ريانة النهام

عزا أصحاب حملات حج ارتفاع أسعار الحج على الحاج البحريني إلى تقليص عدد الحجاج في الحملات، "ما شكل زيادة في الأعباء المالية والمصاريف على أصحاب الحملات، فضلاً عن ارتفاع مصاريف السكن والرسوم وزيادة الضرائب".

وقال صاحب حملة "أجياد والرسالة" للحج والعمرة فيصل العباسي إن التكلفة التي يدفعها الحاج البحريني للحملة تتراوح بين 1700 و2000 دينار وتصل في بعض الحملات إلى 3000 دينار، مرجعاً اختلاف الأسعار إلى الخدمات الإضافية التي يرغب بها الحاج.



وأضاف "قلة عدد الحجاج في كل حملة هو السبب الرئيس خلف ارتفاع أسعار الحملات، فقلة العدد تؤدي إلى زيادة التكاليف على صاحب الحملة في حين زيادة عدد الحجاج في الحملة سيعمل على تغطية المصروفات".

ولفت إلى أن رفع شركة المواصلات والنقل للتكاليف يعد من أسباب ارتفاع الأسعار، ففي السابق كان يتم دفع 43 ديناراً للمواصلات أما الآن فيدفع 120 ديناراً.

ورأى صاحب حملة "الأمان" للحج والعمرة محمد الماجد أن الأسعار تختلف باختلاف الحملة والخدمات الإضافية وسمعة الحملة من ناحية الإرشاد والتوجيه.

وقال "توجد التزامات عدة على عاتق صاحب الحملة مثل الضرائب والتأمين وكثير من الأمور التي يدفعها صاحب الحملة، وهي تصل لأكثر من 300 دينار عن كل حاج، فضلاً عن السكن والمطوف الذي يتفق معه في منى".

ولفت إلى أن البعض الحجاج تكون لديه طلبات خاصة مثل الذهاب إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، أو الحصول على سكن خاص لعائلته، ما يؤدي إلى زياة سعر التكلفة.

وأوضح "الحاج هو من يختار الحملة التي يريد الذهاب معها، فهناك حملات أخرى بأسعار معقولة وهناك أخرى بأسعار مبالغ فيها، الاختيار والقرار يعود في الأخير للحاج".

الأسعار الأقل خليجياً

فيما بين صاحب حملة "الجميري" علي الجميري إن التكلفة التي يدفعها الحاج البحريني للحملة تبلغ 1695 ديناراً شاملة السكن والأكل وغيرها، عازياً ارتفاع الأسعار إلى قلة العدد، إذ يبلغ عدد الحجاج في الحملة 85 حاجاً، في حين لا يتوفر سكن لهذا العدد القليل، مؤكداً أن الأسعار في البحرين رغم ارتفاعها تعد الأقل مقارنةً بدول الخليج الأخرى.

وقال صاحب حملة "الأنوار المحمدية" عبدالله علي إن هناك عدداً من الأسباب وراء رفع الأسعار وعلى رأسها تقليص عدد الحجاج، ففي السابق كانت أقل حملة تسجل ما لا يقل عن 235 حاجاً، الأمر الذي يتناسب مع سعة البناء التي تنطبق عليها الاشتراطات القانونية الملزمة للحملة فيكون العدد قادراً على تغطية التكلفة.

وأضاف "كما أن القيمة المضافة والضرائب لها دور بارز في رفع التكاليف، وكذلك رفع تكلفة الشريحة التي تحتوي على أسعار المخيم لمنى وعرفة، فارتفعت الشريحة إلى 160 ديناراً، إضافة إلى أن الحملة تدفع مبالغ إضافية لتحسين المخيمات كزيادة التكييف في الجو حار، ليصل نصيب الفرد إلى 250 ديناراً مع التحسينات".

وأشار إلى أن "إجبار الحملات على دفع مبالغ القطار بعد أن كانت الباصات وسيلة نقل الحجاج إلى عرفة والمشاعر المقدسة سبب تكلفة زائدة، فغالبية الحملات تعمل على توفير الباصات أيضاً لمن لا يرغب في الذهاب بالقطار، فالحملة تدفع للباصات قيمة التنقلات للمشاعر المقدسة بتكلفة عالية لا تقل عن 2000 دينار للباص الواحد أو 3200 دينار إذا كان مرتبطاً مع الحملة من البحرين"، لافتاً إلى أمور أخرى استدعت رفع الأسعار كفرض المطابخ الخارجية وإلزام الحملات بالمطبخ الخارجي وهو باهظ التكلفة فلا يقل استئجاره عن 3000 دينار.

ارتفاع إيجار السكن

وقال صاحب حملة "الستري" السيد إبراهيم عباس إن ارتفاع الأسعار ناتج من ارتفاع تأجير السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة ونوعية السكن، فبعض الحملات تكتفي باستئجار محلات متواضعة ومتوسطة، في حين توجد حملات آخرى تستأجر سكن خمس نجوم في المدينة، كما أن بعض الحملات انتقلت من استئجار البنايات في مكة إلى الفنادق التي تنقسم إلى مستوايات، ما يؤدي لتفاوت أسعار الحملات.

وأضاف "ويعد انتقال خدمات المشاعر التي كانت متعلقة بخدمات الحملات إلى المطوف من أسباب رفع الأسعار. في السابق كان صاحب الحملة يتسلم الأرض ويعمل على نصب الخيام بطريقته سواء من خلال المقاولين الذين يعملون في المخيم أم عن طريق العمال الذي يوفرهم صاحب الحملة".

وأوضح أن التكلفة الحالية أصبحت تقسم على أمور عدة، فمجموع رسوم المطوف تتراوح من 350 ديناراً إلى 400 دينار، والسكن في المدينة المنورة يصل لـ180 اًللفرد وفي مكة المكركة 450 ديناراً للفرد، ومصاريف المقاول تبلغ 200 دينار، إضافة إلى رواتب الموظفين والمرشدين والإداريين والطباخين والسواقين وبعض الأيادي العاملة الأخرى لتنظيف وغسل الأواني. وتبلغ تكلفة تأجير السيارة الواحدة 500 دينار ويتراوح عدد السيارات التي تحتاجها الحملة من 7 إلى 8 سيارات لتوصيل الحجاج من وإلى السكن على مدار الـ24 ساعة".

ولفت إلى أن "جميع هذه المصاريف تبدأ من شهر رجب إلى شهر ذي الحجة، أي أكثر من 6 أشهر ليحصل صاحب الحملة فيما بعد على 200 دينار عن كل فرد أو 100 دينار وفي بعض الآحيان لا يحصل على أي مبلغ"، مشيراً إلى عدم معرفة الحاج البحريني بكل هذه المصاريف والرسوم التي تدفعها الحملة.