فتاة فلسطينية تدعى إسراء غريب عمرها 21 سنة طالبة جامعة، وتعمل خبيرة مكياج في إحدى الصالون التجميلية وتحولت بين ليلة وضحايا إلى اسم ساطع وناجح في هذا المجال حيث لديها شغف كبير وأحلام وطموحات أن تكون مستقبلاً اسم يشار إليه بالبنان والتي تم قتلها على يد أشقائها، بسبب وشاية كاذبة من ابنة عمهم التي قامت بتحريض أشقائها وزوج أختها.

هذه القضية تتشابه بالمناسبة مع تفاصيل قصص كثيرة تحدث في مجتمعاتنا الخليجية حين تنهار منازل وتقع مشاكل وجرائم بسبب تحريض أشخاص كاذبين لا يتقون الله، وإن اختلفت نسبة الإجرام ومستوى العنف الذي يمارس ضد فتيات أبرياء يكونون دائماً ضحية أفاعي بشرية حاقدة.

إلى يومنا هذا لا نتفق أبداً ولسنا مقتنعين بمن يقول «لا يهمني كلام الناس وليقولوا ما يقولوه»، فهذا المبدأ صحيح نعم ويطبق على من هو بعيد عن عالمك ولا يستطيع أن يصل لك ويؤذيك أو يدفع ناس قريبين منك للاقتناع بكلامهم ومن ثم كراهيتك وإيذائك فلا يمكن استعماله في كل الحالات وفي جميع المواقف خاصة إن كان العدو المتكلم عنك قريب جداً منك وفي محيطك وقادر على التأثير على من حولك ودفعهم لإيذائك والتسبب بالمشاكل لك فأنت تستطيع أن تتجاهل و»تطنش» شخصاً جاهلاً حاقداً يرمى عليك كلاماً مسيئاً ويحاول إيذاءك وأنت عابر في الشارع حيث بديهياً ستقوم بإغلاق نافذة سيارتك والمضي عنه لأن أقصى ما يمكن أن يؤذيك هو سماعك لكلامه المسيء، لكن ما التصرف عندما يكون المجرم داخل محيطك كمنزلك مثلاً، ولديه القدرة ليس على إيذائك فحسب إنما الوصول إلى أقرب الناس إليك، وتحريضهم عليك وكما يقال «لما يكون في شخص فوق راسك ليل نهار يزن ويطحن ويحن عليك بشكل متكرر أنت كبشر تتأثر دون وعي وكثر الدق يفج اللحام».

ودائماً ما نقول لو كان الكلام لا يهم ولا يؤثر فلما الدين جعل مرتبة «الفتنة أشد من القتل»، و»كلمة تهوى بصاحبها في النار سبعين خريفاً؟»، حتى كبار الشركات العالمية تفككت وأفلست بسبب إشاعات وحقائق محرفة تم تداولها عنهم، وحتى كبار الدول قامت بينهم حروب بسبب حرب شائعات وحملات إعلامية مسيئة، وهناك دول سقطت أنظمتها بسبب فتن وإشاعات دفعت الرأي العام للقيام بردة فعل، فمنطقياً الكلام يؤثر خاصة إن كان المجرم لديه درجة عالية من الكذب والتدليس والإقناع يجعلك ترى كأس الماء الذي أمامك كأس عصير!

نعود لقصة الفلسطينية إسراء غريب التي توفاها الله وراحت نتيجة ضحية «غيرة حريم» وكيد النساء وممن؟ من بنت عمها التي كانت تعتبرها صديقتها المقربة والتي كانت تحبها وتتمنى الخير لها وهذا كان واضحاً حينما أدرجت صورتها في حسابها، وهي تمتدح جمالها بعد أن قامت بعمل «مكياج» لها في حين كانت بنت عمها بالمقابل تحقد على نجاحها وحب الناس لها، وتتكلم من ورائها وتحاول تشكيك أخوتها وأهلها بأخلاقها وكما يقال دائماً» ما اتييك الضربة إلا من الجريب» وما كان يهزها أكثر محبة إسراء لأشقائها وتعبيرها الدائم عن حبها لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

فالبنت المريضة نفسياً عموماً دائماً ما تكون مشغولة بمراقبة ضحيتها حقداً في أدق تفاصيلها، وتكون مشغولة بها ليل نهار وتحاول إبعاد الضحية عن كل من يحبها وتحبهم، فهي لا تستطيع أن ترى الناس في سلام ووئام ودائماً ما نقول كقاعدة مجتمعية عندما ترى فتاة تحرض الناس على فتاة أخرى وتحاول تشويه صورتها يكتشف أن البنت التي يتم تشويه سمعتها شريفة وطاهرة وبريئة جداً، والبنت المحرضة مجرمة و»خرابة بيوت» وأفعى بشرية وليعذرني البعض على هذه الكلمة «عاهرة» و»ترى الناس بعين طباعها» فهي ترى كل البنات بعيون أخلاقها وسلوكياتها، وتعتقد أن كل بنت ناجحة لم تنجح إلا لأنها سارت على نفس الدرب الذي هي تسير فيه هي خفية!

