الهدوء والاستقرار وليس هناك ما يدفعنا لغير ذلك ويجب التركيز على هذه المصادر وتعزيزها عند الرأي العام، فلا نستدرج للفخ الذي تنصبه إيران لنا.