تجنباً لمساوئ مبدأ القال القيل، قالوا ونقلنا، أخبرونا فشاركنا، أو ما نُشِرَ في برامج التواصل الاجتماعي عليه تحمّسنا. إما كان جميلاً محبباً من وجهة نظرنا مدحنا، أو مؤلماً شرساً، غَضِبنا وبأقلامنا هاجمنا وحاربنا. ويبقى الجواب الدبلوماسي اللطيف رداً على السؤال العبقري العنيف: من أين لك بكل هذا يا صديق؟

من مصدر موثوق، لا أبوح باسمه لو أموت. وبعدها نجد أن بعض ما نقرؤه من نسج الخيال. إما لنشر أحلام تطال النجوم في السماء أو لزرع الفتن من أكاذيب وافتراءات يمكن أو تودي بأصحابها إلى الهلاك.

ولأن الحقيقة يجب ألا تشوبها الانحرافات، قام مركز الاتصال الوطني مشكوراً بإطلاق مشروع بعنوان «لقاء مع مسؤول». ونفس المبدأ كان قد تم تطبيقه من قبل معهد الإدارة العامة BIPA حيث يكون للمشاركين في البرنامج الوطني لتطوير القيادات الحكومية فرصة من خلال فقرة «لقاء مع قائد»، أن يكونوا على مقربة من قصص نجاح مسيرتهم القيادية، ولبساطة الفكرة وروعة المحتوى لم يغفل «صندوق العمل - «تمكين»» أن كان من أوائل منفذي الفكرة وذلك من خلال اللقاء الدوري بين موظفيه مع رئيسه التنفيذي بجلسة خالية من التكليف مليئة بالإيجابية والتحفيز ورائحة القهوة تخيّم على الجميع الذين يملكون حق النقاش والحوار والاستفسار والتحليل.

ففي هذا اللقاء الحواري الذي يتناول به الكاتب فنجان قهوته ويسمع ما يقوله المسؤول عن حزمة الإجراءات أو المشاريع التي ستقوم بتنفيذها الجهة التي يعمل بها في الزمن الحالي أو المستقبل القريب، كي تتحرك أقلام كتاب الرأي على بيّنة وتسير في الطريق الصحيح. مع العلم أن هذا المشروع لا يمنع أيّاً من السائلين في التواصل المباشر مع الوزارات أو الهيئات وإنما يعتبر وسيلة مثالية لتقصير الطريق.

من وجهة نظري الشخصية أرى أن مثل هذه المشاريع إضافة إلى ما تحتويها من إيجابيات ظاهره فإنها أيضاً تُبطن الكثير من النفائس التي تترجم لنا السمة التي يتمتع بها الناس في البحرين أجمعون. وأن الطيبة، والتعاون والتسامح سمات مشتركة وأنه لا فرقَ بين كبير أو صغير، والاعتزاز والافتخار بالكوادر الوطنية أمر يلا يقبل التشكيك.

فالمسؤول بعد الجلسة النقاشية المفتوحة يبقى ولفترة من الزمن مع المتواجدين وتعزيز التواصل معهم، إما من خلال تبادل أطراف الحديث أو بتوثيق تلك اللحظات ونُصبح لفنون التصوير من الماهرين. الأمر الذي يترك لنا الانطباع الجميل وتصير سيرته المحمودة على لسان الحاضرين، مؤكدين أن هذا ليس بجديد على المسؤول البحريني مهما كان في منصبه ذا شأن عظيم، فهو دوماً في خدمة وسماع الجميع. وكي نكون منصفين، فبالطبع إن لكل قاعدة شواذ، ونسأل الله في أن يهدي لمن شتّ عمّا هو أساس وأصبح يجد بمن يتجمهر حوله أنهم من كوكب أو خيال، ويحاول بشتى الأساليب أن يختفي عن أعينهم من دون شعور أو حسيس أو يتحجج بأنه تأخر على موعد ثمين وعليه أن يلبي ويستجيب، وبلا شك أننا من الداعين أن يكون التوفيق حليف الجادين الصادقين والمتعاونين.