ما جعل ابنة عم إسراء تكشف وجهها القبيح قيام إسراء بإخبارها أنها خطبت وتقدم لها شاب ممتاز، مما جعلها تحقد أكثر فهي لا تريد أي خير يحصل في حياة إسراء، والحاقد عموماً لا يتحمل أن يرى ضحيته في سعادة وما زادها قيام إسراء بإخبارها وبكل براءة عن تفاصيل الخطبة، وقيامها بنشر مقطع فيديو وهي في المقهى في الجلسة التي تمت للتعارف بعلم أبيها وأمها وأختها وبحضور أمها وأختها معها المقهى «جلسة النظرة الشرعية»، فماذا فعلت ابنة عمها الخبيثة؟

بالطبع هي تدرك من خلال فهمها لبيئة وحياة إسراء التي بالمناسبة حققت ثروة من جراء عملها، وكانت تمنح أشقاءها المال أن أشقاءها بهم نوع من مشاعر الغيرة غير الملحوظة من شاكلة عقدة الذكور التي تقوم على مبدأ الاهتزاز من أن تكون الفتاة أنجح منه كرجل، وهي تفهم في تركيبتهم النفسية، وأن بهم من الحماقات والطيش الذي سيمكنها من تحقيق ما تريده هي من إجرام على يدهم هم، فلم تتجه إلى أب أوعمام أو أخوال إسراء بل اتجهت لمن تدرك أنهم «سهلين وليس لديهم عقل وشخصياتهم تتأثر بسرعة من الكلام» وأخذت تحرضهم من مدخل أنهم بلا شرف، وأن أختهم تمكنت من تلطيخ اسم العائلة وشرفها مقابل إسكاتهم بالأموال التي تمنحها لهم، وتخرج بلا رقابة «طبعاً هنا في عقلها الباطن هي تدرك أن إسراء رفعت اسم عائلتهم بنجاحها وهي تغار من ذلك إلى جانب غيرتها من الثروة التي حققتها وحبها لأشقائها ومحبة أشقائها لها»، ومارست عليهم عملية غسيل المخ فهناك أشخاص كما السحرة والدجالون لديهم قدرة عالية جداً في جعل الشخص يكرهك ويظلمك، ودائماً عندما يكون الفكر الإبليسي والإجرامي عند المرأة فإن المنفذ يكون ذكراً لتكون الضحية امرأة أخرى.

كما إن ابنة العم تدرك أن أشقاء إسراء وازعهم الديني ضعيف، ولا يفهمون معنى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» فتلاعبت بالحقائق ودائماً بالأصل عندما يحرض شخص أحدهم فإنه ينقل له جزءاً بسيطاً من الحقيقة مع تغير بالأحداث والوقائع المركبة.

وهذا ما حصل أصاب أشقاء إسراء أختهم بجهالة تامة حينما قاموا مع زوج أختها بالاعتداء عليها بالضرب المبرح، وتم إدخالها المستشفى بسبب كسر في عمودها الفقري وتعرضها لكدمات وإصابات ولم يتوقف الأمر عند هذا حيث عادت بنت العم لتحريضهم بعد أن قامت إسراء وللأسف الشديد بنشر صور لها وهي داخل المستشفى تطلب الدعاء لها فاتجهوا إلى المستشفى لضربها حتى الموت!

لو كان فيهم أحد عاقل لفطن إلى غيرة وكيد الحريم وقرأ ما بين سطور كلام بنت عمها الحقودة «أخبرتهم عن مكياجها وملابسها وهذا الكلام لا يقوله إلا الحريم الحاسدات أصلاً ثم أخبرتهم عن خطيب إسراء مما يعني أنها حاقدة على زواجها، وأخبرتهم عن الأموال التي تجنيها من عملها يعني واضح أنها تحسدها على نجاحها ومغتاظة من البنت»، لكنهم حمقى للأسف، وغياب العقل عنهم هو سبب النهاية المأساوية لهم جميعاً، فإسراء قتلت وهم بالسجن والأم وأخت اسراء تضرروا نفسياً والعائلة كلها تفككت وكله على يد أفعى صاحبة فتنة سعيدة هي اليوم لأنها تمكنت من التخلص من ضحيتها.

وللحديث بقية.