نلاحظ بأن أغلب الطروحات الإعلامية للقضايا الرياضية المحلية تترجم على أنها «مشخصنة» وليس لها علاقة بالنقد البناء أو الإصلاح والمساهمة في التطوير!

لماذا نقدم سوء الظن على حسن الظن ولماذا لا نتعامل مع تلك الطروحات بعقلية حضارية تجسد حقيقة الشفافية حتى نحقق الشراكة الإيجابية لرياضتنا البحرينية..

الإعلام يعد من أكثر العناصر تأثيراً في كل مجالات حياتنا بما في ذلك المجال الرياضي، وعليه فإن التعامل معه يحتاج إلى حسن الظن من منطلق الإيمان بمبدأ الرأي الآخر وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية..

نحن اليوم نتحدث عن مرحلة انتقالية في منظومتنا الرياضية قائمة على تحويل الرياضة من مجرد هواية إلى صناعة، تواكب مثيلاتها في الدول المتقدمة رياضياً والانتقال تدريجياً من الهواية المطلقة إلى درجات الاحتراف الأولى، ومن مرحلة الاعتماد المطلق على الدعم الحكومي إلى الاتجاه إلى الاستثمار الذاتي، ومن العمل الإداري التطوعي إلى التفرغ والتخصص الإداري والمالي ..

هذه المرحلة تتطلب تضافر كل الجهود بما فيها الجهود الإعلامية التي من شأنها تسهيل الكثير من المهام، ومن هنا تكمن أهمية توثيق العلاقة والثقة بين المؤسسات الرياضية الرسمية ممثلة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة ووزارة شؤون الشباب والرياضة، ومن هم تحت مظلتها من أندية ومراكز شبابية واللجنة الأولمبية البحرينية ومن هم تحت مظلتها من اتحادات رياضية وبين المؤسسات الإعلامية ممثلة في وزارة شؤون الإعلام ومن هم تحت مظلتها من قنوات رياضية إذاعية وتلفزيونية ودور الصحافة والنشر ممثلة في أقسامها الرياضية..

نحتاج إلى تنظيم لقاءات دورية بين هذه الجهات لتقريب وجهات النظر، وتضييق الهوة التي كثيراً ما تتسبب في خلق احتقان وتوتر في العلاقة بين الطرفين نتيجة اختلاف في وجهات النظر في قضايا يمكن تداركها من خلال التواصل بين الطرفين.

محصلة القول بأنه لا غنى للإعلام الرياضي عن التعامل مع المؤسسات الرياضية الرسمية بمهنية ولا غنى لتلك المؤسسات بمختلف تفرعاتها عن التعامل مع الإعلام الرياضي بمنطقية، فالاثنان يكملان بعضهما البعض ولذلك لابد من أن يكون حسن الظن عنواناً رئيساً لهذه العلاقة لكي نصل إلى أهدافنا المرجوة..