من أهداف العقوبات الأمريكية ضد إيران ضبط سلوك النظام الإيراني وجعله يتوقف عن ممارسة ودعم الإرهاب والإرهابيين. المؤسف أن هذا الهدف يصعب تحقيقه حتى مع تغليظ العقوبات، أما السبب فهو أن الإرهاب في دم هذا النظام المختطف لثورة الشعب الإيراني والجاثم على صدره منذ أربعين سنة. النظام الإيراني لا يستطيع أن يعيش من دون أن يمارس الإرهاب أو يدعمه، فمن دونه يموت، لهذا لا ينبغي توقع حصول هذا الأمر، لا مع العقوبات الأخيرة التي شملت خامنئي ومكتبه ووزير خارجيته ولا مع أي عقوبات تالية لها قد يوقعها الرئيس الأمريكي.

لولا ممارسته للإرهاب ودعمه وتمويله للإرهابيين وتوفير الموئل والحماية لهم لما تمكن النظام الإيراني من البقاء في السلطة كل هذه السنين. هذا النظام حكم بالإرهاب، وتوقفه عن ممارسة الإرهاب ودعمه له يعني نهايته. ولأنه منتبه لهذا الأمر جيداً لذا فإنه من غير المتوقع أن يتوقف عن ممارسة هذا السلوك المشين.

العقوبات الأمريكية من شأنها أن تضيق الخناق على النظام الإيراني وتقلقه وتتعبه لكنها لن تقضي على إرهابه. إرهاب النظام الإيراني ينتهي بانتهاء النظام نفسه، وما هو متوقع في الفترة المقبلة هو أنه سيزيد من عملياته الإرهابية كي يشعر نفسه أولاً بأنه قادر على المقاومة وكي يضمن البقاء لفترة أطول.

العقوبات مهما تتالت ومهما كانت قاسية لا يمكن أن تجعل هذا النظام يتوقف عن ممارسة ودعم الإرهاب. ما يجعله يتوقف وما يجعل الإرهاب يختفي من هذه المنطقة ويقل في العالم هو القضاء على النظام الإيراني لأنه أس الإرهاب وأهله. لولا إرهاب النظام الإيراني لما حصل في البحرين ما حصل في 2011 ولما حصل شيء مثله في السعودية وفي كثير من دول المنطقة والعالم. النظام الإيراني درب من آمن بقدراته على الإرهاب وهو الذي عمل ويعمل على تهريب السلاح لعناصره في البحرين والسعودية والكويت وغيرها وهو الذي خطط ولايزال يخطط.. وهو الذي يعين ويعاون كل إرهاب وكل إرهابي. لولا هذا النظام لما تمكن الحوثيون من الاستمرار في السيطرة على صنعاء حتى اليوم، فبإرهابه فعل الحوثيون ما فعلوا ويفعلون، وليس من عاقل إلا ويقول بأن الصواريخ والطائرات من دون طيار التي يتم إطلاقها من اليمن على مطاري أبها وجيزان وغيرهما هي من نتاج وجهد وفعل النظام الإيراني.

تضييق الخناق على النظام الإيراني وأربابه أمر مهم ومطلوب لكنه لا يمنعه من ممارسة الإرهاب ودعم الإرهابيين. المطلوب هو القضاء على النظام الإيراني والمساعدة على تسليم السلطة في إيران لمن يتخذ من الإرهاب موقفاً ويهمه أمر ومستقبل المنطقة والشعب الإيراني، فبهذا وحده ينتهي الإرهاب في المنطقة ولا يجد الإرهابيون من يدعمهم ويمولهم ويعينهم على ممارسة الإرهاب.

الشعب الإيراني ينتظر ما هو أهم من العقوبات ضد النظام السالب لحريته والذي أذاقه الفقر فشغله عن الحياة وجعله يكرهها، هذا الشعب يريد من يوفر له الفرصة ليثور على هذا النظام ويعيد له دوره وفرصة الإسهام في الحضارة الإنسانية. العقوبات ستؤثر على النظام الإيراني وقد تمنعه من ممارسة السالب من الأمور لفترة معينة لكنها لن تبعده عن الإرهاب لأن الإرهاب في دمه، ولأنه من أجله سيعمل على التكيف مع العقوبات والتقليل من تأثيرها عليه.

إذا كانت الظروف مواتية ويمكن تخليص الشعب الإيراني والمنطقة من هذا النظام فإنه ينبغي العمل في هذا الاتجاه ومن دون تأخير لأن العقوبات مهما كانت قاسية وصعبة لن تمنعه من ممارسة الإرهاب ودعم الإرهابيين في كل مكان، فهذا النظام لا يستطيع العيش من دون الإرهاب.